تشهد محافظة تعز حالة من الغليان الشعبي ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح "اخوان اليمن " وشيوخ الحزب المنتمين إلى قبيلة حاشد بسبب الحملة التي يشنها الحزب ويقف ورائها القيادي في الإصلاح حميد الأحمر وتستهدف إسقاط شوقي احمد هائل.


وقالت مصادر لـ"الوطن" أن حميد الأحمر حاول الضغط على رئيس الجمهورية لتعيين فتحي توفيق عبد الرحيم "احد أصهار الأحمر" محافظا لتعز بديلا عن شوقي الذي يتعرض لهجوم من مختلف مؤسسات حزب الإصلاح منذ تولية مهامه قبل أكثر من عام .


واشتكى شوقي هائل في أخر حوار أجرته معه قناة يمن شباب الإصلاحية من وزراء الإصلاح الذين قال أنهم يعيقون عمله ويضعون العراقيل لإفشاله.


وكشف مصدر مقرب من شوقي لـ"الوطن" عن طلب تقدم به حميد الأحمر إلى شوقي هائل عبر وسيط ثالث عرض فيه على شوقي ترشيح احد قيادات الإصلاح بالمحافظة ليتم تعيينه مديرا لميناء المخا الأمر الذي رفضه شوقي لأنه قد اتفق مع وزير النقل على تعيين احد قادة الاشتراكي في تعز مديرا للميناء وهو ماتم فعلا.


وبعد تعيين محمد صبر مديرا لميناء المخا اشتعلت ثورة الإصلاح على شوقي هائل وتصعيد نهج الفوضي والتخريب والعبث بالمحافظة واقتحام المؤسسات الحكومية عبر مليشياته ووصلت إلى حد ممارسة مختلف الضغوط والاستفزازات على المحافظ من قبل رئيس حكومة الوفاق الانتقالية محمد باسندوة ووزراء حميد الأحمر الذين يديرهم كما يدير رئيس الحكومة.


وحصلت الوطن على معلومات خاصة تفيد برفض شوقي ووزير النقل واعد باذيب مشروعا تقدم به حميد الأحمر لاستثمار مساحة تقدر بـ2 كيلو متر تتبع ميناء المخا وذلك لتحويلها إلى خور سيجذب اسماك تباع بأسعار عالية في الأسواق الاوروبية وتقع المساحة بالقرب من سور ميناء المخا .


وكان رئيس هيئة حزب الإصلاح العليا محمد اليدومي قد دشن قبل يومين حملة الاخوان على القيادات المناوئة لتوجهات الحزب حيث دعا الى التجهز لإسقاط الفاسدين في إشارة إلى القيادات التي ترفض هيمنة الإصلاح ومساعيه الحثيثة لإخونة اليمن.


من جهتها دعت توكل كرمان عضو مجلس شورى الإصلاح إلى ثورة ضد كل قيادات النظام السابق حسب تسميتها وهي ذات الدعوة التي رفعها اليدومي.


ووصلت حملة حزب الإصلاح إلى استهداف مجموعة هائل سعيد التجارية للضغط على شوقي هائل للإستقالة.


وقال مسئول محلي بتعز لـ"الوطن" أن المجموعة استدعت شوقي إلى لندن وتم عقد اجتماع طالبت فيه شوقي بالاستقالة غير انه رفض بشده وأكد انه سيبقى محافظا من اجل اتمام المهمة التي بدأها.


وأعتبر مراقبون المعركة الدائرة بتعز معركة كسر العظم بين شوقي وحميد الأحمر حيث يجيش الأحمر الإعلام الاخواني وخطباء المساجد في حين يقف خلف شوقي قطاع واسع من القوى اليسارية والمدنية الذين استفزتهم حملة الإصلاح .


*يدينون توحش شركائهم في المشترك "الاخوان"


وأصدر الحزب الاشتراكي اليمني بتعز عبر قطاعه الشبابي والطلابي بيانا شديد اللهجة هاجم فيه الإصلاح وأعلن مساندته للمحافظ وجهوده في إحداث تحول تنموي بالمحافظة.


وقال الاشتراكي في بيانه الذي بدأه بإستهلال هجومي شديد على الاصلاح بصورة ضمنية " في حالة توحش مسعورة وغير مسؤولة تُقْدِم جهات معينة ومعروفة على عرقلة حياة المواطنين وافتعال المشاكل بطرق مختلفة بغية الحصول على مكاسب إضافية هي حق أصيل لكل مواطن وليست حكراً على طرف معين أو أطراف تحاول اختزال البلد فيها وعبر طرق دنيئة وتفصح عن نزعة استحواذية غير وطنية".


واعتبر الاشتراكي في بيانه أن ما يحصل في المحافظة من انفلات أمني وانتشار للعصابات المسلحة وأعمال الفوضى وتعطيل المصالح العامة وقطع الشوارع وإغلاق المدارس وإغلاق المكاتب التنفيذية وتكدس القمامة في الشوارع هو عمل منظم و ممنهج من قبل قوى معروفة لا يهمها بناء الدولة بطرق حديثة أو إتمام عملية التغيير وتحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وكل همها هو كيف تستحوذ على أكبر قدر من المناصب الحكومية بطرق غير مشروعة تعكس حالة إفلاس وطني وأخلاقي غير مسبوق .


وأدان الحزب الاشتراكي هذه الأفعال التي تعبر عن ضيق الأفق وضبابية الرؤية وانعدام البعد الأخلاقي والوطني في التعامل مع القضايا التي تهم المحافظة , خصوصاً وأن الصراعات التي تفتعلها هذه القوى السياسية الانتهازية الموجهة التي لا تعرف سوى لغة السلاح والمصالح هي صراعات تستهدف ضرب المدنية في تعز وتحويلها إلى ساحة عنف لتصفية الحسابات السياسية الضيقة على حساب امن واستقرار المواطنين.


