المرحلة الانتقالية وتحدي الارهاب في اليمن
 كان لظهور الدولة السعودية القرن الماضي بمنهج سلفي وهابي دور كبير في انتقال السلفية والسلفية التكفيرية ومحاربة من يعارضها بالتكفير خارج السعودية ، فهم يرفضون الديمقراطية باعتبارها  "جاهلية" ، مؤكدين  بانه لا يمكن أن يكون هناك تقارب بين الديمقراطية والإسلام .

وابرز التيارات السلفية في اليمن :
ـ المستقل :
هذا التيار غير متحالف مع اي من الجماعات السلفية الاخرى ويعتبر التيار الاكثر تطرفا  وهو وريث مدرسة الشيخ مقبل الوادعي . البعض يسمي هذا التيار: التيار الحجوري، أو التيار المقبلي . لهذا التيار موقف متشدد من العمل السياسي والانتخابات، والتقارب مع الآخرين في الصف الإسلامي، وحتى الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني .

ـ الإحسان :
وهذا التيار جماعة إسلامية سلفية، لها تنظيمها وهيئاتها المنظمة ، له عشرات المؤسسات العلمية والاجتماعية والتنموية في مختلف المحافظات.
يطلق عليه  ،التيار السروري، نسبة للشيخ محمد سرور زين العابدين، ولكن جماعة الإحسان لها استقلال محلي تنظيمي وإداري، رغم التواصل الخارجي والارتباط.
من أهم مؤسسات هذه الجماعة السلفية : جمعية الإحسان الخيرية، وهي من كبريات الجمعيات الخيرية في اليمن مركزها الرئيس في حضرموت ولها فروع في معظم محافظات اليمن وميزانيات ضخمة ، ومن أهم مؤسساتها مركز الدعوة العلمي في صنعاء، ومركز أبي ذر العلمي في عدن، ومركز التقوى العلمي في بيت الفقيه بالحديدة، وكلية القلم الجامعية في إب، ومؤسسات الصديق الخيرية بصنعاء، والفضيلة الخيرية بتعز، والرحمة الخيرية بحضرموت، والفرقان الخيرية بالحديدة، ومركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث بصنعاء، ومؤسسة الفتاة التنموية في صنعاء .

ـ الحكمة :
وهي جماعة سلفية، لها تنظيمها وهيئاتها المنظمة أيضا ، له عشرات المؤسسات العلمية والاجتماعية والتنموية في مختلف أرجاء اليمن.
مرتبط بتيار إحياء التراث السلفي في الكويت، وبأفكار مؤسس السلفية الحركية هناك الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق، وقد أعلن عنها مؤخرا ما يعرف بالمجلس العلمي الأعلى لجمعية الحكمة اليمانية الخيرية هو الهيئة العليا للجماعة، ومنها يتم اختيار الرئيس ونائبه بشكل دوري.
أهم مؤسسات هذه الجماعة: جمعية الحكمة اليمانية الخيرية وهي من كبريات المؤسسات الخيرية في اليمن مركزها الرئيس في تعز وفروعها في العديد من المدن والمحافظات اليمنية، ولها نشاط واضح وملموس وميزانيات ضخمة في العمل الإغاثي وبناء المساجد والمشاركة في الأنشطة التعليمية والصحية والعامة، ومن مؤسسات الجماعة مركز الكلمة الطيبة بصنعاء والذي يصدر مجلة المنتدى الشهرية لسان حال الجماعة، وكذلك مركز الشوكاني العلمي ومركز الذهبي العلمي في إب، ومركز المنار في تعز، ومنتدى المعلم الثقافي العلمي في المكلا، والكثير من المراكز الشرعية الرجالية والنسائية في عدة محافظات، ومئات المساجد في مختلف المحافظات اليمنية.
من أبرز رموز هذه الجماعة: الشيخ أحمد المعلم في حضرموت، والشيخ محمد المهدي في إب
 
