للإعلام دوره البارز في نقل الحقائق والتوعية الاجتماعية لشتى القضايا الانسانية والحقوقية  لتلقى صداها المؤثر والمثمر .. ومن هناء ومن صميم  هذا الموضوع الغاية في الأهمية والإنسانية لأنه يخدم شريحة هامة من مختلف ذوي الاحتياجات الخاصة نجد إن إعلامنا المحلي بمختلف أنواعه مقصر في طرح قضايا المعاقين وهمومهم واحتياجاتهم وإن ذكر ذلك فإنما هو خبر كعابر سبيل  جاء لتغطية مناسبة حضرها أحد المسؤلين وما ان ذهب ذهب التأثير والصدا خلفه .. ومن هنا سأترك المجال لمن هو أولى بالأمر وغايته...


شعور بالدونية
في إحدى المناسبات الاحتفائية للأشخاص ذوي الإعاقة استوقفتنا كلمات خطت بدماء القلب من شاب لم يتجاوز عمره 15 عاما وهو مصاب بإعاقة حركية قال إننا عالة على المجتمع وعلى كل من حولنا فما إن نخرج من الدار حتى تراقب الناس حركتنا الزاحفة على الأرض بعين الترحم حينا وعين العار حينا آخر وكأن هذا المعاق مخلوق من كوكب آخر ليس إنسان مثلهم من لحم ودم !!


فكان الرد منا له : قد تكون التوعية المجتمعية شبه معدومة من الجهات المعنية والإعلامية لتعريف الناس بحقوق الشخص ذوي الإعاقة واحتياجاته ومشاكله ولهذا قد ينتج عنهم تصرفات لا يدرون ولا يعلمون أنها تقع موقع السهام الجارحة  في نفسيتكم .. ليقول صديق آخر له وهو يدعى محمد عز الدين وهو شخص كفيف : أين الإعلام منا وفي طرح قضايانا بل إنني أجلس في الساعات الطويلة أمام التلفاز وحين أستمع إلى الراديو أو الإذاعات المحلية أتمنى أن أسمع حتى برنامجا واحدا  يوميا لمدة ساعة فقط يطرح قضايانا أو مسلسل يمثل حالاتنا ويعني باحتياجاتنا ولكن لا حياة لمن تنادي فما زالت النظرة المجتمعية قاصرة تجاهنا وبدورنا الذي ينظرون إليه بالعجز  والتثبيط والإحباط !!


لا يكفينا يوم في السنة !!
ومن جهتها أوضحت الاخت سماح شرهان رئيسة الدائرة الاعلامية بجمعية الأمان لرعاية الكفيفات : إن للإعلام دور بارز  في تفاعل المجتمع ودعمه ومناصرته لشريحة هؤلاء المعاقين  والتحسين من أوضاعهم واحتياجاتهم المعيشية وإدماجهم كأشخاص فاعلين ومنتجين في مجتمعهم لا التهميش والأعراض أو مجرد ذكرهم في أوقات مناسباتية كما هو حادث  الآن  وللأسف  وكأنها حالة عارضة وهذا أمر يؤلم هؤلاء الأشخاص كثيرا بل ويشعرهم  بأنهم منبوذين من المجتمع.


مضيفة : الإعلام يستطيع تحويل هذه القضية من نظرة الشفقة إلى دائرة التفاعل الايجابي في تقبلهم للتأثير على الرأي العام ودمجهم فلا يكفي برنامج أسبوعي أو سنوي ترفقه لغة الإشارة أو خواطر شبيهة بثواني الإعلانات رغم نهوض وتفاعل بعض الجهات الاعلامية معنا ولكننا بحاجة إلى الكثير من الدعم الإعلامي وبالمقابل بذرة خير  لو تم تخصيص  صفحة أسبوعية دائمة تكرس من أجل احتياجات وتطلعات هذه الشريحة الهامة  .


