لماذا لا يتم الحديث عن الحقوق السياسية للمرأة اليمنية بشكل واضح؟ ولماذا لم تظهر المرأة اليمنية على الساحة وبقوه في الانتخابات إلاّ كناخبة وليست كمرشحة؟ وماذا يجب على المرأة اليمنية ان تعمل لانتزاع حقوقها؟


أسئلة تدور في رؤوس الكثيرين، وتثير جدلاً ساخناً في المجالس، وجدلاً اكبر في الأوساط النسوية التي غالباً لاتفهم حقيقة ما يدور حولها.. غير أن "مركز الاعلام التقدمي" حمل تلك الأسئلة إلى طاولة سياسيين وأكاديميين ومثقفين مهتمين بالشأن الديمقراطي، بحثاً عن رأي حول هذه الظاهرة، ولمعرفة إن كانت آرائهم تختلف عن آراء العامة أم أن النظرة واحدة، فكانت الحصيلة كالآتي:


 


uf] hg;vdl hbvdhkd


الدكتور عبد الكريم الارياني- مستشار رئيس الجمهورية السابق، ونائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي- أفاد "مركز الاعلام التقدمي" قائلاً: "اعتقد ان امام المرأة اليمنية طريق ليس سهل، لكنها تفرض نفسها كل يوم.. فالمرأة شريك اساسي في كل انحاء الحياة سواء في التنمية او السياسة ولا شك انها قد اثبتت ان لها دور فاعل.. واكبر دليل على ذلك حصول السيدة توكل كرمان على جائزه نوبل للسلام".عبد الحي قاسم


الدكتور عبد الحي علي قاسم- دكتور العلوم السياسية في كليه التجارة جامعه صنعاء- يقول: ان دور المرأة في النشاط السياسي بالنسبة للأحزاب اقتصر على دورها كناخبة وليس كمرشحة في الجانب السياسي، وهامش الحقوق السياسية للمرأة في الواقع تختلف عنها في البرامج وتختلف عنها في الدستور، وهذا لأنه لا توجد قناعة لدى الاحزاب وفي المؤسسات الرسمية ان المرأة عضو سياسي فاعل بل يعتمد عليها في الحشد والتعبئة لدعم السياسي الرجل وليس لدعم المرأة السياسية الفاعلة.


ويضيف: المرأة بحاجة الى نضالات طويلة وعلى مراحل لتحصل على حقوقها السياسية وهذا لان النظرة المجتمعية للمرأة تقتصر على انها مربية ومعلمة، وحتى تصبح فاعلة عليها بالعمل الطويل داخل المؤسسات المدنية والاحزاب ومنظمات نشطة سياسيا.


منى عمر بن ثابت- موظفة- تقول: ان دور المرأة السياسي مُلفت جدا في الفترة الأخيرة لأنه اصبح هناك انفتاح وثورات وتطور.. وباعتقادي ان دخول المرأة العمل السياسي هو ممثل للمرأة في اليمن بشكل عام وانا مع ان تتولى المرأة مناصباً سياسية مهمة حتى  تحدث تغيير من وجهة نظر المرأة وليس فقط من جانب الرجل حتى تمثل المرأة بشكل ملموس.. وهذا الشيء اصبح واضح في الفترة الأخيرة فأصبح لدينا وزيرات وسفيرات وعضوات في مجلس النواب واصبح للمرأة شأن كبير..
 
وتستدرك قائلة: لكن هذا ليس بكافي وتحتاج الى خطوات متسلسلة كثيرة من اجل الوصول. فالتغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها.. فعندما بدأ دور المرأة كان بداية من خلال التدريس والتمريض والان اصبحت تشغل اكثر من وظيفة واصبحت تنافس الرجل ايضا في التوظيف، واصبحت المؤسسات والشركات تستعين بدور المرأة اكثر من الرجل لانضباطها والتزامها.


رقيه محمد الحدي- طالبة علوم سياسية جامعة صنعاء- تقول: ان المرأة تشكل كل المجتمع فهي نصفه وتنتج النصف الاخر لذا فهي كل المجتمع، ودور المرأة السياسي وحياتها بشكل عام تبدأ من الجامعة فهي المحطة الاولى التي تنطلق الى الحياه العملية وبقدر ماهي مهضومة بقدر ماهي تسعى لتثبت نفسها بدليل طالبات قسم العلوم السياسية ليس بالكثرة ولكنهن الاكثر تفاعل مع قضايا المجتمع..


وتضيف: والمرأة اليمنية في المجال السياسي ليست موجوده بالشكل المطلوب، فلو لاحظنا  المناصب التي تقلدتها النساء نجد ان هذه المناصب مقتصرة على وزارة حقوق الانسان او الشؤون الاجتماعية. وفي مجلس الشعب تحظى بمقعد واحد ووحيد ولا تأخذ وزارات سيادية مهمة، واصبح دورها يقتصر على الاعمال العادية والإدارية، ونلاحظ انه اذا تم واخذت منصب مهم يتم نبذها من قبل المجتمع.


وتؤكد قائلة: انا كطالبة علوم سياسية احاول تغيير هذه النظرة فالمرأة اليمنية تثبت وجودها يوم عن يوم وقد شيدت اروع واعظم الحضارات، وانا مع ان تمسك المرأة بما نصب تتوافق مع شخصيتها بمعنى ان طبيعة المرأة الفيسيولوجية والنفسية قد لا تتوافق مع بعض المناصب واولا واخيرا هو مصلحة الوطن. ونحن نطالب بالمشاركة وليس بالانفراد..!! فالمرأة اليمنية في الفترة القصيرة الماضية وضعت بصمة قوية للمرأة ككل ووفق القانون الجديد وفرض نظام الكوتا اي تولي المرأة مناصب 30% و إ ذا ما شاركت المرأة عن جدارة، فأنا اثق انها ستتفوق على اخيها الرجل.


رؤى الصوفي


رؤى الصوفي- طالبة علوم سياسية جامعة صنعاء- تقول: المشاركة السياسية للمرأة اليمنية هي من عصور قديمة متمثلة ببلقيس واروى ولكن في الفترة الزمانية اللاحقة حدث تراجع لدورها السياسي بسبب عوامل التجهيل او عوامل القمع، ولكن بعد الثورة والوحدة بدأت المشاركة السياسية للمرأة تعود شيئا فشيئا فتقلدت مناصب عليا كالوزارات وسفراء ومنظمات مجتمع مدني وحقوقية ايضا، ولدينا ايضا العديد من النساء البارزات واللواتي وصلن الى مناصب عالمية كالأستاذة امة العليم السوسوه والسيدة توكل كرمان ورفعن اسم اليمن عاليا.


وتستدرك قائلة: ولكن هناك معوقات امام المرأة وهذا بسبب التراكمات التاريخية ولكنها ستتجاوز كل ذلك بإذن الله. واتمنى ان حركة التغيير التي حصلت ستعمل على فكفكة  الوضع، فالوضع الان اصبح يسمح للمرأة الوصول الى حقوقها، وقانون الكوتا النسائية ستعمل على اعطاء المرأة جزء من حقوقها وليست كاملة وهذه الامور لا تؤخذ بين يوم وليلة فهذا يحتاج الى عمل طويل..!!


 



حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.