ـ الحسني :
وهو تيار سلفي منسوب للشيخ أبي الحسن السليماني المصري، صاحب دار الحديث لتدريس العلوم الشرعية بالقرب من مدينة مأرب.
والشيخ أبو الحسن وتياره كان ضمن  التيار السلفي المستقل، ولكنه انشق عنه قبل سنوات، وترك التشدد
والتيار الحسني ليس جماعة سلفية منظمة مثل الإحسان أو الحكمة، ولكنه تيار متمدد في العديد من المحافظات اليمنية، التيار الحسني كان قريبا من النظام اليمني السابق

ـ ( الاصلاحي ) :
التيار السلفي في التجمع اليمني للإصلاح ،مرتبط  حزبيا بالتجمع واللقاء المشترك ، أبرز رموزه الشيخ عبدالمجيد الزنداني، والمشايخ عبدالوهاب الديلمي ومحمد الصادق في صنعاء، وعبدالملك داود في تعز، وعبده الحميدي في إب، وعبدالباري الأهدل في الحديدة .

ـ التكفيري
هو التيار السلفي الجهادي التكفيري ، وهو منعزل عن العمل المؤسساتي  ويشارك في الجماعات المسلحة  مثل أنصار الشريعة أو القاعدة أو جيش عدن أبين الإسلامي . [ 1 ]

مركز دماج
دَمّاج قرية تقع في وادٍ جنوب شرق مدينة صعدة بشمال اليمن، تابعة إداريًا لمديرية الصفراء من محافظة صعدة باليمن، وتاتي شهرة هذه البلدة بوجود مركز دار الحديث الذي أسسه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

وادي دماج يقع يقع في الجنوب الشرقي من صعده ويبعد عنها حوالي 7كم طوله يقارب 25 كلم وعرضه لايتعدى 3كم يحده من الجنوب جبال الحناجر والتي هي من دماج، يليها درب وادعة ثم ال عمار مركز مديرية الصفراء، ومن الشمال يحده جبل المدور والعفاري ومن الشرق يحده العبدين من بلاد سحار ومن الغرب يحده آل سالم .

وتشير إحصائية التعداد السكاني لعام 2004م التي نشرها الجهاز المركزي للإحصاء اليمني أن عدد سكان دماج 15626 نسمة وعدد المساكن 2419 مسكن، وعدد الوافدين من الطلبة تقريبًا حسب الإحصائية 4027 نسمة أي ما يعادل 25% من السكان .

يعتبر مركز دماج من المراكز الاساسية في تصدير الفكر السلفي التكفيري تحت اشراف الشيخ الوداعي والحجوري .

 ووفقا لمصادر مصنفة  من داخل دماج هنالك جهد سعودي واضح ومستمر في تمدد الفكر السلفي التكفيري من السعودية داخل اليمن وكان السعودية تستخدم دماج راس حربة في مواجهة المذهب الزيدي والحوثيون في صعدة بعد تجربة  حروب صعدة الست  مابين 2004 و 2010.

واضاف المصدر بان  مصلح حمد الاثلة يعتبر الداعم الرئيسي للعمليات القتالية السلفية ، وهو شاب بالثلاثينات من عمره يعمل بتجارة الحديد والتمور من السعودية الى اليمن ، وجميع اسرته يتقاضون مرتبات شهرية كبيرة من السعودية . وهو من اتباع مقبل الوادعي يشرف على القرى المجاورة لكسب الولاء للسعودية والفكر الوهابي . اما  منطقة "بني عباده"  فقد اتهمتهم الدولة علنا  بولائهم لللقاعدة والشيخ ناصر بن مسعود  يعتبر ابرز امرائهم .

واضاف ذات المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ، بان مصلح يدير محلات ذهب في قلب العاصمة صنعاء مسجلة باسماء نساء من اسرته ، ومتخصصة بالذهب السعودي تحت اسم "طيبة"  والتي ممكن اعتبارها جزء من غسيل الاموال وتمويل تنظيم القاعدة  .