تعذيب وإعراض
وهذا ما أكدته هدى هيثم - المديرة التنفيذية في  مؤسسة خذ بيدي التنموية لذوي الإعاقة  بأن هناك العديد من القضايا التي لابد على الاعلام التطرق إليها ومناقشتها وإيصاله إلى الجهات المعنية وهو ما يحدث من قبل بعض الأسر الجاهلة في تعاملها مع الأشخاص ذو الإعاقة العقلية فيمارسون ضدهم شتى أنواع العنف والتعذيب والتحقير ظنا منهم أنهم لا يشعرون أو إزدارء لمكانتهم وتمني موتهم الأمر الذي يضاعف حجم المأساة فهذا يضري ابنته المعاقة ضربا كادت أن تفقد حياتها بسببه وذلك يحبس ابنه مع الحيوانات ويحرمه من الاكل والشرب ويقيده بالسلاسل فأين هي التوعية الإعلامية عبر مختلف وسائل الاعلام التي دخلت اليوم إلى كل بيت ولها الدور الأبرز في تحسين أوضاع هؤلاء ضحايا النظرة المجتمعية القاصرة والتخاذل الاعلامي


مليونا معاق حركيا في اليمن
ومن جانبها أعلنت جمعية المعاقين اليمنيين أن أجمالي عدد المعاقين حركيا في جميع محافظات البلاد، بلغ نحو مليوني معاق .
وأوضحت الجمعية أن هذا العدد يمثل مختلف أنواع الاعاقات الجسدية للجنسين وفق احصائية كشف عنها الجهاز المركزي للإحصاء في اليمن.
هذا وقد أكدت احصائية رسمية أخرى ارتفاع عدد معاقي اليمن لتزايد أعداد المستفيدين من الخدمات التي يقدمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الحكومي والذي وصل عدد المستفيدين العام الماضي ما يزيد عن 180 ألف معاق ومعاقة.
و اوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل  الدكتورة أمة الرزاق حمد قالت أنه ورغم قلة الموارد ، إلا ان صندوق رعاية وتأهيل المعاقين دعم 7 ألاف مستفيد من الخدمات التعليمية في مختلف مراحلها بينهم 1800 معاق ومعاقة ملتحقين في التعليم الجامعي و4500 من خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي.
 داعية إلى تدارس الصعوبات التي يواجهها المعاقين والوقوف بجدية أمامها واتخاذ القرارات والتوصيات الكفيلة بتجاوزها وضرورة تفاعل الاعلام المستمر مع قضاياهم 


توصيات إعلامية
لماذا لا نستفيد من تجربة الإعلام العربي  في متابعته وتفاعله الدائم بقضايا المعاقين وعلى ضوئه حقق العديد من النجاحات والتطورات في سبيل دعمهم وتنمية قدراتهم وتغيير صورة المجتمع في التعامل القاصر معهم وهي تجربة جدا ناجحة  هكذا استهلت الناشطة الحقوقية زهور نايف حديثها حول هذا الموضوع مبينة لا بد أن نملك تلك الأهداف التي بنيت على تلك الوتيرة وتتمثل في  قيام الإعلام  ببذل جهد اكبر في  المساهمة في تغيير نظرة المجتمع نحو الإعاقة وذلك باستخدام المهارات والأدوات الإعلامية المتوافرة في ميادين العمل الصحافي.
- خلق رؤية إعلامية قادرة على  التفاعل بإيجابية مع قضايا المعاقين وتعزز من مساحات الوعي بها لدى كافة الشرائح في المجتمع.
- التزام الإعلام  بتقديم المعلومات الصحيحة عن قضايا المعاقين بالتعاون مع المؤسسات المهتمة بقضايا وحقوق المعاق.
- التزام الإعلام باستخدام أسلوب الصحافة الاستقصائية في معالجة قضايا المعاقين وليس فقط سرد لأخبار وأنشطة فعالياتهم -   دمج واستيعاب المعاقين في المرافق الإعلامية وتقديم الخدمات التدريبية لهم.
- التركيز على جودة البرامج  الإعلامية التي تخص المعاقين.
- قيام الإعلام بحملات ضغط ومناصرة بالتعاون مع المؤسسات الأهلية و الحقوقية من اجل المطالبة بتطوير السياسات والتشريعات والقوانين المتعلقة بالمعاقين.
- تشجيع إقامة مرافق إعلامية متخصصة بقضايا المعاقين وهذا أن تحقق على أرض الواقع فسيكون له أثره الناجح والفعال في تحقيق التنمية النفسية والمجتمعية والمهاراتية للمعاقين على مختلف الأصعدة والمجالات.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.