أكدت مصادر محلية ونفطية أن أنبوب النفط الرئيسي الممتد من محافظة مأرب إلى ميناء التصدير برأس عيسى في محافظة الحديدة على البحر الأحمر غرب اليمن تعرض لتفجير هو الثاني في غضون 24 ساعة وفي اطار تصاعد الهجمات الشرسة ضد البنى التحتية.


وقالت المصادر انه وبعد ساعات من تمكن فريق فني بحماية عسكرية من إصلاح أنبوب النفط الذي تعرض لتفجير يوم أمس الخميس بمديرية صرواح بمحافظة مأرب شمال شرقي البلاد وتسبب بوقف ضخ النفط واندلاع حرائق كبيرة، نفذ مسلحون من قبيلة "العبده" التابعة لذات المديرية تفجير جديد للأنبوب مساء الجمعة في منطقة عقر حباب.


يأتي ذلك فيما أعيد مساء الجمعة التيار الكهربائي بعد ظلام دام 5 ايام بعموم اليمن نتيجة تخريب جديد لخطوط نقل الطاقة من محطة مأرب الغازية المغذي الرئيسي للشبكة الوطنية.


وقالت مصادر محلية أن مفاوضات مع مخربي الكهرباء قامت بها السلطات معززة بحملة عسكرية ، توصلت إلى تسوية غير معلنة المطالب المحققة للمخربين للسماح لفرق الكهرباء من إصلاح خطوط نقل الطاقة ، لكن المؤكد أن المخربين المعلمين والمعلنين من السلطات الحكومية بالاسم مع كل عمل تخريبي لا يزالون طلقاء.


ويعاني اليمنيون عقابا جماعيا منذ اكثر من عامين نتيجة استمرار أعمال تخريب الذي انتهجته الجماعات القبلية المسلحة والمتطرفة ضد أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في محافظة مأرب ومنطقة نهم القريبة من العاصمة صنعاء..وساهم تعاطي الحكومة الانتقالية مع مطالب المخربين لجهة إطلاق سجناء والحصول على تعويضات وهبات وفديات مالية وتحقيق مكاسب سياسية لصالح مراكز قوى نافذة، فضلا عن الاستجابة بعملية تجنيد للعشرات من المليشيا المتطرفة في الجيش ،وعدم ردع وضبط المخربين، ساهم في تنامي تلك الاعمال.


وحطمت عمليات الاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط أرقاما قياسية منذ عامين ونصف واخذت بعدا من هجمات شرسة مؤخرا مع قرب مؤتمر الحوار الوطني من بلوغ نهايته الممتدة حتى مطلع العام المقبل، وتنشر السلطات مع كل اعتداء تخريبي اسماء منفذيها في بيانات رسمية.


ويتكبد اليمن، المهدد بالإفلاس بسبب أزمته الراهنة، خسائر اقتصادية تُقدر بنحو 12 مليون دولار يوميا نتيجة توقف ضخ النفط الخام من منشأة صافر التي تنتج في اليوم الواحد 110 آلاف برميل من نحو 260 ألف برميل ينتجها هذا البلد عندما تكون جميع الحقول قيد التشغيل..فيما تتصاعد معاناة اليمنيين نتيجة تلك الاعتداءات المستهدفة لإمدادات الكهرباء، وتتفاقم الأوضاع لدى السكان في عموم البلاد والمناطق الحارة والساحلية بشكل خاص.


وكان تقرير المبعوث الاممي جمال بن عمر المقدم في جلسة مجلس الأمن يوم الأربعاء الماضي تحدث عن هذا المحور الذي يزيد الوضع الإنساني في اليمن سوء على سوء، مشيرا إلى أن هناك من يريد تقويض العملية السياسية في البلاد من خلال استهداف أبراج الكهرباء و أنابيب النفط، و أن العائلات اليمنية تعيش في الظلام وسط حر شديد، وأن صبر الناس بدء ينفذ ، لافتا إلى أن من يقومون بتلك الأعمال معروفون بإعلانات لدى السلطات لكنهم طلقاء ولا يزالون فالتون من العقاب الذي يطالب به الشعب اليمني بحق اولئك المسئولين عن هذه الجرائم.


حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.