اعتبرت مجلة" فورين بوليسى" الأمريكية أن تحذيرات الرئيس اليمنى "عبد ربه منصور هادى" من تحول بلاده إلى افغانستان جديدة، رسالة مهمة وقوية يجب على اللاعبين الدوليين والإقليميين التوقف عندها.


وأشارت المجلة إلى إن هادى " قال بوضوح خلال المقابلة التي اجرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن بلاده لا تزال تعاني من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بسلفه "علي عبد الله صالح"، وهناك مخاطر للانزلاق إلى حرب أهلية أسوأ من أفغانستان.


وأكدت المجلة انه بالفعل يعانى اليمن من حالة عدم الاستقرار والتدهور الأمني منذ أشهر عديدة، حيث فشل الحوار الوطني الذي يجرى منذ فترة في حل الخلافات السياسية والمجتمعية العميقة في هذه الدولة.


ورغم إن "هادي" أشاد بما وصفه بأنه تعاون ممتاز مع الجانب الأمريكي في مكافحة الإرهاب، وأنه وقع شخصيا على كل العمليات التي وجهتها الطائرات الأمريكية بلا طيار للإرهابيين، إلا إن ذلك لا يعنى إن البلاد في طريقها للاستقرار، حيث لايزال الإرهاب يضرب في البلاد.


وقالت المجلة إنه رغم العمليات التي تقوم بها الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن والتي اعتبرها "هادى" ناجحة وان تلك الطائرات تملك تكنولوجيا متقدمة ودقيقة أكثر تقدما من الدماغ البشري، إلا إن تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المعارضة تنفذ عمليات مؤلمة وبشكل متكرر، في ظل تراجع قوة الجيش اليمنى ، بالإضافة إلى الانقسامات التي تعانى منها الحكومة وبزوغ حركات في الجنوب تطالب بالانفصال.


وإذا كان "هادى " يشيد بعمليات الطائرات بدون طيار، فأن هناك اصواتا تتعالى ضد هذه العمليات خصوصا فى ظل سقوط مدنيين أبرياء في بعض الأحيان. وتقوم كل من السعودية وسلطنة عمان بتقديم العون للحكومة اليمنية، خوفا من انتقال الأزمة إلى حدود كل منهما.


وقال "هادي" إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد وصل إلى "بداية النهاية" في حملته الإرهابية، التي تصاعدت بعد إن استغل فرعه المحلي في اليمن، الفراغ الأمني في العام الماضي للاستيلاء على المناطق الرئيسية لمحافظتي "أبين" و"شبوة".


ورغم إن الجيش اليمنى نجح في طرد عناصر تنظيم القاعدة من معاقلها مؤخرا من مدينتي "جعار" و"زنجبار"، إلا إن الآلاف من اللاجئين لا يزالون في مدينة عدن الساحلية، وكثير منهم يعيشون في المدارس لأنه تم تدمير منازلهم.


واعترف "هادى" بأن جهود إعادة الإعمار تسير ببطء في المناطق التي تمت استعادتها، لكنه تعهد بأنه لن يتم السماح لتنظيم القاعدة بالعودة الى تلك المناطق.


مشيرا إلى أن العديد من مقاتلي الجماعة الخارجيين فروا إلى البلدان الإفريقية مثل مالي وموريتانيا أو إلى الجبال.


ورأت المجلة انه اذا كان تنظيم القاعدة هو الخطر الأكبر على اليمن، فهناك خطر أخر لا يقل أهمية وهو التناحرات السياسية ووجود ميليشيات مسلحة، والخلافات الكبيرة بين القوى السياسية الكبرى وحالة عدم الاستقرار والتماسك في المؤسسة العسكرية.


وأضافت إن المجتمع الدولي عليه الكثير الذي يجب إن يفعله تجاه اليمن. فقد حصل "هادى" على تعهدات جديدة بمساعدات مالية بقيمة1.5 مليار دولار من أصدقاء اليمن في اجتماع تم هذا الأسبوع في نيويورك، ليصل مجموع الأموال الدولية الموعودة إلى ما يقرب من 8 مليارات دولار، ولكن من غير الواضح كيف أن الكثير من الأموال ستكون متاحة لإعادة الإعمار.


وحسب كلام "هادى" فإن هناك أزمة ثلاثية تواجه اليمن - الاقتصادية والأمنية والسياسية، ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من الحوار الوطني فى نوفمبر المقبل، ويحذر الكثيرون من الحرب الأهلية التي يمكن أن تنجم عن فشل الحوار، وهو ما يهدد طرق الملاحة في خليج عدن وتشكل بالتالي تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي.


وقال "هادى " إن اليمن يواجه " ثلاث حروب غير معلنة " تدار من قبل تنظيم القاعدة، القراصنة في خليج عدن، والمتمردين الحوثيين في الشمال، والدعم الذي تقدمه إيران للخصوم "بشكل غير مباشر"، لكنه لم يشرح تفاصيل هذا الدعم.



حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.