علماء النفس: قلة الايمان والاحساس بالعجز عوامل تدفع البعض الى ممارسة الخزعبلات


ما يلفت انتباهك في شوارع صنعاء وبالذات في اسواقها المزدحمة الحشود الهائلة المزدحمة الصاغية حول "منجمة" قد جمعت من الحجارة والاصداف ما يمكنها من تحليل نفوس الناس وما سيكونوا عليه وما سيحل بهم .. مفسرة لهم أسباب شقائهم والطريق الى سعادتهم .. ساردة عليهم الآف الحكايات المتكررة وكل فنون السعادة والشقاء ..


تزايدت هذه الظاهرة في الآونة الاخيرة وكأن الظروف الراهنة قد صنعت كما هائلا من المنجمين الجدد ربما بقصد الاسترزاق وربما لمعرفة الاسرار التي يحيطون بها علما وغيبتها الايام عن خاطر الناس.


فما السبب في إقبال الناس على المنجمين في مجتمع قد لفظ الشعوذة والمشعوذين ومنذ زمن بعيد وما لسبب في كثرة المنجمين في هذا الوقت من الزمان بالتحديد؟ والذي لم يعد يعترف بمثل هذه الخزعبلات والطلاسم؟


"مركز الاعلام التقدمي" أخذ آراء بعض ممن يجولون ويصولون حول المنجمات في الشوارع وسألنا علماء النفس والدين عن هذه الشعوذات الى التفاصيل".


الفضـــول فقـــط
العديد ممن يأتون للعرافة في الشوارع ويجلسون امامها للبحث عن حياتهم واسرارها المختبئة وتفاصيل اخرى عن تعاستهم وشقائهم لا يؤمنون إطلاقا بما تقول المنجمة التي هم أمامها ولكن ربما يسمعونها بغرض الفضول وحب الاستطلاع والترفيه عن النفس كما يقول خليل أحمد مدرس لغة عربية أنه يجلس القرفصاء أمام المنجمة ظهيرة كل يوم في سوق نقم مطالعا اياها بهدوء منتظرا ما ستحدثه عن حياته ومستقبله ويقول :إنها دائما تقول لي الطريق الى سعادتك قريب ولكنه مليئ بالاشواك والعقد وزواجك سيكون سعيدا ولكن بعد عقبات كثيرة ورزقك سيتوفر ولكن بعد عناء وغيره من الكلام المعتاد والموال الذي تردده دوما لي ولغيري من الناس .. غير أني أتنفس قليلا وأروح عن نفسي وانا اتحدث اليها مستعجبا لنظراتها القوية وعينيها التي تحاول دوما أن تملاوهما بالشر وكأن إبليس قد سكن فيها للأبد .


ويضيف الأستاذ خليل: تقريبا كل يوم اتردد إليها وأستحسن لحديثها وماهي إلاخمسين أو مئة ريال أضعها بيد يديها وأضيع معها قليلا من الوقت في الإستماع إلى حديثها لي ثم للأخرين من بعدي.


طلـــب رزق
بعض الناس ممن يجلسون إلى العرافة أو المنجمة لا يأخذون بحديثها على محمل الجد وإنما بدافع المساعدة لها.. وكذلك بعض العرافات يعلمن أيضا أن الناس لا يصدقونهن وإنما يفعلن ذلك بدافع الإسترزاق ويعتبرنها وسيلة أفضل من الشحاتة ، ويقول وليد داود طالب جامعي بأنة يعلم أن العرافة لن تقدم له أي مجديد وإنما يقصدها في الشارع رحمة بها ورأفة ويقول : إن دفعت لها مئة أو أكثر فإنما اعتبرها مساعدة لها وليس بغرض سماع الأسرار لأن كلام العرافات جميعا مبنيا على التخمين وتوق النفس لمعرفة الحكاية منها وسماعها وعادة هي تقول كلاما عاميا يحدث للناس جميعا من هذا المنطلق ترى بعض الجهلاء يصدقونه وربما أتردد عليها لزرع الأمل فهي دائما توهم الناس بالسعادة وأنهم سيلاقونها وسيحققون كل ما يتمنونة ولو بعد حين فترى كل من يجلس إليها يقوم وباله باله مرتاح ومسرور تبدو في ملامحة بشرة   .


