اشتدت المخاوف في محافظة عدن من انهيار العملية التعليمية نتيجة توقف الدراسة في المدارس بسبب العصيان المسلّح الذي أدّى إلى قيام بعض عناصر الحراك بإغلاق المدارس بالقوة، حيث يشهد يوما السبت والأربعاء من كل أسبوع قيام مسلّحين محسوبين على الحراك الجنوبي بفرض عصيان مدني يشمل المدارس، ومؤخراً زادت الجرعة لتشمل يوم الاثنين.
مدير عام مكتب التربية والتعليم سالم مغلس أفصح عن مخاوفه في أكثر من مرة جرّاء الإنهاك الشديد الذي تعانيه المسيرة التعليمية في مدارس المحافظة نتيجة غياب الوعي المجتمعي، كما قال لـ«الجمهورية»: إن التمادي في فرض العصيان وإغلاق المدارس ثلاثة أيام في الأسبوع منذ بداية النصف الثاني من العام الدراسي الحالي 2012 - 2013م، تسبّب حتى الآن بعدم تجاوز نصف المناهج الدراسية المقرّرة في الفصل الثاني في الوقت الذي لم يتبق إلا أيام قلائل على بدء الاختبارات النهائية، مضيفاً بأن العملية التعليمية في عدن تتعرّض لتدمير ممنهج منذ ثلاث سنوات، ما أدّى إلى ضعف مخرجات مراحل التعليم وتدني مستوى التحصيل العلمي والمعرفي وحتى الأخلاقي عند الطلاب، الأمر الذي زاد من إهمال الأطفال والشباب، وانعكس سلباً على سلوكياتهم العامة في البيت والمدرسة وفي الشارع، حتى وجد من يتعرّض للمارة من أصحاب السيارات إما بغرض استلام مبالغ مالية «عملية ابتزاز» أو بقطع الطرق والشوارع بوضع الأحجار والحواجز أو بإحراق الإطارات.
التقارير والإحصائيات تقول إن نحو «145 ألف طالب وطالبة» هم إجمالي قوام الطلاب في محافظة عدن يواجهون اليوم مخاطر الانفلات وغياب الوعي المجتمعي في إقحام مرافق التعليم في المماحكات السياسية، والاعتصامات التي ينظمها الحراك الجنوبي، لأن ضياع التعليم يعني ضياع الجيل القادم الذي يعوّل عليه قيادة المستقبل المتطور والمزدهر.
 واختتم حديثه متسائلاً: لماذا استهداف مدارس عدن بالذات دوناً عن المحافظات الأخرى؟!. 


حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.