توعد السودان باتخاذ خطوات أكثر حسماً تجاه المصالح “الإسرائيلية”التي قال إنها أصبحت من الآن أهدافا مشروعة . فيما أكدت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية إن ثماني طائرات “إسرائيلية”نفذت الهجوم على مجمع اليرموك الصناعي في جنوب الخرطوم، وقالت جماعة أمريكية غير حكومية إن صوراً بالأقمار الصناعية تظهر أن اليرموك تعرض للقصف .
وقال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان في مقابلة مع بي بي سي إن خبراء سودانيين أكدوا من خلال فحص مخلفات الأسلحة التي استخدمت في الهجوم عن وجود أدلة دامغة بأنها أسلحة “إسرائيلية”، وشدد على أن التقنية العالية التي استخدمت في الهجوم لا تمتلكها أي دولة في المنطقة غير “إسرائيل«، حيث تم تعطيل الرادارات في مطار الخرطوم قبل الهجوم بالطائرات، وأشار عثمان إلى أنه ليس هناك أي عداوة تستدعي هذا الهجوم بين السودان وبين أي دولة أخرى في المنطقة سوى “إسرائيل«، وأن “الإسرائيليين”أعربوا سابقاً أن هذا المصنع يهدد مصالحهم الاستراتيجية والداخلية .
من جانب آخر، أوردت “صنداي تايمز”اللندنية الأسبوعية أمس الأحد معلومات أكدت فيها قيام الطائرات الإسرائيلية بقصف مصنع “اليرموك”. وقالت الصحيفة: “قامت 8 مقاتلات “إسرائيلية”متعددة المهام من طراز (F-15 I) في ساعات الصباح من يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول بإنزال ضربة بمجمع “اليرموك”العسكري الضخم، 4 منها ألقت قنبلتين وزن الواحدة يبلغ طناً، بينما قامت الأربع مقاتلات الباقية بتأمين عملية الضربة، وتشير الدلائل إلى أن هذا الهجوم هو عبارة عن بروفة للغارات المنتظرة على المنشآت النووية الإيرانية”.
كما ذكرت الصحيفة “وفقاً لتقديرات الخبراء العسكريين الغربيين، قضت الطائرات “الإسرائيلية”في إطار العملية 4 ساعات في الجو وقطعت مسافة تقدر ب 3900 كم”. ووفقا لمعلوماتها: فإن “المقاتلات قامت بالطيران فوق البحر الأحمر، ودخلت المجال الجوي للسودان من الشرق حتى تتفادى الوقوع في مرمى منظومة الدفاع الجوي المصرية”. “وبالقرب المباشر من الحدود السودانية، قامت المقاتلات بالتزود بالوقود في الجو”. في ذات الوقت قامت الطائرة Gulfstream G550 التي كانت موجودة في مكان تنفيذ العملية، والمزودة بأجهزة إلكترونية حديثة، قامت بالتشويش الكامل على أجهزة الرادار ومنظومات الدفاع الجوي السودانية الأخرى، وبالنتيجة لم تتمكن ولا طائرة واحدة من طائرات الميغ الموجودة في الخدمة في السودان من الانطلاق في الجو لصد الهجوم . ووفقاً لمعلومات الصحيفة “بدأت هذه العملية منذ عامين بعد اغتيال عملاء الموساد في فندق بدبي لرجل الأعمال الفلسطيني والمسؤول الكبير بحركة حماس محمود المبحوح، فقبل مغادرتهم الفندق أخذوا من حقيبة أوراقه نسخة مصورة لاتفاق عسكري بين السودان وإيران«، ينص بشكل خاص على تصنيع صواريخ إيرانية من طراز “شهاب”في مجمع اليرموك وتسليمها إلى أجهزة حركة حماس في قطاع غزة وفي المناطق الأخرى بالشرق الأوسط .
إلى ذلك، قالت جماعة مراقبة غير حكومية، إن تحليل صور الأقمار الصناعية لمصنع الأسلحة السوداني الذي اتهمت الخرطوم “إسرائيل”بقصفه الأسبوع الماضي، يشير إلى أن هذا الموقع ربما أصيب بقصف جوي مثلما يقول السودان .
وقالت جماعة “ساتالايت سنتينال بروجكت”التي تضم بين مؤسسيها الممثل جورج كلوني ومشروع اينف “كفاية”أنها أجرت تحليلاً مقارناً مع صور شركة “ديجيتال غلوب”لمصنع اليرموك مشيرة إلى أن “الصور أظهرت ست حفرات كبيرة يبلغ اتساع كل منها 16 متراً وتتفق مع الحفر التي تسببها الذخيرة التي تلقى من الجو وكانت متمركزة في مكان كانت نحو 40 حاوية شحن مكدسة فيه حتى وقت قريب .
وتظهر صورة في 12 أكتوبر/تشرين الأول حاويات تخزين مكدسة بجوار سقيفة طولها 60 متراً . وعلى الرغم من أن (سنتينال) لا تستطيع تأكيد بقاء الحاويات في الموقع في 24 أكتوبر/تشرين الأول فإن تحليل الصورة يتفق مع وجود مادة سريعة الاشتعال في بؤرة الانفجارات”.
وفي القاهرة، طالب رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، الجناح السياسي للجماعة الإسلامية طارق الزمر، الحكومة المصرية بحشد موقف عربي لإرسال رسالة قوية ل “إسرائيل”مفادها أن العرب لن يقبلوا بعد اليوم، الغطرسة “الإسرائيلية«، وقال الزمر إن ذلك سوف يكون رداً مناسباً على الغارة “الإسرائيلية”التي استهدفت الأربعاء الماضي مصنع اليرموك جنوب الخرطوم . ودعا الزمر المجتمع الدولي إلى سرعة التحقيق في الجرائم التي ترتكبها دولة الكيان ضد العديد من الدول العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن الصمت الدولي على مثل هذه الجرائم من شأنه أن يضع القانون الدولي في مهب الريح، ويصبح من حق كل دولة أن تفعل ما تريده دون التقيد والالتزام بالقانون .

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.