اعتبر قيادي في تكتل اللقاء المشترك أن الأمور في البلاد تسير باتجاه معاكس لما أراده الناس، “فانطلاقة الشباب والشعب وحركة الساحات كانت تستهدف الخلاص مما كان قائماً والانتقال لواقع متحرر من تلك الاحباطات، غير أن النتيجة للأسف الشديد حتى الآن، تبدو مراوحة في نقطة تعثر، في أجواء ملبدة ومعقدة، غير قادرة على الانطلاق باتجاه تحقيق هدف الانعتاق من احباطات الفترة الماضية” .
وفي قراءته للمشهد السياسي في اليمن يقول محمد عبد الرحمن الرباعي أمين عام اتحاد القوى الشعبية ل”الخليج”: “الذي حدث غياب لفهم عميق لمتطلبات الواقع، البعض يرى أن الأمور تسير باتجاه لا يقود إلى الهدف المعلن الوصول إليه، ومن ذلك انزلقت أقدام البعض باتجاه مكاسب سريعة والدخول في متاهات الحوار وفي أجواء غير مؤهلة لقيام حوار سوي سليم” .
ويرى الرباعي وهو السياسي المخضرم وأحد أبرز مؤسسي تكتل أحزاب اللقاء المشترك في تعليقه على التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني “ان المناخ حتى اليوم لم يتوفر لإقامة الحوار، فالأمور كما هي، سواء في الوضع العسكري وحتى في كثير من ملامح الوضع المدني، لا أتصور أنه حدثت تغييرات كبيرة، فالحوار مناخ، فإذا انعدم المناخ لا جدوى منه، والمناخ يتضمن شروطاً معينة يجب ان تتوفر لكي يستطيع الناس ان ينتقلوا بالخطوات العملية باتجاه واقع جديد يرضون عنه” .
وأضاف: “يفترض ان تتخذ إجراءات عاجلة لتهيئة المناخ للانطلاق بالحوار، لكن السؤال هل الاخوة المسؤولون سواء في الحكومة او برئاسة الدولة قادرون على استيعاب هذه الخطوات وتحمل مسؤولية تطبيقها، أنا أتصور ما الذي يمنع توحيد الجيش؟! هل هناك عوائق حائلة، غير ممكن تجاوزها؟! وهناك آلاف المسرحين والمبعدين من وظائفهم ومن حقوقهم! لم تعالج قضيتهم حتى اليوم، إذاً هل ندخل نتحاور لكي نعالج هذه المشاكل! مفروض على السلطة القائمة مسئولية معالجتها وتحقيقها اليوم لكي يتمكن الناس من الدخول برؤية آمنة مستقرة ومؤملة أيضاً أنها قادرة على أن تحقق شيئاً وتنجز شيئاً، فإذا غابت هذه الشروط، فأنا لا أتصور أنه ممكن أن يتم تحقيق أي شيء بالحوار، مهما طال وقته وتعاطى الناس معه” .
وحيال تعاظم دعوات الانفصال لدى قوى جنوبية يقول الرباعي: “لا أستطيع الشعور بقلق من النغمات التي ترتفع كالانفصال في الجنوب، لأنني عايشتهم لأعوام، وخلال سنين نضال مريرة كنت في الجنوب، وأقصد حتى الذين كانوا يحاولون ألا يعترفوا مباشرة بأن الجنوب يمني، ويسمونه الجنوب العربي، في أعماقهم كان إحساسا عميقاً بيمنيتهم” ، موضحاً: “أقسم أن الجنوبيين أكثر وحدوية من كثيرين من عناصر القوى في الشمال، برموزهم، وإلا كيف يمكن أن نتصور علي سالم البيض الذي اليوم له تحفظات على الوحدة، هذا الإنسان الذي أخذ الدولة التي في الجنوب وصبها في طرف النظام الذي كان قائماً بدون تردد، هل ممكن أن يكون هذا الإنسان في أعماقه مشاعر انفصالية أو شيء من هذا القبيل؟ مستحيل” . واصفاً موقف البيض ب”طرح الغاضب وليس المقتنع أو المؤمن به، ومن حق الغاضب أن يعبر عن غضبه بأي طريقة كانت” على حد تعبيره .
نقلاً عن الخليج

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.