قال برنامج الأغذية العالمي ان نصف اليمنيين تقريبا يعانون من الجوع في الوقت الذي يضاعف فيه عدم الاستقرار السياسي ارتفاعا عالميا في اسعار الغذاء والوقود مما يجعل اليمن يعاني من ثالث أعلى معدل لسوء التغذية بين الاطفال في العالم.
 
ويشهد اليمن اضطرابات منذ ثورة العام الماضي ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح الذي استمر 33 عاما عندما انهارت سيطرة الدولة الضعيفة بالفعل على المناطق النائية مع انقسام الجيش إلى فريقين احدهما مؤيد لصالح والاخر مناهض له واستيلاء متشددي القاعدة على بعض المناطق.
 
وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي باري كيم لرويترز إن اليمن الذي يضطر إلى استيراد معظم احتياجاته الغذائية بسبب ندرة الاراض الصالحة للزراعة يعاني ايضا من ارتفاع اسعار الغذاء والوقود العالمية.
 
وقال كيم "لا يستطيع خمسة ملايين شخص أو 22 في المئة من السكان توفير الطعام لأنفسهم أو شراء ما يكفي لإطعام انفسهم...معظم هؤلاء من العمال الذين لا يملكون أراضي ولذلك لا يزرعون طعامهم ولا يستطيعون شراءه ايضا بسبب ارتفاع اسعار الغذاء."

وتابع "علاوة على ذلك هناك خمسة ملايين اخرين يتضررون بشدة من ارتفاع أسعار الغذاء وهم على حافة انعدام الأمن الغذائي. ولهذا فإن عشرة ملايين شخص يذهبون للنوم وهم جياع كل ليلة."
 
وارتفع عدد الاشخاص الذين يتسلمون الحصص الغذائية اليومية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي من 1.2 مليون في يناير إلى أكثر من 3.8 مليون لكن البنية التحتية الفقيرة والخوف من عمليات الخطف التي تقوم بها القبائل جعل توصيل المساعدات الغذائية أمرا صعبا.
 
وقال كيم "هؤلاء متضررون في واقع الامر من ارتفاع اسعار الوقود والغذاء...ولكن هناك ايضا حالة عدم الاستقرار السياسي والصراع والانشطة الارهابية والنزوح الكبير للسكان."
 
وأضاف "لن نستطيع حل المشكلة بدون توفير الامن السياسي والاستقرار."
 
وقال ان 13 في المئة من الاطفال اليمنيين يعانون بشدة من سوء التغذية نتيجة التوترات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد العام الماضي مما يجعل باليمن ثالث أعلى معدل في سوء التغذية بالنسبة للاطفال في العالم.
 
وتعهد المانحون الدوليون بتقديم 1.46 مليار دولار كمساعدات لليمن خلال اجتماع في نيويورك يوم الخميس حضره الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي قال ان هذا التعهد سيساعد اليمن في تجنب حرب أهلية.
 
وكان المانحون الذين من بينهم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى الدول الخليجية العربية قد تعهدوا بالفعل بتقديم مبلغ 6.4 مليار دولار شريطة ادخال المزيد من الاصلاحات السياسية والأمنية.
 
واصبح استعادة الامن اولوية دولية خشية ان يعزز المتشددون الإسلاميون وجودهم في بلد مجاور للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ويقع على ممرات شحن عالمية رئيسية.
 
وتواجه الحكومة المركزية ايضا حملة هجمات انتحارية واغتيالات ينفذها متشددون انتقاما من عمليات الجيش والضربات الصاروخية الأمريكية ضدهم.
 " رويترز "

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.