ووفقا للمصادر المصنفة موثوقة من داخل دماج فقد وصل خلال الاشهر الثلاث فقط  أكثر من 300 مقاتل اجنبي الى منطقة كتاف "المجزعة"- منطقة مصلح- ومن مختلف الجنسيات عن طريق المنفذ السعودي نجران  ويتقاضى  كل مقاتل مايعادل 300 دولار شهريا.

واضاف بان المعلومات الحالية تقدر عدد المقاتلين في دماج  بـ 3000 شخص  بينهم يمنيين واجانب ، ولديهم معسكرين رئيسيين الاول في البقع والثاني في المجزعة . ومؤخرا شكلت السعودية قوات شعبية من ابناء قبائل المناطق المحاذية لليمن  وطبعا هؤلاء اصلهم يمني لانهم من المناطق التي تنازلت عنها اليمن في 1934م والغرض ليكونوا امتداد للموجودين في اليمن في حالة نشوب حرب فيسهل عليهم حماية المملكة من داخل اراضي اليمن.

أما أبرز قياداتهم الميدانية في كتاف فهو الشيخ مصلح بن حمد بن الأثلة المشرف العام والموجه والداعم الرئيسي للجبهة، ثم أبو الحارث جمال بن يحيى بن عمر النائب العسكري، وأبو حاتم الشيخ عبدالله الأشموري النائب الإداري، ويحيى بن صالح بن شويط الحاشدي قائد الميمنة، وحمزة العولقي قائد المقدمة والقلب، وأبو تركي عايض بن هادي الوايلي قائد الميسرة، وبشير بن سيف الصبيحي قائد كتيبة المدفعية، ويتولى الشيخ مهيب الضالعي مهمة الناطق الرسمي.

أما في كتاف فقد اتفق المجاميع وشيوخ القبائل على اختيار الشيخ أحمد محمد الزعكري (أبو مسلم الحجوري) قائداً نظراً لطبيعة القتال المغايرة هناك التي تتخذ حرب العصابات أسلوبا للكر والفر .
هذه الجبهة بدات تتاكل وانخفض عدد مقاتليها من 2500 الى 500 مقاتل فقط بسبب شحة التمويل.[2 ]

دار معبر للحديث
تاسست عام 1406هـ في مدينة معبر التي تقع على بعد 70 كم جنوب العاصمة صنعاء وكانت مساحة المسجد آنذاك 500 متر مسطّح ، ثم  توسع المسجد ففي عام 1415هـ توسع المسجد ضعف ما كان عليه ، ثم ازداد  الطلاب ، فاضطر القائمون على الدار إلى توسعيع المسجد في عام 1420هـ وكانت التوسعة ضعفي المساحة الأولى للمسجد فصار إجمالي مساحة المسجد الحالية 100متر طولاً ، 40متراً عرضاً ، ويتسع المسجد لأكثر من عشرة آلاف مصلٍ.

يصل عددهم  الطلاب الدارسين فيه الى (1500) طالب ، منهم ثلاثمائة وخمسين أصحاب عوائل ، وقد يصل العدد إلى ألفي طالب في أيام الإجازات الدراسية .[1 ]

حي مسيك / مسجد المشهد
 وهو الحي الأكثر شهرة على مستوى التقارير الصحفية  التي تتناول أخبار تنظيم القاعدة في اليمن , لأن كثيراً من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة قدموا من هذا الحي  إنه احد أهم البيئات الاجتماعية الحاضنة للمتشددين, لهذا أصبح "مسيك", منذ سنوات, حياً مشتبهاً به للمجموعات الجهادية وخاصة للوافدين الاجانب . بدأت علاقة"مسيك" بالتشدد الديني عام 2004م , حين نفذ جار الله السعواني عملية اغتيال جار الله عمر,الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني  وهو من سكان"حي مسيك" ومسقط رأسه"الحيمة". وفي شهر مايس 2012 ، قتل نحو 100 جندي من أفراد الأمن المركزي ، في عملية تفجير انتحاري في ميدان السبعين نفذها انتحاري يدعى هيثم مفرح وهو من سكان الحي  ، ثم انتقل على متن دراجة نارية تابعة لأحد أعضاء الخلية التابعة لـ"حي مسيك" على ميدان السبعين.[ 5 ]

لقد أصبح  (مسيك  ) حيا استثنائياً, ويجري التعامل معه باعتباره نقطة انطلاق لعمليات انتحارية وهجومية من قبل متشددين ينتمون إلى تنظيم القاعدة . "حي مسيك" ساحة المشهد" و"مسيك" يتبع "مديرية شعوب", أكثر مديريات العاصمة عبثاً حتى أصبح الناس يلقبونها بـ"مديرية نهوب".

