قال السياسي والأكاديمي اليمني الدكتور محمد عبدالملك المتوكل "إن الفيدرالية بدون دولة ولا ديمقراطية لا قيمة لها وهي مدعاة للفوضى". ونصح المتوكل الرئيس هادي أن يحرص على أن "يتركز الحوار حول أسس بناء الدولة, ابتداءً من القوات المسلحة إلى القضاء إلى الدستور إلى الانتخابات" وأضاف "ما يتم مناقشته الآن هو ظواهر لحكم غير رشيد، فلا تتعب نفسك."
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء في حوار مع صحيفة "المنتصف" الأسبوعية, إن الرئيس هادي معزول عن المثقفين والقوى الحية ولقاءاته محصورة في نطاق ضيق. ووجه المتوكل كلامه للرئيس عبدربه منصور: "لا تعزل نفسك عن القوى الحضارية والمثقفة، فالعمل الذي تقوم به هو عمل حضاري ولا يمكن أن يتم إلا بأيد حضارية ولا تظل لقاءاتك محصورة بين العسكر والمشائخ وقوى حزبية متناحرة وطائفية."
وأشار الدكتور المتوكل القيادي السابق في تكتل أحزاب اللقاء المشترك إن "أحزاب المشترك تتصارع على الوظيفة العامة ووصل بها الحال إلى أن كل طرف ينهب حصة الآخر".
وأكد أن البلد والمرحلة والعملية السياسية بحاجة إلى المؤتمر الشعبي العام كضمانة للتوازن. وقال: "يعجبني المؤتمر الشعبي العام أنه غير إيديولوجي، فالإيديولوجية قد تتحول إلى حقد لا تقبل الاختلاف في الرأي وتتعامل كحاقد، أو مارق إذا اختلفت معها في الرأي". مضيفاً: " سألت رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح لصالح: لماذا لا يقدّم المؤتمر مشروع الدولة المدنية الديمقراطية العادلة؟".
وقال المتوكل للمنتصف: لو تحرك المؤتمر تحركاً صحيحاً من منطلق مشروع الدولة المدنية الديمقراطية العادلة فسيحدث توازناً.. فوجود الإصلاح والناصري والاشتراكي لوحدهم فقط سيقودهم إلى القتال فيما بينهم، ففي قيادات من هذه الأحزاب تبحث عمن هو العسكري أو القائد الذي يمكن أن تتوظف معه للأسف الشديد."
واستطرد: "أملي في المؤتمر الشعبي العام  عند دخول الانتخابات أنه سيعمل على إحداث توازن في القوى.. وهذا سيتيح للجيل الجديد والأحزاب الجديدة فرصاً للوصول إلى الحكم خلال أربع سنوات."
وحول تقييمه لأداء حزب التجمع اليمني للإصلاح في هذه المرحلة, قال المتوكل: اتصلت بأمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي وقلت له: أنتم تعملون بطريقة تُكرِّه الناس بحزب الإصلاح.. وإذا كنتم تعتقدون بأنكم ستحكمون بمفردكم فأنتم مخطئون."
مؤكداً أن "الإسلاميين فشلوا في اندونيسيا والسودان ومصر وتركيا، وسيفشلون في اليمن."
وعلى صلة بالشأن السياسي والتدافع الحزبي الراهن قال الدكتور المتوكل: "ما أخشاه الآن هو أن بعض قيادات الأحزاب قد وصلت إلى مرحلة الإرهاق أو ما يسمى بالخيول المنهكة، وبالتالي تبحث عن شغل مع عسكري أو شيخ.. أتذكر أن حملة في الفيسبوك تبنت ترشيح الدكتور ياسين للرئاسة، كانوا سيقتلونه، والمسألة لا تزال في الفيسبوك، وقلت حينها أنا أنصح الدكتور ياسين أن ينزل إلى تعز وعدن حيث سيجد من يسمعه."
وفي معرض حديثه للصحيفة حول جماعة الحوثيين (أنصار الله) أكد المتوكل: " أنا لست مقتنعاً بقضية اللعنة على اليهود، لا أحد يلعن ديناً."  لافتا إلى اقتراحه عليهم بأن يعملوا مؤسسة دينية للتدريس ولا داعي أن تتدخل في السياسة, وان يعملوا حزباً سياسياً. واضاف "ومؤخراً قالوا لي بأن أنصار الله حزبهم السياسي، وأنهم سيعملون مؤسسة دينية."
وحول شعار "الموت لأمريكا" قال المتوكل: "أنا سألت الأمريكيين وقلت لهم: ما رأيكم في موقف الحوثيين منكم فقالوا: الحوثيون ليسوا إرهابيين، الحوثيون يبحثون عن شعبية، وسبقت محاولات أن نصنفهم كإرهابيين لكننا رفضنا".
الدكتور المتوكل وفي رده على سؤال حول الأوضاع في تعز وما شهدته من جدل واسع وتحركات مناوئة لمحافظها شوقي أحمد هائل من قبل بعض الأطراف السياسية, قال: "أنا بصراحة ومنذ البداية مع شوقي وظللت على تواصل معه لأنه شاب نجح في العمل الخاص وليس بحاجة للسرقة وجمع الأموال وهو من أبناء تعز، مع أن بعض الإخوة قالوا لي بأنه أخطأ في بعض التعيينات، لكنه يظل الأفضل وأنا معه."


المنتصف

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.