اولياء الامور: على الاخصائي الاجتماعي ان يكون على علم ودراية بمشاكل الطلاب ونفسياتهم
مختصون: لا بد من اعداد الاطفال من البيت قبل الذهاب الى المدرسة وتعليمهم المهارات اللازمة
تربويون: يتوقف حب الصغير للمدرسة او كرهه اياها على اولى خبراته بها
الاخصائي محمد عبد الله: احيانا يتحول خوف الصغير الى فشل اذا اهمل الوالدين متابعة ابنائهم
اذا كان لديك طفل وتريد الحاقه بالمدرسة لاول مرة فأنت على موعد مع حدث هام يواجهك ويواجه حياة ابنك الصغير ويحتاج منك الى الكثير من الاستعداد والتأهب وهناك الكثير من الاباء الذين يسرفون في شراء ملتزمات اطفالهم الدراسية بينما يفوتهم الشيئ الاهم وهو مساعدة اطفالهم على التاقلم مع جو المدرسة الجديد ..
وفي بداية العام الدراسي تخوض الاسر تجربة تدريس اطفالها لاول مرة فتختلط عندهم مشاعر الخوف والقلق وتنتاب الطفل حالة كبيرة من القلق والارتباك الذي يدخل عالم المدرسة لاول مرة حيث تعتبر هذه المرحلة من المراحل الحاسمة الاساسية الهامة في حياة طالب العلم الصغير ..
.jpg)
فكيف يمكن التعامل مع الطفل الذي يخوض تجربة العام الدراسي الاول ؟؟
الغربة والخوف
من الطبيعي ان ينتاب الطفل شعور بالخوف والرعب والغربة عند ذهابه للمدرسة لاول مرة حيث انه ياتي لعام كل مافيه جديد عليه المعلم والتلاميذ والمدرسة.
يقول احمد المطري: اصطحبت ابني عند ذهابه الى المدرسة لاول مرة وكان متحمسا جدا ولكن فوجئت عند دخول التلاميذ الى الصف بابني معاذ ممسكا بيدي وتمتلئ حدقات عيونه بالدموع ورجليه ترتجفان بشدة وكانه رائ وحشا امامه نظرت اليه باستغراب .. توهمت ان احدا ما اخافه .. نظرت شمالا ويمينا لا يوجد احد فجميع التلاميذ قد دخلو الى صفوفهم سألته ما بك ؟ اجاب انا خائف اريد امي واريد ان ارجع معك الى البيت لا اريد ان ادرس حاولت اقناعه ان يجلس الى زملائه وحاولت معلمته ايضا اقناعه بانه سيلعب ويرسم مع بقية الاطفال ولكن بائت جهودنا بالفشل فيداه ممسكتان بي بشده واضطررت في ذلك اليوم ان ادع عملي ومشاغلي وان اجلس بجواره
اما منصور محمد قال : رافقت طفلتي لاول مرة الى المدرسة التي تقرب منزلنا وكانت تطير من السعادة لانها ذاهبة الى المدرسة لانها كانت ترسم في مخيلتها ان المدرسة كثيرا ما فيها اللهو واللعب والمرح مع الاصدقاء كما فهمت من امها حيث وصفت الام المدرسة لابنتها بان فيها اللعب والمرح واللهو ولكن تقاجئت الطفلة من اول يوم دراسي وفي اليوم التالي رفضت الذهاب الى المدرسة وقالت انها لا تريد ان تدرس فهي ليست كما وصفتها لها امها بل احست ان المدرسة التزام ومسئولية .
دور المدرسة
اما ربة البيت سميرة يوسف فكان رايها : يجب ان تتضافر جهود المدرسة والمعلم واولياء الامور لينجحوا في حب الطفل للتعليم والمدرسة فمثلا المعلم عندما يكون فظا مع الطلاب المبتدئين الجدد ولا يستطيع التعامل معهم بالمعاملة التربوية الصحيحة فحينها سيكره الطفل الصغير المدرسة وسيحاول العزوف عن التعليم وكم هي الحالات التي شهدناها مؤخرا لطالبات وطلاب يعزفون عن المدرسة والتعلينم بسبب المعلم او المعلمة الذين لا يعرفون المعاملة الجيدة للطلاب وكل همهم اداء الواجب من غير اخلاص ولا نية
ايضا لا بد من توافر الاخصائي الاجتماعي في المدرسة والذي يقوم باستيعاب الطلاب ومعرفة مشاكلهم ومساعدتهم على حلها وعلى ترك القلق والخوف جانبا وبث الحماس وحب التعليم في نفوسهم ولا ننسى دور الاسرة التي لها الدور الكبير في حب الطفل للتعليم وللدراسة فمثلا تعليم الطفل النظام والنظافة واحترام الاخرين واحترام المعلم ومتابعة الطفل في دراسته والذهاب معه في الايام الاولى من الدراسة الى ان يتعود على المدرسة ويحبها.