أن اختيار "مسيك"، الغني بوفرة الشباب، وزحمة  السكان من كافة محافظات اليمن، اختيار موفق لأي تنظيم يسعى لتجنيد فدائيين يفضلون خوض مخاطر، والجمود، الناتجة عن البؤس وتقطع السبل وله دور مستمر في تفريخ المتشددين .

"مسجد المشهد" يعد معلماً لسكان "مسيك" لأن "المشهد" يعد تابعاً لهذا الحي  وهو مسجد قديم حديث البناء وواسع وتتبعه عدة مرافق وفي داخل "مسيك" العديد من المساجد القديمة والهامة  وهناك مساجد حديثة تقع جميعها تحت سيطرة متشددين سلفيين .

ومسجد المشهد ،هو من قاد عملية السيطرة السلفية على باقي المساجد في هذا الحي وعبر هذا المسجد يتم تجنيد وإرسال العديد ممن الشباب إلى مركز دماج أحد أهم مراكز الفكر السلفي في اليمن .

لعب مسجد "المشهد" دوراً كبيراً في أواخر عام 2009م ، للتحريض الديني ضد ما أسمى "التدخل الأمريكي في اليمن تحت غطاء مكافحة الإرهاب". كانت الحملة ضد التدخل الأمريكي, بعد حادث محاولة النيجيري عمر بن عبد المطلب تفجير طائرة أمريكية, وقد تبناها الشيخ عبد المجيد الزنداني, والشيخ صادق الأحمر, الذين دعيا لعقد اجتماع لرجال الدين, وأنصار الإسلام من أجل رفض التدخل الأمريكي حينها كان "المسجد"أحد أهم المساجد التي انطلقت منها هذه الحملة وعلقت لافتات كبيرة, ومنشورات دينية و تدعو إلى حضور اجتماع "علماء الدين" الذي عقد في قاعة "أبو للو", في "شارع الستين" لقد حشد هذا المسجد عدداً كبيراً من الأشخاص الذين حضروا ذلك الاجتماع الذي رفض فيه الزنداني إدانه النيجيري عمر عبد المطلب بسبب محاولته تفجير طائرة الركاب الأمريكية.

قبل ذلك، كان هذا المسجد أحد المعالم الدينية التابعة للمذهب الزيدي، الذي فقده بسبب صراعاً طويلاَ مع الجماعات السلفية وتم، مؤخراُ قبل نحو3 أعوام ، إطلاق اسم "حي الجهاد" [3 ]

جامعة الإيمان
جامعةأهلية للسلفية ، مؤسسها الشيخ/ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، ومقرها العاصمة صنعاء. وجامعة الإيمان  تدرس الفكر السلفي وسط العاصمة صنعاء وتمتد على ارض واسعة تقدر بعشرات الكيلومترات وهي غير خاضعة الى الحكومة اليمنية او وزارة التعليم العالي او التربية .تأسست الجامعة  بتاريخ في 27 سبتمبر/ 1994م . تتكفل الجامعة بتحمل نفقات الدراسة فيها كذلك السكن والمبيت لطلابها .

تعتمد الجامعة منهج الدعوة السلفية ، فهي تبعث طلابها في رحلات تبشيرية الى مدن وقرى اليمن خلال العطل الدراسية لممارسة ما تعلموه من مناهج داخل الجامعة .

 وفي أذار من عام 2003 أعلن مسؤول أمنى يمني أن السلطات اعتقلت عددا من طلاب جامعة الإيمان الإسلامية بعد اغتيال ثلاثة أطباء أميركيين في مستشفى جبلة جنوبي اليمن.

