عاد رجل الدين عبدالمجيد الزنداني، إلى واجهة الأحداث مجدداً، من خلال رسالة وجهها إلى أنصاره، بعد أيام من إقصائه من مؤتمر الحوار الوطني، واتهامه له بأنه لا يحكم الشريعة الإسلامية.
وحملت كلمة الزنداني عدة رسائل، قال فيها إن هناك جهوداً مشبوهة لإقصاء الشريعة الإسلامية، وحملت رسائل الزنداني في ما يشبه التحذير لمؤسسة الرئاسة من خلال ما سماه رفضه لـ"استبداد الحاكم"، كما دعا الشباب لعدم مغادرة الساحات.
وقال الزنداني في رسالة عنونها بـ"نداء للشعب اليمني المسلم"، ونشرتها صحيفة "صوت الإيمان" التابعة لجامعة الإيمان التي يديرها الزنداني نفسه؛ قال: "لا تهجروا عرينكم، وحافظوا عليه رمزا لاجتماعكم مع شعبكم ولو بأداء شعائر صلاة الجمعة كل أسبوع على الأقل حتى تطمئن نفوسنا جميعا لإصلاح أوضاع البلاد".
وتحدث الزنداني عما سماها "جهوداً مشبوهة لإقصاء الشريعة"، وأضاف: "هناك من يريد أن يزيح الشريعة من بلادنا، وأن ينافسها بغيرها، واللهُ بيّن لنا أن شرعه وحكمه دين وعبادة (...) لأن الله هو الذي يملكنا ويملك حياتنا ووجودنا وأرضنا وسماءنا ودنيانا وآخرتنا".
وتابع: "من رفض أن يخضع لشرع الله فهو يخضع لشرع عباد طغوا وتجاوزوا حدهم، وجعلوا أنفسهم أندادا لله، وبهذا يكون قد اتخذ إلهاً غير الله واتخذ معبوداً".
وخاطب الزنداني الشعب بـ"قولوا لهؤلاء الذين يريدون إقصاء الشريعة الإسلامية أو إدخال غيرها بجوارها وتقييدها باسم الاتفاقيات الدولية أو باسم المواثيق الدولية أو باسم اتفاقيات حقوق الإنسان بنسختها الغربية لا بنسختها الإسلامية، أو أي شيء من الأشياء، قولوا لهم: لا يملك أحد أن يصادر حريتنا وكرامتنا، وأن يفرض علينا بالقوة أو بالخداع أن نبدل ديننا أو نغير هذا الدين".
واتهم الزنداني جهات لم يسمها بتقسيم البلاد، وقال: "هم يخططون لتقسيم بلادنا، مع أننا ورثنا أرضاً وبلاداً وكياناً سياسياً واحداً ضمن دولة الإسلام، ومنذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم واليمن وبلاد العرب بل وبلاد المسلمين دولة واحدة وكيان واحد إلى أن جاء الاستعمار".
 
وتساءل الزنداني: "لماذا يريدون تقسيمنا؟"، ومن ثم أجاب: "لكي نكون ضعافاً، فإذا كنا ضعافاً استطاعوا أن يستولوا على الثروات التي في بلادنا، وأن ينصبوا علينا حكاماً يقومون بخدمتهم وينوبون عن الاستعمار في إذلالنا، كما رأينا ذلك من حكامنا طوال العقود الماضية خلال 50 سنة ونحن نُحْكَم عن طريق الاستعمار بالوكالة عن طريق حكام ينصبونهم لنا".
وهاجم الزنداني مصطلح "الجندر"، وقال إنه "الجنس الثالث الذي يتساوى فيه الرجال والنساء في كل شيء، والذي يصلح فيه أن يكون الرجل امرأة والمرأة رجلاً، هذه هي حقيقة النوع الاجتماعي الجندر".
واعتبر رجل الدين الزنداني "أن دعاة الجندر النوع الاجتماعي بلغ بهم المسخ إلى التباهي بإباحة الشذوذ فتمكنوا في فرنسا من استصدار قانون يبيح الزواج المثلي، أي أن الرجل يحق له أن يتزوج الرجل والمرأة يحق لها أن تتزوج المرأة. أي انحطاط هذا"، حد قوله.
وتحدث الزنداني في سياق كلامه عن "النتائج المدمرة للشذوذ الجنسي"، وأشار إلى أنهم "يريدون أن يضعوا قوانين لهذا، فأجب عليهم أيها الشعب أنك شعب يمني مسلم عزيز كريم تؤمن بالأسرة وبحمايتها".
وحول ما دعاه "استبداد الحاكم"، وتحت فقرة سماها "نرفض استبداد الحاكم"، قال الزنداني: "إن استبداد الحاكم مرفوض عندنا، فلا عون لظالم من حاكم أو محكوم أو غيره لا نقبله ولا نقبل علاقة بين حاكم أو محكوم".
واستهجن الزنداني إطلاق "مصطلح رجال الدين وعلماء الدين" عليهم، وقال: "إن المتأثرين بالثقافة الغربية يطلقون على العلماء مصطلح "رجال الدين". وعلماء المسلمين يرفضون هذا المصطلح أن يكون خاصاً بالعلماء".


متابعات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.