فيما رفض الرئيس عبد ربه منصور هادي توقيع هدنة مع تنظيم القاعدة، أصر علماء لجنة الوساطة على مطالبة الدولة بانتهاك حدود القصاص الشرعية التي فرضها الله في كتابه بحق القتلة، وحملوها مسئولية اي دماء تسفك مستقبلاً في اغرب انقلاب على الدين وتفريط بدماء آلاف الضحايا الذين قتلتهم القاعدة في ابشع مجازر إبادة جماعية عرفتها اليمن.


حيث كشف تنظيم (قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) عن وساطة كانت تدور بينه وبين النظام اليمني برعاية عدد من وصفهم بـ"علماء الدين والوجهاء القبليين"، إلا أنها فشلت في تحقيق هدنة بين الطرفين بسبب ما وصفته القاعدة بـ "موقف حكومة صنعاء المخزي والمنجر خلف مشاريع أمريكا وعملائها من دول الخليج"، وما أعلنه العلماء من عدم توقيع الدولة على الهدنة بالرغم من "موافقتها المسبقة" عليها.
 
 وفي بيان نشرته (مؤسسة الملاحم الإعلامية)، صباح اليوم الاثنين، أوضح التنظيم أن مجموعة من العلماء سعوا للصلح بين الدولة وتنظيم القاعدة انطلاقاً من رأيهم: "لما نرى مما يحصل في بلادنا من الاقتتال وإراقة الدماء المعصومة، وحرصاً على تحقيق الأمن والاستقرار".
 
ونقل على لسان العلماء قولهم: "وبعد عرض موضوع الصلح على الدولة اليمنية أبدت استعدادها ورغبتها وحرصها متمثلة في رئيس جهاز الأمن السياسي (اللواء غالب القمش) والذي بدوره عرض الموضوع على رئيس الجمهورية (منصور هادي)، ثم عرضت لجنة الوساطة الصلح على قادة تنظيم القاعدة، فأبدوا الموافقة والرغبة والحرص أيضاً".
 
 وأضافوا: أنه "بعد المداولة بين الطرفين لوضع آليات الصلح وعرض الشروط من الطرفين، طلبت لجنة الوساطة أن تكون هناك هدنة بين يدي الصلح حتى يتسنى مناقشة بنود الصلح مع الطرفين بحضور عدد من علماء ووجهاء ومشايخ اليمن في أجواء يسودها الأمن، فأبدت الدولة موافقتها واستعدادها على الهدنة المؤقتة لمدة شهرين، والتقت اللجنة ومعها مجموعة من العلماء قادة تنظيم القاعدة، وتمت الموافقة من قبلهم على بنود الهدنة، ووقع أمير التنظيم الأخ ناصر بن عبد الكريم الوحيشي عليها".
 
وقال العلماء الأربع ـ وهم: الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي، والشيخ محمد بن سالم الزبيدي، والشيخ مراد بن أحمد القدسي، والشيخ محمد بن يحيى الحاشدي ـ أبدى تنظيم القاعدة استعداده التام للصلح بحضور العلماء، لكن بعد عرض التوقيع على الهدنة من تنظيم القاعدة على الدولة، "حدد رئيس جهاز الأمن السياسي مدة ثلاثة أيام للعرض على رئيس الجمهورية ليفوض من يراه على التوقيع، وبعد عدة لقاءات مع رئيس الجهاز من قبل اللجنة ومطالبتها بلقاء رئيس الجمهورية لتنفيذ ذلك، وبعد انتهاء المهلة الأخيرة فوجئ العلماء ولجنة الوساطة، بعدم التوقيع على ما اتفق عليه مسبقاً".
 
وعليه قال العماء ولجنة الوساطة الساعين في الصلح أنه "إبراءً للذمة وبياناً للحقيقة" يبينون الآتي:
أولاً: إن عدم التوقيع على الهدنة كان من قبل الدولة مع موافقتها المسبقة على ذلك، وهم بهذا يُحمِّلون الدولة المسئولية الكاملة.
ثانياً: نُحمِّل الدولة ما يحصل من انتهاك لحرمات المسلمين وسفك للدماء بين القوات المسلحة والأمن وتنظيم القاعدة، والسماح للطيران الأمريكي بانتهاك الأجواء اليمنية واستباحة دماء المسلمين، ويذكِّرونها بعقوبة الله عز وجل وشديد عذابه في الدنيا والآخرة.
ثالثاً: نطالب العلماء والمشايخ ووجهاء البلاد والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية وكافة أبناء اليمن بالسعي ومطالبة الدولة بسرعة التوقيع لما تقتضيه المصلحة العامة للعباد والبلاد.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.