وقال المسؤول إن أجهزة الأمن تشتبه في صلة هؤلاء الطلبة بقاتلي المسؤول الثاني في الحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر والأطباء الأميركيين، وأضاف المسؤول  أن  التحقيق مع قاتل جار الله عمر وهو علي جار الله, وكذلك قاتل الأطباء الأميركيين عابد عبد الرزاق الكامل.

يذكر انه في وقت سابق تقدم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي إيه ) بقائمة الى السلطات اليمنية تضع جامعة الأيمان على راس 16 موقعا يعتقد بأنها أماكن تمركز من وصفتهم واشنطن بالعناصر المتطرفة الإرهابية حيث طالب الأمريكيون صنعاء بإغلاق جامعة الأيمان .
 
كما انه أصدر مجلس الامن الدولي عام 2004 قرارا تم بموجبه ادرج عبد المجيد الزنداني في القائمة الموحدة للشخصيات التي لها ارتباط بحركة طالبان وجماعات القاعدة . [ 4 ]


الخلاصة

القاعدة تصعد عملياتها

انطلقت الثورة اليمنية في شكل ثورة شعبية ، بدأت بشكل متقطع منذ 3 فبراير2011، ثم توجت بيوم غضب في يوم الجمعة 11 فبراير 2011  وتكمن الأسباب المباشرة لانطلاق شرارة الثورة اليمنية فيما يعانيه الشعب اليمني من مشكلات اقتصادية واجتماعية .

لقد صعد تنظيم القاعدة  وتنظيمه المحلي انصار الشريعة عملياته في اليمن بشكل ملحوظ عقب الثورة ، حيث كثف التنظيم من عملياته العسكرية ضد الجيش اليمنى، إضافة إلى سيطرته على بعض المناطق في اليمن.مما دفع بالجيش والامن اجراء حملة عسكرية واسعة لانقاذ المدن اليمنية من سيطرة القاعدة بعد ان فرضت ولاياتها الاسلامية في جعار ولودر والمارب وغيرها من المدن اليمنية وكان للعميد يحيى صالح رئيس الامن المركزي دورا ميدانيا في مواجهة التنظيم ومطاردته اكثر من بقية اجهزة الامن والدفاع في هذه المرحلة الانتقالية  وخاصة في اعقاب العملية الانتحارية التي راح ضحيتها مئات الشهداء في استعراض ساحة السبعين . وهذا ماكان وراء استهدافه في محاولة اغتيال فاشلة في 06.06.2012 .

القاعدة معروفة باساليب عملها وخططها العسكرية التي تقوم على الانسحاب اما اي عمليات عسكرية واسعة واعتماد حرب العصابات لاستنزاف الخصم واتباعها المناورة العسكرية ،لذلك عندما تتعرض الى حصار في مناطق معينة تنتشر وتضرب في مناطق اخرى بعيدة لتخفيف ذلك الحصار. لذا انسحاب تنظيم القاعدة وانصار الشريعة من معاقلها لايعني هو النصلر النهائي، فاللتجربة تقول انها تعود بعد حين مستفيدة من ضعف الاستخبارات والتواجد العسكري . وللسلفية والقاعدة  قيادات ميدانية ومتفق عليها و منضبطة بشكل هيكلية عسكرية قتالية .

لقد صعد تنظيم القاعدة عملياته في اليمن بشكل ملحوظ عقب الثورة ، حيث كثف التنظيم من عملياته العسكرية ضد الجيش اليمنى، إضافة إلى سيطرته على بعض المناطق في اليمن.
ن تنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية يعتبر هو الاخطر من وجهة نظر استخبارية كونه اصبح البديل للتنظيم المركزي واكثر وهجا بتنفيذ عمليات خارج اليمن تستهدف المصالح الاميركية .

