الحياة الزوجية ليست ميدان تجارب ولا حقل تذوق, ولا يلام اذا اخذ الرجل يبحث عن شريكة حياته وكذلك المرأة, واذا قلبت بصرك وجدت ان من اعظم مشكلات الزواج وصعوباته وانحلاله ناجم عن التسرع في اختيار الزوجة او الزوج دون بحث وتدقيق, فبعظهم يختار زوجة بمجرد نظرة جمال ساحره, وبعض النساء ينظرن إلى  مال الرجل او غير ذلك, والعلاقة التي يكون المقصد منها ذلك توشك ان تزول او تنهي, فعملية الاختيار تلعب دور الحصان الأسود في تحقيق السعادة, ..


 


"مركز الاعلام التقدمي" استطلع آراء بعض الاشخاص حول اختيار الزوج او الزوجة فيما إذا كان يحتاج إلى دورة تدريبية.. وكانت الحصيلة كالاتي:فضل عمر



 
 يرى "فضل عمر" من وجهه نظره .. انها تحتاج إلى نوع من المعرفة والثقافة بطريقة اختيار الزوج/الزوجة المناسب ولا تحتاج الى دوره تدريبيه لأن كل شخص يناسبه زوجه/زوج مختلف عما يناسب شخص آخر والدوره التدريبيه تعني قواعد ثابته ومعايير تطبق على الجميع. ليلى ربيع


"ليلى ربيع"- مذيعة في قناة البغدادية- تقول: في هذه الأيام اعتقد إننا في حاجة لأخذ دورات تدريبية في أشياء كثيرة وخاصة فيما يتعلق في العلاقة بين آدم وحواء, نحتاج إلى دورات تدريبية في فن التعامل مع الآخر وفي تقبل الآخر ,كذلك دورات في التركيبة الفكرية للرجل والمرأة وكيف يحدث الاختلاف بسبب عدم فهم هذه التركيبة, وأيضا تدريبات في كيفية اختيار الغذاء وهكذا.مجيب


وكانت وجهة نظر "مجيب الرحمن"- دكتور في جامعة الملك الفهد- انه لا حاجة لدورات تدريبية ربما نصح من هم اكبر منك ولهم تجارب في الحياة (اظفر بذات الدين تربت يداك) , وبالنسبة للرجل.. من اتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه, ومن الطبيعي الواحد يحتاج استشارات الأهل والمقربين منه خاصة لما تكون الزوجة من منطقة بعيدة عن المنطقة اللي يكون منها الزوج وأحيانا غير المقربين , فلا تحتاج لدورات تدريبيه لان هذه الأشياء ليست وليدة لحظة وليست بالبعد الذي أنت تطرحيه الزواج بتدخل فيه ابعاد كثيرة ثقافية واجتماعية وفي الغالب محور القرار هي الأسرة ولكنها تبني قرارها على عدة عوامل.السلمي


من جانبه، قال "عارف السلمي"- المدير المالي في راديو شباب FM- ممكن خصوصاً في مجتمعنا اليمني الذي يسيطر فيه الاباء على رغبات ابنائهم ويزوجوهم على حسب اهوائهم وليس عن حب ... أتمنى أن يكون هناك دورات للإباء أولاً في اهمية اعطاء الحرية للأبناء في اختيار الشريك ودورة للعزاب في كيفية اختيار الشريك.  محمد الداهية



يقول "محمد الداهية"- كلية الإعلام ... ان الدورة التدريبية مهمة جدا في هذا الجانب ومتطلبة بالذات في مجتمعنا المهم ان يكون المدربون على قدر عال من المسؤولية والفهم المجتمعي .


التفاهم هو الاساس المتين,,,,,
"يوسف الشيخ"
لم يسبق له الزواج بعد، ولكن يرفض فكرة تلقي دورات لأنه ـ كما يقول ـ لدي من الخبرة الحياتية مايكفي.. يعلق يوسف: لا اعتقد أنها فكرة صائبة فأنا لدي الخبرة الكافية من الحياة وممن حولي من تجارب الوالدين والاخوان والأصدقاء يقال «اسأل مجرب». أما أساس نجاح العلاقة الزوجية فيوضحها يوسف معلقا: التفاهم هو الأساس المتين لنجاح العلاقة الزوجية، وأنا شخصيتي مرنة ومتفهم فلن تضيف هذه الدورات التدريبية جديدا.


