لا تزال حادثة وفاة الضابط المسؤول عن ضبط شحنة أسلحة المسدسات في النقطة الأمنية في مديرية حيس (ديسمبر الماضي)، الذي توفي الأربعاء الماضي، يكتنفها الغموض خاصة في ظل تضارب الأنباء حول ماهية أسباب الوفاة.
وفي الوقت الذي أكد فيه التقرير الطبي لتشريح الجثة والصادر من المستشفى العسكري بالحديدة، مساء الأربعاء أن سبب وفاة الملازم ثاني غالب شوعي الحسني يرجع إلى نوبة قلبية عانى منها قبل وفاته بيومين، تدّعي زوجته بأن زوجها كان يعاني من التهابات في الدّم وحرقة شديدة في المعدة منذ أن عاد من صنعاء برفقة قرار ترقيته وتصديره.
وأجرى «المصدر أونلاين» لقاءً قصيرا مع فتحية المعمري، زوجة الضابط الحسني الذي توفي في ظروف غامضة، لمعرفة بعض التفاصيل بشأن ظروف وفاته.
قالت المعمري إن زوجها فور عودته من صنعاء مطلع الأسبوع الماضي شعر بإعياء شديد وحرقة شديدة في معدته وصدره، وتم نقله حينها إلى أحد المستشفيات الخاصة بمدينة الحديدة حيث أجريت له فحوصات أولية أثبتت وجود التهابات في الدم، وقام الأطباء نتيجة لذلك بإسعافه عبر ضرب عدد من الإبر والمغذيات كمضادات لالتهاب الدّم.
وتضيف الزوجة: «بعدها عدنا إلى المنزل في تلك الليلة لاستكمال بقية المغذيات المقررة له. وفي اليوم التالي (كان يوم الأحد الماضي) قام وباشر عمله بالذهاب إلى إدارة الأمن لتسليم التصدير وقرار الترقية التي جلبها معه من صنعاء، ثم عاد إلى منزله لكن الألم عاوده مجدداً -التهاب شديد في معدته- فتم إسعافه مرة أخرى إلى أحد المستوصفات في وسط مدينة الحديدة، لتجرى له فحوصات أخرى».
أثبتت الفحوصات الجديدة أن الحسني يعاني إلى جانب التهابات الدم من مشاكل في الجهاز الهضمي «أميبيا». وعلى ضوء ذلك تم إعطاؤه جرعا من الأدوية المهدئة ثم عاد إلى منزله. وخلال اليومين التي سبقت وفاته -تؤكد زوجته- اشتد الألم في معدته، وبدأ يشعر به ينتقل إلى كبده وصدره، ليتم إثر ذلك نقله إلى المستشفى العسكري بالحديدة.
وتتهم الزوجة – ضمن تصريحاتها لـ«المصدر أونلاين» - إدارة المستشفى العسكري بالإهمال وعدم الاهتمام بحالة زوجها الذي تؤكد بأنه ترك لساعات طويلة دون إسعافه. وقالت إنه لم يتم إدخاله إلى غرفة العناية المركزة إلا في وقت متأخر من فجر الأربعاء. وأنها حين رأت أن حالته أصبحت أكثر سُوءاً طلبت من إدارة المستشفى تجهيز سيارة الإسعاف لنقله إلى أحد المستشفيات الخاصة إلا أن الإدارة لم تتجاوب معها.
وبناء على ذلك، تشكك «المعمري» بصحة التقرير الطبِّي الصادر عن المستشفى العسكري بكون زوجها عانى من أزمة قلبية تسببت بوفاته. ونفت أن يكون زوجها قد عانى في السابق من أزمة قلبية، كما أنه لم توجد أي آثار لمثل ذلك أثناء العوارض المرضية الأخيرة التي عانى منها.
وعمّا إذا كان زوجها قد تعرّض لتسمم قبل وفاته، تنوّه المعمري إلى أن الألم الشديد الذي رافق مرضه واللهيب الذي كان يشعر به يجعلها لا تستبعد أن يكون تعرّض فعلا للتسمم، لافتة إلى أن جثة زوجها بعد تغسيلها ظهرت عليها آثار بُقع في أنحاء متفرِّقة.
وأضافت: «كما خرج من فمه سائل غريب». ما يجعل من تلك الأعراض – تقول الزوجة – «تثير شبهات من أن الحسني تعرّض لحالة تسمم فعلاً».
وتطالب فتحية المعمري بإعادة إخراج الجثة وفحصها وعرضها على طبيب شرعي آخر، رداً على تقرير المستشفى العسكري وأوضحت أنها كانت سلمت أمرها لله حين توفي زوجها وفضّلت دفنه مباشرة، إلا أن ما تناقلته وسائل الإعلام وتصريحات مدير أمن المحافظة المستندة على تقرير وصفته بأنه «مزيّف»، جعلها تطالب بإعادة فحص الجثة وإظهار الحقيقة

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.