تعهدت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان في اليمن بالعمل بكل امكاناتها وبجهوزية عالية على تأمين فعاليات مؤتمر الحوار الوطني، الذي أنطلق اليوم الاثنين بالعاصمة صنعاء وتوفير الأجواء والمناخات الآمنة لإنجاحه وضمان تنفيذ نتائجه ومخرجاته ، مؤكدة أن مؤسسة الجيش والأمن قد أعدت نفسها إعداداً عالياً لتنفيذ كل ما يتفق عليه ويخرج به مؤتمر الحوار الوطني من حلول ومعالجات للقضايا الوطنية العالقة، مشيرة إلى انها من "موقعها "الحيادي" لن تتوانى عن "التصدي لكل من يحاول تعكير هذا الاستحقاق بهدف عرقلة مسيرة التغيير الذي ينشده الشعب اليمني وفقاً لمضامين التسوية السياسية للمبادرة الخليجية، وآلياتها التنفيذية المزَّمنة".


جاء ذلك في برقية مرفوعة اليوم الاثنين من وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الاركان اللواء الركن أحمد علي الاشول إلى الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بمناسبة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ،وبعد يوم من انسحاب شخصيات نفاذه من قوام المشاركين منضمة لجبهة معارضة للحوار إن جنوبا بخيار انفصال الجنوب ، وان شمالا بمسعى خلط الأوراق عبر تسجيل تلك الشخصيات النافذة المنسحبة اعتراضات متأخرة على قوائم المشاركين بوصفها لاتلبي طموحها وتيارها بالسيطرة على المكونات ومن ثم الحوار ومخرجاته عبر اشراك مرشحين لها من كيانات وهمية "قبليا ومليشياتيا ودينيا"، مهددة بالسعي لإفشال الحوار بكل الوسائل ، ورفض مخرجاته.


برقية الدفاع وهيئة الأركان قالت "أن القوات المسلحة والامن تؤمن أن مؤتمر الحوار الوطني هو السلطة الشرعية التي يجب أن تخضع لها جميع الأطراف"، وأضافت "نعي تماماً أن مخرجات وقرارات هذا المؤتمر تمثل التزاماً وطنياً ودستورياً يجب تنفيذها وحمايتها من قبلنا جميعاً، ونؤكد أننا في القوات المسلحة والأمن نلتزم الحيادية الكاملة، ونقف على مسافة واحدة من كل القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية، ملتزمون بمحددات بناء الجيش الوطني الذي يحمي السيادة ويصون المكتسبات ويحافظ على الأمن والاستقرار".


وقال المسئولان العسكريان مخاطبين الرئيس هادي "نؤكد لكم - ومن خلالكم لكافة أبناء شعبنا- من موقعنا الحيادي في القوات المسلحة.. أنا سنكون بمستوى المسئولية الوطنية والدستورية في تأدية واجباتنا ومهامنا لتأمين كافة الظروف والمناخات الآمنة والضامنة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني وإنجاحه، إدراكاً منا للأهمية الوطنية التاريخية التي يكتسبها هذا الاستحقاق الوطني الكبير في إخراج بلدنا وشعبنا من كل الأوضاع الصعبة والمعقدة التي مر ويمر بها، ومن أجل إيصال اليمن إلى ضفة الانفراج وبر الأمان، وهذا يتطلب بذل جهود من الجميع ترقى إلى مستوى استحقاقات تجاوز الفترة الماضية بموروثاتها وتراكماتها بحلول ومعالجات صائبة تؤسس مداميك مستقبل بناء اليمن الجديد الذي ليس له من طريق آخر سوى التلاقي حول طاولة الحوار، وأي خيار آخر خارج هذا السياق سيكون مدمراً للوطن – أرضاً وإنساناً وهذا ما لن يقبل به أحد وسيتصدى له شعبنا وقواته المسلحة والأمن صوناً لهذا الوطن الغالي وحفاظاً على مكتسباته وتحولاته العظيمة المترجمة لأهداف الثورة ومبادئ مشروع التغيير".


وجدد المسئولان العسكريات العهد باسم منتسبي القوات المسلحة – قادة وضباط وصف وجنود –بأنهم " سيكونوا عند مستوى موجبات الفترة التاريخية التي يمر بها اليمن، واعين لدورهم في توفير الأجواء والمناخات الآمنة لإنجاح الحوار الوطني وضمان تحويل نتائجه ومخرجاته إلى واقع يجسد آمال وتطلعات التغيير وبناء الدولة المدنية العادلة القائمة على النظام والقانون والحكم الرشيد والمواطنة المتساوية بين كل اليمنيين الذين أنهكتهم الحروب والصراعات والأزمات، وكان أبناؤه الأبطال الميامين في القوات المسلحة والأمن هم الذين يدفعون الأثمان الباهظة لتلك الصراعات".


وأضافا في بريفيتهما المشتركة "أن نجاح الحوار الوطني، يتوقف عليه حاضر اليمن وغد أجياله وأن إجرائه في أجواء آمنة تعد مسؤولية جسيمة سوف نتحملها بكفاءة واقتدار ولن نتردد في التصدي لكل من يحاول تعكير هذا الاستحقاق العظيم بهدف عرقلة مسيرة التغيير الذي ينشده شعبنا وفقاً لمضامين التسوية السياسية للمبادرة الخليجية، وآلياتها التنفيذية المزَّمنة.. مجسدين حقيقة أننا جيش الشعب ورمز وحدته الوطنية التي لا مكان فيها للنزعات والنعرات المناطقية والقبلية والطائفية والمذهبية والحزبية الايديولوجية وكافة الولاءات الضيقة التي لم يعد حاضر اليمن ومستقبله قادراً على تحمل استمرارها وانعكاساتها وآثارها السلبية المدمرة.. بعد أن آن الأوان لوضع حدٍ نهائي لها لنتمكن من العبور باليمنيين إلى نظام سياسي يتوافقون عليه وعلى أساسه يشيدون وطناً موحداً آمناً ومستقراً لا ظالم فيه ولا مظلوم.. وطن يسود أبناءه الإخاء والمحبة والتسامح في ظل الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة.. والشكل الذي يراه الجميع للنظام السياسي القادم".


متابعات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.