وأعلن الاشتراكيون رفضهم القاطع لعملية إغلاق مكتب التربية بهدف عرقلة سير العملية التعليمية واقتحامه من قبل الجماعات المسلحة التابعة لجهات لا يروقها امن واستقرار المحافظة في سابقة خطيرة .


وطالب الاشتراكي بمحاسبة المتسببين والجهات التي تقف خلفهم وحمل الجهات الأمنية مسئولية ما يحدث للمهمشين وطالب بسرعة إلقاء القبض على الجناة تجنباً لاستغلالها من قبل الجهات التي أصبحت توظف أي حدث لمصالحها.


واكد الاشتراكي دعمه لمبدأ المفاضلة التي اعتمدها محافظ المحافظة والمنطلق من قناعات بضرورة المساواة في تكافؤ الفرص والتي تتيح للجميع مساحة متساوية ومتكافئة تخضع المكاتب التنفيذية للكفاءات والتي تهدف إلى إلغاء المركزية السياسية والحد من سلطة ومزاجية القوى السياسية وإتاحة فرص متساوية أمام أبناء المحافظة كما نطالب من المحافظ سرعة إتمامها.


وأدان الاشتراكي التعسف الحاصل من قبل بعض الوزراء وتجاوزاتهم لدور السلطة المحلية في تعز ومحاولة تكريس أقبح صور المركزية في إشارة إلى وزراء الإصلاح .
وأكد بيان الحزب الاشتراكي موقفهم الثابت والداعم لمحافظ المحافظة في إكمال عملية التنمية كما وأستنكر الحملات الشعواء التي تستهدفُه بدون مبررات واقعية وذات دوافع وأبعاد سياسية وحزبية بحتة وهي في واقع الأمر لا تعبر عن كافة القوى السياسية في المحافظة بقدر ما تعبر عن الجهة التي تتبنى مثل هذه الحملات من القوى الانتهازية .


ومن جهته هاجم التنظيم الناصري حزب الإصلاح عبر بيان مماثل لقطاع الشباب والطلاب في تعز وأدان الانفلات الأمني وأعمال الفوضى وتعطيل الحياة العامة في تعز وطالبوا الجهات الامنية بتحمل مسئوليتها بالقبض على تلك العصابات ومن يحرضها.


وأستنكر التنظيم الناصري في انتشار العصابات المسلحة وأعمال الفوضى وتعطيل المصالح العامة وقطع الشوارع وإغلاق المدارس وغيرها من الأعمال غير المسئولة والتي تسعى تلك القوى إلى إشعال المناطقية غير مبالية بتحقيق أهداف الثورة السامية حيث أن همها الوحيد هو استحواذ على المراكز والمناصب بشكل يفتقر إلى القيم والمبادئ الثورية.


طالب البيان الجهات الأمنية بتحمل مسئوليتها الوطنية اتجاه هذه المحافظة الذي ضحت وقدمت الكثير من الشهداء من أجل عزة وكرامة الوطن والقضاء على مراكز القوى التي تعيث به نعباً وفساداً بايقاف تلك الممارسات التي تهدف إلى إعاقة الحركة الثورية بالمحافظة من خلال القبض على الجناة والمخربين ومحاسبتهم والجهات الداعمة لهم وليس البقاء كمتفرج كأن الأمر لا يعنيها.


وأدان التنظيم الناصري الاعتداءات الحاصلة على قيادات بارزة في المحافظة،وأكد أن تلك الممارسات إنما هي بلطجة لا يمكن السكوت عنها مهما كانت الأسباب أو المبررات.


ودعا التنظيم قيادة المحافظة إلى مواصلة عملها من أجل تطبيق مبدأ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص في الحصول على التعينات والوظائف في المحافظة بعيداً عن المزاجية والتنافس الحزبي الضيق.


وأعلن الناصريون تأييدهم الكلي لمحافظ المحافظة وحثوه على الاستمرار في مواصلة عملية التنمية والبناء وذلك لتجاوز المعوقات والمعضلات التي لا تخدم مصلحة الوطن العليا.


*حملة الاخوان تستفز ابناء الحالمة


وفي ذات السياق ذكرت مصادر متعدد هان الرئيس عبد ربه منصور هادي ابلغ محافظ تعز دعمه الكامل لتوجهاته الرامية إلى إحداث تنمية حقيقية في المحافظة رافضا مناقشة أي حديث عن طلب المجموعة استقالة شوقي.


ويطالب حزب الإصلاح من شوقي بإقالة كل مدراء عموم المحافظة وتعيين قيادات حزب الإصلاح في نصف هذه المناصب واقتسام النصف الأخر بين القوى الأخرى بنظر المحافظ الأمر الذي رفضه شوقي وأصر على أتباع إلية المفاضلة بين الكفاءات والتي أسفرت حتى ألان عن تعيين 4 مدراء عموم بينهم احد قيادات الإصلاح فاز بمنصب مدير مكتب التربية والتعليم.


وأستفزت الحملة التي تمادت إلى أن مست مجموعة هائل سعيد التجارية أبناء محافظة تعز الذين سيخرجون اليوم في تظاهرة حاشدة دعما للمحافظ شوقي احمد هائل المتواجد حاليا في لندن .


وسيشارك في المظاهرة القوى السياسية اليسارية بإستثناء حزب المؤتمر الشعبي العام الذي لم يعلن موقفا من التظاهرة بعد أن كان قاطع التظاهرة السابقة التي شهدتها تعز قبل 5 أشهر وكانت لدعم المحافظ ضد عبث مليشيات الإصلاح بالأمن في المحافظة.


حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.