لا يمرح البدين ليتستر على بدانته، فالانشراح في البدناء طبعٌ أصيل. هذا ما تقوله دراسة حديثة وجدت أن المورّثة المدانة بالتسبب بالبدانة هي المسؤولة أيضًا عن حماية البدين من الشعور بالاكتئاب.
ربما لاحظنا ان البدناء يميلون، على الأرجح، الى المرح ويصبحون بالتالي الألطف معشراً قياسا الى غيرهم. وكم منّا من أرجع هذه الخاصيّة الى أن البدين يحاول صرف الانتباه عن مظهره الى الجمال في داخله.
والآن فإن العلماء يؤيدون الشق الأول من المسألة - وهي ان المرح يسود وسط البدناء. لكنهم يقولون أيضا إن هذه الخصلة الحسنة تنبع من حقيقة علمية وهي أن المورّثات المسؤولة عن كونهم بدناء، هي المسؤولة أيضا عن حمايتهم بشكل فعّال من الاكتئاب.
ورغم أن هذا الاكتشاف يتصل بالبدانة المقرونة بالمرح في المقام الأول، فمن حسن الطالع أنه يفتح الباب أيضا الى تفسير الأسباب التي تحدو ببعض الناس للشعور بالسعادة أكثر من غيرهم. كما انه ينسف الاعتقاد السائد حول الحلقة المشتركة بين البدانة والتعاسة. ووفقا لهذا الاعتقاد الخاطئ فإن الشخص البدين يميل الى الاكتئاب بسبب مظهره، وأن الشخص المكتئب يميل الى البدانة بسبب خموله الجسدي الناتج من انخفاض معنوياته.
ويقول اولئك العلماء إن الذين يحملون في أجسامهم مورّثة معيّنة تسمى FTO «إف تي او» (وتعتبر أكبر الأسباب وراء ميل الجسد نحو الإفراط في السمنة) يصبحون أقل قابلية للاكتئاب بنسبة 8 في المائة على الأقل من اولئك الذين لا تحتوي أجسامهم عليها. ونقلت صحف بريطانية عن الدكتور ديفيد ماير، الذي قاد فريق البحث، قوله: «الحقيقة هي أن نسبة الـ8 % ضيئلة ولا تحدث فرقا كبيرا على مستوى الحياة اليومية. لكن أهميتها تنبع من الأبواب التي تفتحها في بحث العلم عن مشاعر الانشراح والاكتئاب

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.