الملف الامني
الملف الأمني يعد التحدي الأكبرالاخر الذي يواجه اليمن في هذه المرحلة المتمثل في مكافحة الإرهاب وإنهاء سيطرة تنظيم القاعدة على بعض المناطق خاصة جنوب اليمن وهيكلة قوات الأمن وتوحيدها بعد ان بدات تشهد تحديات من تنظيم القاعدة وبعض الاطراف العسكرية والسياسية المنشقة التي تساوم على ترك البلاد ان يعيش في فوضى خلال هذه المرحلة الانتقالية.

أن اعادة بناء قوات الجيش والأمن على اساس وطني واخراجها من العملية السياسية والحزبية يعتبر التحدي الوطني الاصعب ، وتواجه اللجنة العسكرية والأمنية المكلفة بإعادة هيكلة الجيش، تركة ثقيلة .

أن ابقاء قيادات الجيش والامن وبدعم اميركي ممكن تفسيره بان الولايات المتحدة استفادت من درس العراق عندما حلت الجيش والمؤسسات الحكومية ، كذلك ابقاء هذه القيادات يعني وصول الاستخبارات المركزية الى تفاصيل شبكات القاعدة والمطلوبين داخل اليمن وان ابقاء مؤسسات الدولة والجيش والشرطة يغنيها من استخدام مرتزقة جدد لمواجهة تنظيم القاعدة في اليمن والاكتفاء بتقديم الخبرات والتدريب والتقنية الاميركية للقوات اليمنية بعيدا عن اي تدخل عسكري شامل او نشر قوات من شانه يشعل حفيظة الشارع اليمني ضدها.

كررت الاعمال الارهابيه ضد منتسبي اجهزة الامن والدفاع , وبعض المنشات الحيويه , وتفجير انابيب النفط  ،دون الكشف عن هويه المنفذين لتلك الجرائم  ، بدءاً من الحادث الارهابي في مسجد النهدين ومانتج من اعمال ارهابيه خلال الفترة الماضيه وصولا الى حادث السبعين في العاصمه صنعاء واجتياح مبنى وزارة الداخلية  في شهر تموز 2012 .

ورغم ذلك فان الاجهزة الامنيه لم  تكشف عن نتائج التحقيقات ، وهذا مايثير المخاوف داخل المواطن اليمني عن اسباب عدم الاعلان عن نتائج التحقيقات التي توصلت اليها اجهزة الامن رغم تصريحاتها بانها تمكنت من القبض على تلك الخلايا .

التعاون الاستخباري مع الولايات المتحدة
وفي الواقع فإن المخاوف من ان يتحول اليمن الى جبهة امامية للقاعدة ، برزت في وسائل الاعلام العالمية منذ اواخر عام  2009، حين اعلن تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عن محاولة تفجير الطائرة الامريكية ، ما حمل الرئيس الامريكى باراك اوباما الى التأكيد مجددا فى خطابه عقب الحادث، على التعاون مع اليمن في مجال مكافحة الارهاب.

ويذكر ان السلفية وتنظيم القاعدة كانت ومازالت تمسك في المؤسسة العسكرية والامنية في اليمن ويعود هذا التواجد الى عام 1994 في حرب الوحدة، حيث تم زج عناصر من مقاتلي جيش ابين الاسلامي وعدد من المقاتليين اليمنين من الجيل الاول العائدين من حرب افغانستان بالمؤسسة العسكرية والامنية.

الولايات المتحدة الاميركية لم تخفي قلقها من تعاونها الاستخباري خلال حقبة النظام السابق بسبب اختراق تنظيم القاعدة للمؤسسات الاستخبارية والدفاع اليمنية، هذا القلق من شانه ان يسرب المعلومات العسكرية والاستخبارية مابين اليمن والولايات المتحدة الى تنظيم القاعدة .

لذلك كانت الولايات المتحدة وماتزال تعتقد بان النتئائج التي حققها او يحققها اليمن بالقضاء على الارهاب لا يوازي الجهد الاستخباري والدعم المالي لليمن .

