أكد رئيس لجنة الحوار الوطني في اليمن الدكتور عبد الكريم الإرياني ولأول مرة ، أن في الشارع الجنوبي حركة قوية تريد استعادة الدولة وفك الارتباط ، لكنه قال أن ذلك لن يأتي إلا عن طريق الحوار ، مؤكدا أن ما تعرض له الجنوب بحاجة إلى معجزة للحل.
وقال الإرياني في مقابلة أجرتها معه قناة العربية وبثت مساء اليوم ، قال أن " هناك حركة قوية في الجنوب تريد استعادة الدولة وفك الارتباط ، ولكن الطريق الوحيد لهم لاستعادة الدولة هو أن يأتوا للحوار ويقنعوا المتحاورين ، أما أنها تأتي إليهم بطبق من ذهب أعتقد أن هذه الحالة ما حصلت في التاريخ".
وعلق مذيع العربية عادل اليافعي قائلا " هم يقولون أن الجنوب جاء بطبق من ذهب" يرد الإرياني "لا أعتقد أن التاريخ يسمح بالتفاصيل".
ويضيف الإرياني حول هذه الجزئية " لكن دعني أقول لك أنا كنت عضوا في وفد الشمال في 29 نوفمبر 1989 ما نزلنا به كان توحيد الخارجية والدفاع والمالية كنواة لاستكمال الوحدة اليمنية ، وهذا لا يستطيع أن ينكره الزملاء الذي تفاوضنا معهم ، ولكن اسأل الأخ علي سالم البيض لماذا تمت وحدة اندماجية ، فلا يلوموا الشمال لماذا دخل معهم بوحدة اندماجية وهم من اختار الوحدة الاندماجية ، قيادة الجنوب في ذلك الحين هي اختارت الوحدة الاندماجية".
وردا على سؤال للعربية عن الحلول المطروحة في مؤتمر الحوار لقضية الجنوب إن كانت ستذهب باتجاه الفدرالية أو استفتاء الشعب الجنوبي ، قال الإرياني "الخيارات كلها مطروحة والأساس في هذه الخيارات هو أن الصيغة الحالية لا بد أن نعترف أنها لم تعد صالحة للشمال ولم تعد صالحة للجنوب ، ولكن المهم هو أن تكون هناك دولة لا مركزية".
سيصبح الخيار – يضيف الإرياني - "هل دولة لا مركزية تعطي كل المناطق صلاحياتها الكاملة في كل ما يخصها أم ينفصلوا الناس اليوم ويتحاربوا غدا ، هذا الأمر متروك للمحاورين".
وحول الحالة التي أوصلت الجنوب إلى ما هو فيه اليوم أكد الإرياني أن " الجنوب بالذات عانى من الإهمال والتجاهل لوضع الناس لمظالمهم لشكاواهم ، هذا حقيقة أوجد حالة في الجنوب يمكن القول أنها بحاجة إلى معجزة حتى تتغير".
وفي سؤال للعربية إذا ما تواصل الإرياني مع الرئيس البيض ، أوضح الإرياني "اتصلت على مكتب البيض عندما كنت أرأس لجنة الاتصال من أجل الحوار الوطني ، ورد علي سكرتيره وأخبرني أن البيض سيرد عليك ، ولكنه رد علي عبر صفحات الصحافة ، ولم أسمع صوته حتى اليوم".
وحول رؤية بعض القيادات الجنوبية حول صيغة الحوار وخصوصا منهم حيدر أبو بكر العطاس قال الإرياني أن ما طرحناه في وثيقة الحوار ، ليس فقط للتجاوب مع ما سمعناه في القاهرة ولكن أيضا للتجاوب مع الرأي العام في المحافظات الجنوبية ، ونحن عندما ذهبنا القاهرة ذهبنا لندعوهم للحوار ، وأخبرناهم لسنا مخولين بالرد على النقاط التي طرحوها".
وهذه التصريحات حول قضية الجنوب هي الأولى للدكتور الإرياني، وهو سياسي شمالي بارز كان أحد أعمدة نظام علي عبد الله صالح في السابق وأحد مهندسي الحوار اليمني الجاري في صنعاء.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.