.jpg)
مرحلة جديدة
الاستاذة ميمونة القدسي تقول: ان ذهاب الطفل للمدرسة لاول مرة تعتبر مرحلة جديدة يخوضها الطفل ويتعلم فيها وينتقل الى حياة الجد والالتزام والمسئولية حيث يتوقف حب الصغير للمدرسة او كرهه اياها على اولى خبراته بها وعلى تكيفه معها وعلى نظامها وشخصية المعلم وايضا على نجاحه التحصيلي في البداية حيث اذا حصل الطالب المبتدئ في المدرسة على علامات جيدة وخاصة في الشهر الاول والثاني فان هذه المحصلة تسعده وتؤثر عليه ايجابيا بحبه للدراسة وللمدرسة اما اذا حصل على علامات سيئة فقد تقل عنده نسبة حبه للدراسة واذا لم يهتم به اولياء امره من البداية فقد يتحول الامر الى فشل الصغير وكرهه للمدرسة ومحاولة الهروب منها
اما الاستاذة سلاله مدرسة الصف الاول الابتدائي فتقول: انا احب الاطفال كثيرا ولدي صبر شديد وهو ما جعلني ابقى ادرس الصف الاول الابتدائي وايضا هذا ما يجعل الطلاب يحبونني ويريدون الانظمام الى فصلي وكثيرا ما ياتي الطفل مع احد ابويه باكيا ولكنه ما يلبث ان يتأقلم مع زملائه ففي بداية الدراسة من كل عام لا تسمع الا البكاء واصراخ من الاطفال وخاصة في الايام الاولى من الدراسة فمنهم من يبكي على امه ومنهم من يبكي على ابيه ومنهم من يريد الذهاب الى المنزل ومنهم من يحاول الهرب من المدرسة
ولكنهم سرعان ما يتأقلمون مع الدراسة ومع مرور الشهر الاول من الدراسة ولكن بمساعدة الاهل واولياء الامور والذين يتوجب عليهم مساعدة الطفل وتعليمه ومتابعته في المدرسة ما بين الفترة والاخرى وتعليمه النظام وكيفية ترتيب ادواته والمحافظة عليها وعلى دفاتره والمذاكرة له بانتظام حتى لا تتراكم عليه الدروس فيعجز عن المذاكرة ويكره المدرسة والاهم على اولياء الامور تعليم الطفل كيف يحافظ على نفسه نظيفا وتنظيف الطفل جيدا وترتيبه قبل الدفع به الى المدرسة حتى ينشأ على هذه القواعد ويراعيها عندما يكبر.
.jpg)
مختصون
الاختصاصي في علم النفس التربوي الدكتور محمد عبد الله
استاذ علم نفس الطفل يقول : تعتبر السنة الدراسية للطفل مرحلة جديدة في حياته وهامة تنقله من مرحلة الطفولة التي كان يعيشها الى مرحلة الجد والالتزام بالمدرسة وبالتعليم وعادة ما يحس الطفل في الايام الاولى بالغربة والخوف والحزن ويسبب له ذلك الشعور المحاولة للعزوف عن المدرسة وعدم تقبل المعلم وهنا ياتي الدور على اولياء الامور بتعليم الطفل واعداده من البيت قبل الذهاب الى المدرسة وتشجيع الاطفال على الدراسة ومراقبتهم وتنظيم اوقاتهم وتوفير الظروف المناسبة والاجواء الجيدة في البيت حتى لا يذهب الصغير وعقله مليئ بالمشاكل .
ويضيف الاستاذ محمد بانه عادة ما تكون الام قلقة ومرتبكة لذهاب طفلها لاول مرة الى المدرسة ولكن هذا الشعور ينعكس على الطفل ويصبح اكثر قلقا وعلى الام في هذه الحالة ان تشعر الطفل بالهدوء والطمانينة وعدم الاستعجال لانه احيانا يتحول الخوف الى فشل وخاصة اذا احس الطفل ان كل شيئ صعب عليه او اذا لم يستوعب شيئ من المعلم ولا بد ان يكون عند الطفل بعض الاساسيات التعليمية من البيت قبل دخوله المدرسة مثلا ان يكون حافظا الحروف الابجدية وبعض السور القرانية وبعض الادعية والاحاديث حتى يستطيع ان يستوعب ويحب الدراسة
وبالنسبة للطفل الذي لديه اخوة يكبرونه ويذهبون معه الى المدرسة فان حجم المشكلة تكون اقل حيث يصطحب الكبار اخوتهم الصغار معهم الى المدرسة وايضا يكون للطفل شعور كبير بحب التقليد لاخوته الكبار فيقلدهم ويرتدي الزي المدرسي ويحب ان يذهب الى المدرسة معهم والطفل الذي لا يوجد لديه اخوة يكبرونه تصاحبه مشاعر الخوف والقلق والارتباك اكثر من غيره .
