بدأ مؤيدو الرئيس المصري محمد مرسي في الاحتشاد في مناطق عدة بالقاهرة والمحافظات المصرية في مظاهرات تخللها دعوات للجهاد ضد المعارضين الذين يطالبون برحيل الرئيس.
وتجمع مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر (شرقي القاهرة)، وسط توقعات بتوافد المزيد.
وقال خالد فتحي، 29 سنة، ويعمل في أعمال حرة : "لو انتهت مهلة الـ 48 ساعة التي أمهلها الجيش لمرسي ولم يتراجع السيسي عن موقفه هذا فعليه أن يجهز نفسه لمشروع سوريا".
وتغرق مصر في أزمة سياسية ارتفعت وتيرتها مع اندلاع احتجاجات شعبية عارمة قبل يومين في القاهرة والمحافظات من معارضي مرسي والإخوان، مطالبين برحيله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في حين يرى مؤيدوه أنه يتمتع بـ"شرعية الصندوق".
ودفعت الأزمة الجيش إلى إصدار بيان شديد اللهجة الاثنين، تلاه وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، أعطى مهلة "للجميع" قدرها 48 ساعة (تنتهي الأربعاء) من أجل التوصل إلى حل للأزمة وتحقيق مطالب الشعب.
ورفض الرئيس مرسي بيان الجيش. واعتبرت أن بعض العبارات التي وردت في بيان الجيش المصري "تحمل من الدلالات ما يمكن أن يسبب إرباكا للمشهد الوطني"..
ويرى فتحي أنه يجب ردع السيسي "بسبب كلامه هذا لأنه بذلك جعل من نفسه جهة موازية للرئيس".
وأمام جامعة القاهرة، أقام المنظمون منصة علقت على جانبيها لافتتين على كل منها صورة مرسي وكتب على أحداها بالعامية "معاك يا مرسي.. وزي ما ترسي"، وعلى الأخرى "إلى الانقلابيين دماؤنا ستطاردكم. وبحق كل قطرة سالت من دمائنا، سندفعكم ثمنا باهظا".
وقال الخطيب الذي اعتلى المنصة "هل تخذلون أخاكم المسلم محمد مرسي؟ " فيرد المتواجدون بقوة "لا".
ويتابع "إيماننا بالله يفرض علينا الجهاد والمجاهدة. نحن الذين بايعنا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا.. نبايع عبده على الجهاد اليوم".
وصاح في مكبر الصوت: "نقول لأعداء الشريعة الدين ظهروا على حقيقتهم والذي قال أحدهم إن الدولة ليس لها دين.. نقول لهؤلاء العلمانيين والشيوعيين والليبراليين.. لن تنالوا خيرا من الدنيا ولا الآخرة".
وقال الإمام عن حركة تمرد "هؤلاء متمردون على الله ونحن نريد إعلانها إمارة إسلامية".
ثم بدأ في الدعاء قائلا" "اللهم انصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين، صب عليهم عذابك، مزق جمعهم، شتت شملهم واجعل دائرة السوء عليهم" بينما يردد المتواجدون وراءه "أمين" بعد كل دعاء.
ورأى أحد المشاركين ويدعى منصور فهمي أنه "لو كان عليه الاختيار بين أن يرحل مرسي وأن تفنى مصر.. ولا يعد لها وجود لاختار أن تفنى مصر لأن رحيل مرسي هزيمة الإسلام".
وأقام المنظمون عدد من الخيام ومظلات الوقاية من الشمس بموازاة جزء من سور الجامعة ومن سور الحديقة المقابلة.
وقالوا للنساء المتواجدات أن يلتزمن بالوقوف في المكان المخصص لهن خلف المنصة وألا يختلطن بالرجال.
وقالت ابتسام فوزي، موظفة في مستشفى عام، إن "بيان الجيش انقلاب وهذه هي طبيعة الجيش حيث أننا قمنا بنحو خمس ثورات وفي كل مرة يأتي الجيش ويلتف عليها".
وأضافت أن "الانقلابات من عقيدة الجيش وبالطبع لا يمكن له (أي السيسي) أن يقبل أن يؤدي التحية العسكرية لرئيس مدني."
وأقامت الجماعات الإسلامية ببورسعيد مظاهرة حاشدة أمام مسجد التوحيد ضمت العديد من الإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية، وذلك بناء على دعوة من القيادي الإخواني محمد البلتاجى.
وفي الأسكندرية، اعلنت جماعة الإخوان "النفير العام"، داعية كل أنصارها بالنزول في الشوارع للتظاهر.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.