أشارت صحيفة "جارديان" البريطانية إلي المظاهرات التى تشهدها تركيا لليوم الثانى على التوالى بسبب قرار الحكومة بإزالة حديقة "تقسم"، معتبرةً هذه المظاهرات إنذار ضد الشكاوى والمظالم المتراكمة التى ارتكبتها حكومة رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان".


ولفتت الصحيفة إلى أن سياسة حزب "العدالة والتنمية" التركى المعتمدة على عمليات الخصخصة والتى أدت إلى عدم المساواة التى رافقتها عمليات قمع واسعة، ولاسيما بعد أن أعلن الحزب فى إبريل الماضى أن الليبراليين الذين ساندوه على مدار الـ10 سنوات الماضية لن يدعموه بعد الآن، مما اعتبر هذا إشارة على ازدياد وتيرة القمع.
ومضت الصحيفة قائلةً: "إن حزب العدالة والتنمية قام تدريجيًا بتعزيز جهوده ونفوذه داخل جهاز الإعلام وأصبح لا يحتاج إلى مؤيديه من الليبراليين، ثم انتقل إلى القيادة العسكرية فى تركيا والتى اضطرت فيما بعد إلى قبول الإسلاميين بعد أن تعرض إلى خسائر كبيرة فى قوتها النسبية مقارنة بأجهزة أخرى مثل القضاء والشرطة".
وأضافت: "فى الوقت الذى تراجعت فيه القوة العسكرية التركية وتوقع الكثيرين أن تكون مكسبًا للديمقراطية، قامت السلطة التركية بحبس الصحفيين بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم".
وتابعت الصحيفة قائلةً: "تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية شهدت نوعًا من الاستقلالية بعيدًا عن أنصارها التقليديين فى البيت الأبيض وتل أبيب، وإيران وحزب الله حتى وقت قريب – قبيل الأزمة السورية – وهذا يفسر الحالة الهستيرية التى عليها الإدارة التركية الآن بأنها "العثمانية الجديدة" للتأكيد على قوة تركيا.
وقالت الصحيفة: "لتعزيز هذه القوة، تقوم الحكومة التركية بهذه الممارسات العدائية بعد أن قمعت الحركة العمالية واليسار ولم تعد فى حاجة إلى الليبراليين، وهجماتها على الحقوق الإنجابية للمرأة، وفرض مناطق خالية من الكحول".
وختامًا ذكرت الصحيفة: "إن تصوير الصراع الدائر الآن فى تركيا على أنه بسبب حديقة صغيرة خطأ، لأنه مجرد بداية لربيع تركيا المحتمل".


 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.