ويضيف وليد : أنا اعلم انها تكذب ولكنها تزرع في النفس شيئا من الأمل بالذات لأن يمتهنون تلك المهنة يتغنون في حياكة الكلام الموجة للشخص .


ذكاء خارق
تمتاز كل من تعمل بهذا العمل (التنجيم) بالذكاء الخارق والحدس والتخمين للمشاكل المتعلقة بالناس .. وهكذا بدا الرائد حسين يوسف حديثه وقال : إن المنجمات يعرفن من خلال ملامح الشخص عن مشاكل ويقمن بالتخمين الدقيق للمشاكل الإجتماعية والشخصية التي عادة تحدث في كل بيت وبمجرد أن يسمعها الشخص يشعر بأنها تقول الحقيقة خاصة وأن المنجمات معايشات للمجتمع ولمشاكلة فما أن ترى مراهقا رث الثياب حتى تقول له (أنك طردت من المنزل ووراء طردتك إمرأة وربما تكون زوجة أبيك) . وعندما ترى رجلا قد اخذت وتراه يائسا عديما تقول له (عندك ضائقة وأعداء كثر يتمنون الشرلك).. وآخر تقول له (هناك من يكرهك ولكن الله معك)..وغيرة تقول له (زوجتك لصالحك وستقف وسترتاح من كل التعب والعناء قريبا ) وهكذا تأتي بالمشاكل الملموسة والعلاج السريع في بعض كلمات وفي هذه الحالة هي تحصل على النقود بذكائها .


رأي المختصين
عندما أستعرضنا أراء الناس ممن يجلسون إلى العرافات وجدنا مفارقات غريبة فهم لايصدقونهن ولكن يجلسون إليهن مستمعين لما يقلنة منشرحي الصدر والنفس بالأسرار والغموض التي تحيط بهم وتتعرض لحياتهم . ويقول الشيخ عمر علي :إن الذهاب المنجمين والمنجمين والعرافين وتصديقهم إنما هو شرك بالله تعالى وان من يذهب إليهم يكون ضعيف الإيمان بالله وغير راض بقضاء االله وقدرة الله وهناك تناقض كبير وضعف في شخصية كل من يذهب للعرافة وسواء كان مصدقا أو لا فقد ذهب إليها ويعتبر مشجعها لهذه الظاهرة الخطيرة التي يجب ردها وتوقيفها بالذات في هذا الوقت من الزمان الذي ايتشر فية العلم والمعرفة .


وتقول الأستاذة سمر علي محمد استاذة علم النفس : هناك العديد من العوامل التي تدفع الناس للذهاب إلى المشعوذين أو العرافين وأن المشاكل التي تسيطر على حياتهم تجعلهم يتجهون إلى أحد بغرض حلها والكشف عن خباياها حتى وإن المشاكل التي تسيطر على حياتهم تجعلهم يتجهون إلى أي احد بغرض حلها والكشف عن خباياها حتى وإن كانوا يعلمون أنهم لن يسمعوا للصدق .


فكثرة الضغوط وقلة الحيلة في المعالجة هي من تدفع الإنسان للتثبيت باي طرف يمكن ان يساعده في حلها إزالة مخاوفة واكتئابة ومعاناتة وكلما ضعفت الإرادة وقل الإيمان بالله توجهوا أكثر للعرافين فعندما يحس اللإنسان بالعجز عن حل مشاكلة بنفسة وبإرادة ترى يلجأ إلى بأنها السبيل  لتحريره من القلق والمعناه والخوف .


وتشير الدراسات العلمية بأن من يلجأ إلى التنجيم وقراءة الكف وماشابه ذالك غالبا مايكون من بيئية ثقافية متدنية على غير البيئية على غير البيئية المبنية على التقدم والعلم والرقي والإيمان بالله وكلما انتشر العلم والوعي كلما قلت هذه الظاهرة .


وفي الأخير يلقى أن يتجه العقلاء لمثل هذة الخزعبلات وتشجيع الذين يدعون الغيب ب حجة  الكسب أو بعث الأمل في النفس من العيب في مجتمع معروف بحكمة وعقلة أن تنتشر فية مثل هذه الظوهر السلبيه ولابد من تغيير السلوكيات والرؤى كمجتمع ناضج بالحكمة وألإيمان من قبل سيد المرسلين .

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.