الولايات المتحدة والحكومة الانتقالية برئاسة الرئيس هادي مازالت تتوجس كثيرا من الشارع اليمني ازاء اي تواجد عسكري او استخباري للولايات المتحدة في اليمن، هذا التخوف ناتج من فكرة استثمار تنظيم القاعدة وتنظيم الشريعة والسلفية المعارضة للحكم بتأجيج الشارع اليمني ضد اي خطوة او عملية في مواجهة ومطاردة الارهاب في اليمن ، والذي ممكن ان ياتي بنتائج عكسية.

السفارة الاميركية في صنعاء تختلف في دورها عن باقي السفارات الاميركية ، فهي اكثر مراقب جيد للتطورات السياسية لليمن بل لديها متابعة مبائرة مع دوائر صنع القرار لتعقب الملفات العالقة بين البلدين، ولم تتحج السفارة الاميركية من اعلان ذلك في وسائل الاعلام المحلية والدولية في متابعة ملفاتها مع الحكومة اليمنية .

 ويذكر ان السفير الأمريكي في اليمن جدد  اتهامه الى الشيخ عبدالمجيد الزنداني القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح بالتورط في دعم الإرهاب،مبديا قلقه من أنشطة جامعة الإيمان التي يرأسها الأخير .

ولدى رده على سؤال حول علاقة الزنداني بالقاعدة، قال السيد جيرالد فايرستاين: (نعم. الأمم المتحدة ذكرت أن الشيخ الزنداني داعم للإرهاب، وليس لدينا أسباب لتغيير وجهة نظرنا حول هذا الموضوع ) وذلك خلال حديثه الى صحيفة الشرق الاوسط اللندنية  .  

تفكيك القاعدة
الجهد السياسي والاستخباري في اليمن يحتاج الى تفكيك تنظيم القاعدة بالسياسة الاستخبارية الناعمة ، هذه السياسة يجب ان تفصل مابين السلفية وتنظيمات القاعدة وانصار الشريعة والمجموعات الارهابية الاخرى. وهذا يتطلب ادراك وصبر وفهم من الاطراف الدولية وخاصة الولايات المتحدة في مواجهة الارهاب في اليمن ،لاسيما وان المنهج السلفي هو المذهب السائد في المجتمع والقبيلة اليمني . هذه المواجهة لايمكن تحديدها  ضمن سقف زمني  في عملية عسكرية ابدا . ان تعقيدات البيئة الحاضنة في اليمن هي الاكثر تعقيدا من معقل القاعدة في أفغانستان او العراق .

القاعدة في افغانستان متحالفة مع طالبان وممكن للولايات المتحدة او الاطراف الدولية سحب البساط  من القاعدة بدعوة طالبان للتفاوض باعتبارها هي صاحبة الارض، اما القاعدة فيمكن القول بانها تعمل تحت حماية طالبان في أفانستان/ اما في اليمن فلا يوجد لدينا طالبان ، لتبقى القاعدة الاعب الرئيسي في الواجهة وصاحبة الارض، ومن المستحيل ان تتخلى عن ارض اليمن مثلما تخلت عن الساحات الاخرى .  فهي تقاتل في اليمن  بشراسة اكثر  ضمن اسلوب حرب العصابات وحرب الاستنزاف .

لايوجد امام اليمن الا خيار السياسة الناعمة بدل المواجهات العسكرية لمتابعة تنظيم القاعدة وتفكيكه  بعيدا عن المجتمع اليمني نتيجة تداخل هذا الفكر مابين المجتمع والتنظيم لنزع فتيل الارهاب في اليمن، ومعالجة  اسباب الارهاب ومنها الفقر والبطالة والنهوض بالدولة الفاشلة وسد فراغ السلطة التي تعتبر بيئة حاضنة للارهاب .

* كاتب في قضايا الارهاب والاستخبار

Jassimassad@hotmail.com

المراجـــــــــع
1 ورقة بحث للصحفي المتخصص بشؤون القاعدة عبد الاله شائع
2 موقع سكينة للحوار 31/07/2012
3ـ مارب برس 11.03.2012
4ـ جريدة المؤتمر اليمنية في 06.07.2012
5ـ الجزيرة نت
6ـمصادر ميدانية




حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.