امرأة حديدية .. وصاحبة وجهات نظر صريحة وشفافة .. الحديث معها لا يمل ولا يكل .. تحدثت عن جملة من القضايا الوطنية التي من أبرزها الحوار الوطني الشامل وأهميته ودلالاته على المستويين المحلي والدولي ومطالب المرأة وأجندتها على طاولة الحوار فإلى التفاصيل مع مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة فائقة السيد باعلوي:
 كيف تنظر مستشارة رئيس الجمهورية لمؤتمر الحوار الوطني؟
 نظرتنا إلى مؤتمر الحوار الوطني نظرة إيجابية .. نؤكد على حتمية انعقاد مؤتمر من هذا النوع، وبهذه المهام الكبيرة التي يترتب عليها إعادة تنظيم البيت اليمني وإعادة الامور الى نصابها وتطوير العمل الديمقراطي بما يخدم عملية التحديث وبناء الدولة المدنية الحديثة.
حقوق مشروعة
 لابد أن للمرأة اليمنية مطالب وقضايا ستضعها أمام مؤتمر الحوار.. ما هي؟
 في البداية تأتي المساواة وحماية الحقوق والتشريعات و«دسترة» مطالب النساء وحقوقهن ووضع نصوص دستورية تحمي حقوق النساء وتضمن وصولهن الى مراكز صنع القرار والحفاظ على التواجد بنسب إيجابية في الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية.. وكقضايا يجب طرحها في مؤتمر الحوار ستكون المرأة اليمنية حريصة على طرح قضايا الاهتمام بالتعليم والاهتمام بالوضع الحقوقي والقانوني بشكل عام والاهتمام بتحديد سن الزواج وفتح الطريق او المجال قانوناً ودستوراً أمام المرأة لتكون مشاركة فاعلة في كافة المجالات.
القضية الجنوبية
 ألا ترى الأستاذة فائقة أن للكم الكبير من القضايا, خصوصاً السياسية، الهيمنة على مؤتمر الحوار الوطني مقارنة بالقضايا الأخرى؟
 بالتأكيد ستتصدر القضايا الصاخبة جدول الحوار الوطني، فهي تتطلب مناقشات مستفيضة وأبرز تلك القضايا القضية الجنوبية.. ولكن ذلك لا يعني عدم مناقشة القضايا المهمة التي ستترتب عليها أضرار اجتماعية بصفة عامة، فوجود قضايا سياسية كبيرة لا يعني إلغاء بقية القضايا الاخرى التي قد تكون ذات صلة بالقضايا الصاخبة بشكل أو بآخر.
تمكين المرأة
 من وجهة نظرك.. ما مدى استيعاب مؤتمر الحوار الوطني للمكونات الاجتماعية المختلفة؟
 بالفعل وكنسب محددة لا غبار عليها وكانت التحضيرات إيجابية ولكن الاشكالية تكمن في الاختلافات التي سادت داخل اللجنة الفنية وهو أمر نأسف له كثيراً، وأعود فأقول: إن استيعاب المكونات الاجتماعية من شباب ونساء ومنظمات كانت إيجابية والاجمل الجانب الملزم للأحزاب والهيئات والتكوينات بتمكين المرأة من المشاركة بنسبة 30% ورئيس الجمهورية أرجع بعض القوائم التي لم تستوفِ هذا الجانب.
استحقاقات
 ما هي الضرورات السياسية المحلية والإقليمية والدولية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني.. وماذا عن توقيت انعقاده؟
 العالم بأجمعه ينظر الى مؤتمر الحوار الوطني بأهمية كبيرة، فلم تعد اليمن ذلك الجزء المنسي من الخريطة العالمية، اليمن في الوقت الراهن تتصدر عناوين ومانشيتات الصحف الكبرى في أوروبا وأمريكا، بلادنا في هذه المرحلة لها استحقاقات وعليها استحقاقات إقليمية ومحلية ودولية تجعلها في الصدارة ومحل اهتمام العالم.
اجتثاث المشاكل
 هل تعتقدين ان الرؤى والنتائج المترتبة عن مؤتمر الحوار ستعمل على انهاء المشاكل الحالية؟
 في مجمل المحاور التي سيناقشها الحوار ستساعد على اجتثاث المشاكل ووضع الحلول، لكن ستظل الارادة وحدها العامل الاكبر في إيجاد الحلول.. فيجب أن تتوفر الإرادة عند السياسيين والنخب السياسية بكافة انتماءاتهم، ان ينتصروا للوطن اكثر من الانتصار للأيديولوجيات والأفكار والمسارات الحزبية الأخرى.
دولة مدنية
 إذاً.. كيف تتوقعين شكل الدولة القادمة؟
 أراها وأريدها دولة مدنية حديثة لا يهم فيدرالية أو إقليمية، أي حسب ما سيتم الاتفاق عليه بين المتحاورين، الأهم ان يكون جوهر الدولة القادمة وطابعها مدنياً وإن كان شكل الدولة من القضايا الحساسة جداً وتواجه مخاضاً صعباً داخل كافة المكونات السياسية، خصوصاً الحراك الجنوبي وبعض القوى السياسية التي أدلت بدلوها في هذا الجانب.. ولنكن جميعاً متفقين على ما سيتم الاتفاق عليه من نتائج لمؤتمر الحوار ونقبل بكل نتائجه للخروج بالوطن الى بر الأمان.
مطالب واحدة
 مع بروز الكثير من القضايا.. هل مطالب المرأة في الجنوب تختلف عن مطالب المرأة في الشمال؟
 لا أخفيك أن المرأة هي المرأة، فلا اختلاف بيولوجي وإن كان هناك اختلاف في الموقع او في المناخ.. وهي مؤثرة في التفكير وأسلوب الحوار.. لكن تظل مطالب المرأة اليمنية واحدة وشبه موحدة في ضرورات مجتمعية تبدأ من الدستور والقوانين وتنتهي بالتمكين في مختلف مجالات الحياة.
والاهتمام بالتعليم ومحو الامية وفرص العمل المتكافئة مع النوع الآخر، هذه هي الأمور التي تهم المرأة شمالاً وجنوباً.
 كلمة أخيرة؟
 أقول لكل الناس ومن سيقرأون هذه الكلمات أن يتجهوا بقلب مفتوح وأدمغة صافية نحو الحوار الوطني، لأنه بالحوار الوطني الشامل غير المشروط سنحقق الأمن.. والسلام الاجتماعي الذي لا نريد أن نفتقده في اليمن.
الجمهورية

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.