دعا وزير الدفاع المصري الفريق أول، عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد 23 يونيو/حزيران إلى توافق وطني لإنهاء حالة الانقسام في البلاد. وأكد أن المسؤولية الوطنية للقوات المسلحة "تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر إلى نفق مظلم من الصراع والاقتتال الداخلي".

وقال خلال الندوة التثقيفية الخامسة التي عقدتها القوات المسلحة "هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع واستمرارها خطر على الدولة المصرية، ولا بد من التوافق بين الجميع، ويخطئ من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه".

وقال إن القوات المسلحة على وعي كامل بكل ما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل، لأنها تعمل بتجرد وحياد كامل وولاء رجالها لمصر.

وأكد السيسي أن القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية منذ توليها المسؤولية، أصرت على أن تبتعد عن الشأن السياسي، وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها.

علاقة الجيش والشعب "أزلية"

وتحدث السيسي عن علاقة الجيش والشعب قائلاً "علاقة الجيش والشعب "أزلية" وجزء من أدبيات وأخلاق القوات المسلحة تجاه شعب مصر، ويخطئ من يعتقد بأنه يستطيع الالتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها، وإرادة الشعب المصري هي التي تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسؤولون مسؤولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدي على إرادة الشعب".

وقال السيسي "القوات المسلحة تدعو الجميع دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتواصل ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا أسبوع يمكن أن يتحقق فيه الكثير، وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن ومن أجل حاضره ومستقبله".

أقوى التصريحات والرسائل

 من جانبه، قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجي لـ"العربية.نت": "إن تصريحات الفريق السيسي تعد بالفعل من أقوى التصريحات والرسائل التي يوجهها لجميع الأطراف، السلطة والمعارضة، وهو يدعو للتوافق بين الجميع ويوجه تحذيره من خطر الانزلاق".

ونبه اليزل إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ذكر لأول مرة أن القوات المسلحة على دراية تامة بالشأن الداخلي، وأنها لن تظل صامتة أمام انزلاق البلاد في صراع تصعب السيطرة عليه، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على مكانة القوات المسلحة التى يقدرها العالم كله.

وأكد اليزل "أن الجيش في 30 يونيو لن يتدخل إلا في ثلاث حالات، أولها تعرض الممتلكات العامة والخاصة للنهب أو الاعتداءات، وثانياً إذا سقطت أرواح المصريين في المظاهرات وسالت دماؤهم، وثالثاً إذا لاحظ خروج السلاح بين المتظاهرين، سواء المؤيد للرئيس أو المعارض".

رسالة واضحة وهي التوافق

وقال نجاد البرعي، الناشط الحقوقي في تغريدة له "إن رسالة الجيش واضحة وهي التوافق، وسيضغط على الطرفين إن استطاع لهذا الغرض، وربما تسمعوا أنباء جيدة خلال يومين".

وأضاف البرعي "إن مصر لن تحل مشكلها إلا عبر التوافق، وهذا يقتضي من الإخوان أن يتعاونوا مع الجميع".

وبدوره، قال مصطفى بكري، عضو مجلس الشعب السابق: "علمت أن اجتماعاً سوف يجري بعد قليل للرئيس مرسي مع عدد من مستشاريه لدراسة البيان الذي أعلنه وزير الدفاع".

وأضاف في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الاعتقاد المرجح أن الجماعة لن توافق على تقديم أية تنازلات ترضي الشارع المصري".

وتابع "لا تنازل أقل من إبعاد مرسي وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة".

واعتبر الدكتور عبدالرحيم علي، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات أن رسالة السيسي واضحة للجميع، وهي تدخل الجيش في الوقت المناسب. وقال عبر حسابه على "فيسبوك" إن السيسي أبلغ القوى السياسية والرئيس بأنه في حال عدم التوصل إلى توافق خلال أسبوع ستقوم القوات المسلحة بالتدخل في المشهد السياسي بشكل مباشر.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.