في ظل أزمة سياسية تجاوزت العام والنصف، وأخرى أمنية مازالت تتفاقم، وثالثة اقتصادية تجاوزت خطوطها الحمراء، كان لابد من السؤال: كي سيستقبل الناس عيد الفطر هذا العام، وهل ما زال "العيد" مناسبة تحضى بنفس السعادة في النفوس أم ثمة ما ظل ينغصها..!؟
"مركز الاعلام التقدمي" فضل هذه المرة الاستماع لآراء اعلاميين ومثقفين على احتكاك بالشارع، فكانت الحصيلة كالآتي:

يعتقد ابراهيم الجحدبي- مدرب تربوي: إن الأجواء اذا كانت مشحونة بالمشاكل والاضطرابات فلا معنى للعيد وإن عشنا فرحته فما هي إلا فرحة مصطنعة نشعر فيها أنفسنا أننا في عيد كمن يستروح العطر من الورود البلاستيكية، فأكبر عيد في تصوري هو التوافق والإنسجام التام الى حد التماهي بين فرقاء العمل السياسي الذي بدوره ينعكس على بقية أفراد المجتمع.ابراهيم الجحدبي

ويضيف الجحدبي: ان الخلافات التي حدثت بسبب الثورة ان وجدت لا تحتاج الى العيد لكي تلم الشمل لأننا كيمنيين تختلف درجات الوعي لدينا من مكان لآخر بتنوع مستوى الفهم والإدراك وتفاوت نسبة التعليم فأظن أن الأسر التي توفرت فيها نسبة وعي وتعليم مناسلام بين فإن اي إختلاف لا يفسد للود قضية وبالتالي لن تؤثر وجهات النظر واختلافها على النسيج الإجتماعي كونها سحابة صيف قد تزول.

يرى عبد العزيز منصور: ان فرحة العيد هذه السنة ستكون بالطبع أفضل من العام الذي مضى ولكنها لن تخلو من المنغصات، مؤكدا ان مسألة الانقسام بين مؤيد ومعارض للثورة قد انتهت وقد وصل الجميع إلى حالة من التخمة في الحديث عن الثورة وتأييدها ومعارضتها.عبد العزيز منصور

ويعتقد منصور:  ان الغلاء في الاسعار وانعدام القدرة لدى معظم الأسر في مواجهة متطلبات الحياة ناهيك عن متطلبات العيد قد أشغلت الناس عن ما سواها والكل مترقب لما ستنتج عنه الأحداث، وبنظري أن الشعب اليمني بطبيعته لن يصرف مزيدا من الوقت على ما كان في العام والنصف المنصرم فالجميع قد ألف الحال والوضع الذي عليه البلاد ويرجو من الله الفرجة ولم يعد يثق - كما هو الحال دائما - في أي من مكونات المشهد السياسي.

أما عبد القوي شعلان، هو يعتقد: ان العيد في اليمن بشكل عام مناسبة فرح للاطفال اما الكبار فتضيق مساحة الفرح لديهم بسبب هيمنة ثقافة القات على كل تفاصيل حياتهم اليومية، علاوة على غياب وندرة المتنفسات والحدائق الكافية التي يفترض بها ان تكون بديلة في حال ما اذا توفرت لمتعاطي القات، لكن هذا الاخير يجد فيها المكان المفضل لديه للمارسة هوايته اليومية وهي عادة تعاطي القات وبالتالي فان دائرة الفرح عموما في اليمن ضيقة وتضيق اكثر في مجالس تعاطي القات.عبد القوي شعلان

 مضيفا: بالنسبة لانعكاس الوضع الحالي على حالة الفرح العيديه عند اليمنيين فلاشك ان حالة اللاستقرار التي هي في نظري طبيعية بعد الاحداث التي شهدتها اليمن ومرحلة التحول الصعبة الى الدولة المنشودة تؤثر على تحركات الناس وتنقلاتهم من مكان الى اخر بسبب ظواهر التقطعات التي زادت على اثر تلك الاحداث، كما ان الاحداث الاخيرة قد عكست نفسها على احوال الناس المعيشية سلبا فزادت الى فقرهم فقرا والى خوفهم خوفا وهذا يعني عدم مقدرة الناس وخاصة الطبقة الوسطي وهي الطبقة الاكبر في اليمن محدودة الدخل على شراء احتياجات العيد من ملابس جديدة ومستلزمات طارئة وكماليات بسبب النمط الاستهلاكي الجديد لليمنيين الناتج عن ثورة المعلومات والاتصالات التي شكلت عبئا عليهم.

ويضيف شعلان: العيد لن يلم الشمل بسبب اختلاف الانتماءات بين الاهل لانة لاتوجد اختلافات اساسا بسبب الثورة لان في الحالة الثورية اليمنييه المسالة مختلفة واعني بذلك مخرجات الاحداث الاخيره التي انتهت بالتسوية السياسية التي افضت الى انتقال شبه كامل للسلطة او بمعني اصح افضت الى تقاسم وهذا بلا شك عكس نفسه على الناس الذين وجدوا انفسهم كلهم ثوريين وكلهم ( نظام ) فالجميع مع الجميع ضد الجميع ولم يحدث حالة شرخ اجتماعي كبيرة والحمدلله وهذا يعود كما قلت الى حالة التوافق التي لم تفضي الى منتصر ومهزوم.

