يتصدر مرض السل  الأوبئة التي تنتشر في اليمن، إذ يهدد بانتشاره تقويض الصحة العامة للمجتمع على الرغم من أن الدولة تقول أنها تحقق تقدما في مكافحته بشكل متواصل، غير أن التقديرات التي تقول أن الوضع الوبائي للسل في اليمن  وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية بأن هناك 25 حالة سل رئوي من بين 100 ألف نسمة من سكان اليمن يثير مخاوف عن مدى قدرة الحكومة ممثله بوزارة الصحة مكافحة مرض السل.


فمعدل الحدوث السنوي الكلي لجميع أشكال السل يعني 60 حالة سل جديدة لكل 100 ألف نسمة من السكان، كما أن معدل انتشار السل في اليمن يقدر بحوالي 78 حالة لكل 100 ألف نسمة من السكان لكل أشكال السل ومعدل وفيات السل تقدر بتسع حالات وفاة من كل 100ألف نسمة من السكان.


بهذه الأرقام المخيفة يجتاح مرض السل أوساط المجتمع، فإن حالة مركز مكافحة مرض السل لا يقوم بالمهمة التي خصص من أجلها، بل بات عائق للحد من انتشار المرض، وحتى الحفاظ على موظفيه.
إذ يقول عبده الشوكاني وهو محاسب في مركز مكافحة السل "أن المركز لا يمثل أي صحة وعدم وجود الخدمات ويضيف أن موظفي المركز مهضومين من الناحية المادية وأن الدعم الخاص بالمركز من قبل الصندوق العالمي يستفيد منه أفراد في المركز في الإدارة العليا للمركز".



شكوى موظفي هو الخوف من غياب التأمين الصحي للعاملين في المركز فالدكتور شمسان أحد الموظفين يقول " أن الموظفين يعانون من أشياء لا يتوقعه العقل،  فالمكافآت للموظفين لا توجد والعدوى منتشرة في المركز والنظافة معدومة". ويعتبر شمسان "أن موظفي المركز لا يوجد لديهم أي ضمانات لصحتهم  وأن الدعم الخارجي من الصندوق العالمي ولكن المستفيد منه أشخاص محدودين".



وأما إدراة المركز فهي حسب شمسان "مهملة وغير مقدرة لظرف العمل وذلك من خلال عدم وجود مكتب لقطع الورق، وافتقار للإمكانيات لدى الفنيين في المختبرات.
من جانب الدكتور حمود الوهيب مدير مركز لمكافحة السل يعتبر أن إمكانيات المركز محدودة وحسب قوله " على الرغم من وجود دعم خارجي للمركز لكننا كمسئولين في المركز تقوم بالعداد لخطط لتطوير المركز وتقدمها إلى الإدارة العليا لكننا لا نتلقى أي رد فعل من قبل الجهات المعنية".
وفيما يتعلق بنظافة المركز يرد حمود بقوله "أنه تم التعامل مع شركة تنظيف لكن الدعم المادي لا يسمح في صرف  مستحقات الشركة المختصة".



غير أن محمد القباطي أحد العاملين في المختبرات لدى المركز في ظل تزايد مخاوف العاملين في المركز أبدى من مخاوفه من انتشار المرض في المركز نفسه نتيجة للإهمال من قبل القائمين على المركز فخلال حديثه لنا يقول " إن موظفي السل بحاجة لمن يعالجهم من السل، فالعدوى لنا والمكافآت للإدارة العليا بالمركز، 
 ويضيف "أنا موظف منذ 26سنة ويضيف إننا قمنا بمظاهرة وتم بعدها استقالة المدير الأول للمركز لكننا للأسف فوجئنا بمدير أكثر اضطهاد من المدير السابق ويضيف على الرغم من وجود دعم للمركز على المستوى الداخلي من وزارة الصحة ودعم عالمي من الصندوق العالمي ولكن للأسف تذهب إلى أفراد وأشخاص محددين".



ويختم القباطي قوله أن أكبر فساد في اليمن هو في مركز مكافحة السل وأن العاملين في المركز مصابين بالسل بسب تردى الأوضاع وذلك نتيجة لفقدان الوقاية الصحيفة من المرض".
ويضل مرض السل في اليمن ينتشر إذا ما استمرت الحكومة ممثلة بوزارة الصحة بإعراضها على الفساد والإهمال في المركز، فالأرقام التي تقدرها الجهات الخاصة بمصابي السل في اليمن ينذر بانهيار الصحة في المجتمع لاسيما المناطق الريفية التي تكثر في الأمراض والأوبئة.


 



حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.