سألته: وماذا عن الزوجة أو الخطيبة؟ فقال: سوف أتعامل معها بكثير من الصبر والتفاهم وسأقدر عدم معرفتها بالكثير من أمور الزواج وسأكون أنا المعلم لها وبشكل عام لأني شخصية مرنة ومتفهم وإذا أخطأت سوف اعتذر فلن تكون هناك مشاكل بإذن الله.جمال الورد


أما "جمال الورد"- طالب بكلية التربية.- فيقول: الحقيقة يحتاج المرء منا لدورات في الاختيار .. والأختيار الناضج أولا .. فاختيار الزوجة ليس مقياسه الجمال أو العائلة بل العقلية ومدى تفاهم الطرفين .. فبالتفاهم يصلوا جميعا الى نتيجة مميزة وهي أسرة سعيدة يسودها الحب والألفة والتفاهم .. إما اذا كان الأختيار مبنى على تقاليد ومقاييس غير منطقيه فسوف يكون وبالا واختيار صعب التعايش فيه ومعه


قضية الاختيار
"الدكتور حمود القشعان"- الاستشاري الاسري- يعلق: ان عملية التفكير في الزواج أمر فطري والاستعداد لإقامة أسرة شيء طبيعي لكن الذي ينبغي أن يكون واضحا في أذهان الأشخاص المقدمين على الزواج هو قضية الاختيار التي تلعب دور الحصان الأسود في تحقيق السعادة الزوجية وهي من الأهمية بمكان حيث أشار إليها النبي في انتقاء الأصحاب، حيث قال: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وإذا كان هذا في باب الرفقاء الذين يعيش المرء معهم بعض الوقت فهو في باب اختيار الطرف الآخر أولى ومن هنا وجب التوقف والانتباه عند عملية البحث عن شريك الحياة بدلا من الندم والحسرة بعد الزواج حيث التشتت والانفصال أو الاستمرار مع البعض وهذا هو الحصاد المر لسوء الاختيار الذي أظهرته إحصائية ناتجة عن استبيان مفادة أن 88% يستعدون فقط لمظاهر ليلة الزفاف في حين يهتم 12% بمرحلة ما بعد الزفاف من حياة هادئة معتمدين في ذلك على حسن الاختيار لان تعزيز الزواج بالانتقاء الصحيح أولى من البحث عن تقليل نسب الطلاق ، وعملية الاختيار الزواجي واحدة من ثلاث نظريات الأولى منها هي تكامل الحاجات بمعنى أن الإنسان يبحث عن شريك يكمل نقصا لديه، وهذا ما أكدته دراسة أن أبناء الأغنياء يبحثون عن الفتاة الجميلة والعكس وهذا النوع عرضة للمشاكل الزوجية والانفصال ولو بعد حين..
أما النظرية الثانية فهي التجانس حيث التقارب في النمط السلوكي والفكري والحياتي ولذلك من الخطأ الاعتقاد أن الزواج بين فردين ولكنه بين عائلتين وبيئتين وبالتالي التجانس واجب بينهما وهذه النظرية هي المطبقة في دول الخليج وتأتي نظرية الاختيار اللاشعوري لتكمل الثلاثية وتظهر هذه النظرية في التعامل بين الطرفين بعد الزواج والاهم تصحيحها حيث يتأثر كل منهما بمكنونه اللاشعوري وهنا نرسي قاعدة مفادها أن الزواج الصحيح هو الذي تتساوى فيه الضغوط الداخلية والخارجية حيث تحكمه العاطفة ويوجهه العقل بمباركة الأسرة وخلاف ذلك فهو زواج مريض ولو استمر إلى ابد الدهر.المزيقر


يرى "المهندس محمد علي المزيقر": انه اذا تكلمنا على مناطق كثيره من اليمن فيها جهل فتحتاج الى دورات ,اضافة الى ان بعض الأهالي هم الذين يرغموا المرأة او الرجل على الزواج, والابن والبنت في معظم الحالات ليس لهم خيار الا الموافقة واذا وجدت دورات تدريبيه في كيفيه حسن الاختيار لن يحضرها الا المثقفين لانهم واعيين بأهمية هذا الموضوع, بعكس الشخص الذي لا يرى من هذا الموضوع اي اهمية سوى الزواج فقط , وياحبذا ان توجد دورات في  مناطق غير العاصمة ومراكز المدن وفي القرى 


لكل من الزوجين عالمه الخاص
هناك دراسة تقول أن 95% من المشاكل الزوجية هي بسبب عدم فهم كل طرف لشريك حياته والعلاج المبدئي هو أن يدرك كل طرف وكل شريك أن شريك حياته له عالمه الخاص وطريقة تفكير مختلفة.


فحوصات طبيه,,,, فراس شمسان
اما "فراس شمسان"- اعلامي حر وناشط مجتمع مدني- يقول: بالنسبة للزواج فيجب على الازواج قبل الدخول في اي دورات تدريبية وهي لازمة بالطبع ان يحسنوا الاختيار من ناحية الوعي المعرفة المستوى التعليمي ,, اما بخصوص الدورات التدريبية فهي مهمة من ناحية التعرف على كيفية ادارة الميزانية الخاصة بالبيت وتربية الاولاد وحل المشاكل, ولكن الاهم من هذا هو اجراء الفحوص الطبية لتلافي اصابة الاطفال بإمراض الدم الوراثية وأي اعراض اخرى تنتج في الغالب عن زواج الاقارب ,, وهذه هي الاهم بالنسبة لي حيث ان اختيار شريكة الحياة لا يقتصر فقط على الجمال والمال والحسب والنسب ايضاً يجب ان نركز عن التكافىء الفكري والنفسي والصحي.


 



 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.