من جانبه ينظر انور شهاب: الى ان العيد من حيث المبدأ فرصه للتفائل .. بس في حقيقة الامر مرتبط كثيرا بالوضع المادي للناس باعتبار العيد يتطلب سيوله نقديه كبيره لمواجهة طلبات الاسره وصلة الارحام.

العيد في اليمن


ويعتقد انور: ان الاوضاع الحاليه ليست بذاك القدر من السؤ بالاخص اذا تذكرنا فقط قبل عام واحد من الان فالوضع في تحسن كبير ومستمر وفي تطور من يوم لاخر (تطور ايجابي) واذا احسنت القوى السياسيه الموجوده في الساحه نيتها وابتعدت عن المكايدات الغير مجديه والتي يكون ضحيتها الوطن والمواطن على حدٍ سوا.

مضيفا: استمرار الخدمات الاساسيه ماء وكهرباء على الاقل احسن مما هي عليه الان ونحلم بعيد دون انقطاعات لكنه احسن من اعياد سابقه لاعوام، ولا اعتقد ان الناس المختلفون من اجل الثوره ان وجدوا محتاجون للعيد كي يتصالحون فيه الامر ليس كذلك على الاطلاق فما بينهم لا يصل الى درجة القطيعه.

العيد في اليمن 


منير هراش يرى: ان الناس بشكل عام هذه السنة في ازمة لكن الكل يقول الحمدلله على كل حال والشعب مقدر ويتفهم الوضع الذي نعيشه.

كما يعتقد: ان العيد  يجب ان يكون سعيدا لانه يعمل على لم الشمل بين الاهل والاسر التي فرقتها خلافات الثورة بين مؤيدين ومعارضين لها. مضيفا: ان اليمن بلاد الحكمة والطيبة واي خلافات بين الناس ستزول لانهم شعب واحد. ابو بكر المرواني

من جانبه يقول ابو بكر المرواني: بالتاكيد العيد فرصة لفلترة القلوب ولم الشمل واالتصافح واعادة العلاقة بين الناس.

 ويعتقد المرواني: ان الثورة ليست السبب في تقسيم العوائل اليمنية ولذا الوضع الاقتصادى المتردى سيكون السبب الرئيسى فى تنغيص فرحة العيد.

تعتقد نسرين الشهاري: انه رغم الاوضاع التي نعيشها والاضطرابات الحاصلة الناس يحاولون خلق الاجواء للعيد والاستعداد له وهذا مانلاحظه في الاسواق المزدحمة بالناس وهم يشترون ملابس العيد وجعالة العيد وهذا ان دل يدل على تفائلهم بفرحة العيد رغم اي منغصات.عبد الكريم الرازي

 يقول عبد الكريم الرازي: بالنسبة للعيد كنا في السابق نتلهف لمجيئة ونشتاق لة باحلي الثياب واجمل العطور وفي طفولتنا نعيش الفرح باعتبار ان العيد للطفولة..غير ان العيد هذة الايام اصبح يمثل هما لدي غالبية الناس لما يشكلة من اعباء اضافية ومتطلبات في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار، ولايغيب عنا ما تشهده بلادنا من ازمة واضطرابات لاشك انها تؤثر سلبا علي فرحة الناس فتجد حال الكثير من الناس يتغنون بالمعني المعروف "العيد عيد العافية".

والحقيقة من وجهة نظري الشخصية أن العيد عندي كما قال احد السلف الصالح ليس العيد لمن لبس الجديد وانما العيد لمن خاف الوعيد.عبد الله كميت

عبد الله كميت: ينظر الى ان اجواء العيد هذه السنة ستكون رائعة لان العيد يجعل الانسان يتسامح ويحب وهذا سيكون جيد للاوضاع والاضطرابات التي نعيشها حاليا.

 ويضيف كميت: الناس تنتظر بفارغ الصبر هذا اليوم، لكن هذا العيد بعد تشكيل حكومة الوفاق لا اعتقد انه يوجد خلاف بين المؤتمر والاصلاح ولكن اتوقع بين الدولة والحوثي فقط.محمد النزيلي

يقول محمد النزيلي: العيد عيد العافية، أنا بالنسبة لي أرى أن المرء يجب أن يتكيف مع اوضاعه الخاصة وأن نبعد من رؤوسنا أشياء قد نعتبرها أساسيات وفي الوقت الحالي هي كماليات تكيفنا مع الأوضاع رغم أنها فعلا أساسيات.

 ويعتقد النزيلي: ان المشكلة في اننا مازلنا نفكر بالشخصنة والتعصب الأعمى دون النظر إلى حقائق الأمور الكل مجمع على الفساد وضرورة هيكلة الجيش و بناء دولة مؤسسات ونظام وقانون لكن مازلنا نختلف على الية تنفيذها ونعمل على شخصنتها.
 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.