أحوال المستشفى الجمهوري بتعز بائسة بصورة لا تليق بمستشفى يلجأ إليه نصف سكان محافظة تعز.
منتصف الأسبوع الفائت قرّر الطاقم الطبي في قسم الولادة بالمستشفى إيقاف القسم بسبب عدم توفر الإمكانيات.. الماء خلال الشهر الأخير مقطوع وكذلك المولد الكهربائي لم يعد صالحاً للعمل.. كلها عوامل على بساطتها أفضت إلى قرار تعليق العمل بقسم حيوي ومهم كالولادة.
الأربعاء الفائت تهجّم مواطن على الطبيبات بالمستشفى .. ربما حالة زوجته الحرجة دفعته إلى ذلك, لكنه بعد إسعاف زوجته وإجراء عملية ولادة قيصرية لها تمادى في رد فعله بحسب الطبيبات اللواتي قلن لـ (الجمهورية): إنهن تعرضن للتهديد بالسلاح وأن ذلك المواطن يتجول داخل المستشفى بسلاحه مما أثار رعبهن وجعلهن يشعرن بالقلق على حياتهن، خاصةً مع التعامل غير المسئول من قوات الأمن المكلفة بحماية المستشفى وتخاذلهم أمام ما تعرضت له الطبيبات على مرأى ومسمع منهم.
مدير المستشفى الجمهوري الدكتور راجح المليكي قال لـ (الجمهورية): إغلاق قسم النساء والولادة خارج عن إرادتنا؛ لأن المياه لا تصل إلى المستشفى إلا فيما ندر، كما أن المولد الكهربائي قديم جداً ويتعرض للأعطال، وتطرق المليكي إلى إشكالية الاعتداء التي تعرضت لها طبيبات قسم النساء والولادة بالمستشفى قائلاً: كنا عملنا الواجب مع زوجة المواطن إلا أنه تعامل بصورة فجة جعلتنا نتقدم بشكوى إلى إدارة أمن المحافظة التي بدورها أحالت الشكوى إلى قسم شرطة باب الكبير حيث يسكن المواطن المتهم بالاعتداء على الطبيبات وحتى الآن لم نحرز أي تقدم.
مشكلات الاعتداءات على الطواقم الطبية والتمريضية تكررت في مستشفيات تعز، كذلك انقطاع المياه، مما يجعل المرضى عرضة لجملة مخاطر، وكان أحد المواطنين ليلة أمس قد رفضت كل مستشفيات تعز استقبال حالته التي تستدعي الجراحة العاجلة فيما طلب منه أحد المستشفيات توفير وايت ماء.
 صمت قيادة المحافظة والمجلس المحلي عما تعانيه المستشفيات من إهمال يتمثل في عدم توفير أهم احتياجاتها كالماء والكهرباء والحماية الأمنية تجعل تلك المستشفيات معرضة للإغلاق بشكل كامل في أي لحظة، وبالمقابل ستكون أحوال أكثر من ثلاثة ملايين مواطن يمثلون سكان تعز مهددة بكارثة صحية.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.