شهد مقر مؤتمر الحوار الوطني في اليمن, أمس, تظاهرة غاضبة لأعضاء الحوار من شباب الثورة الذين طالبوا بإسقاط حكومة الوفاق, ووصفوها بأنها "حكومة النفاق والشقاق".
وردد المتظاهرون "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام", و"الشعب يريد إسقاط الحكومة", واتهموها بإهمال جرحى شباب الثورة بعد وفاة أحدهم وهو عبد الرحمن الكمالي متأثرا بجروحه في مستشفى بالقاهرة.
وحملوا الحكومة مسؤولية وفاته, وهددوا بأنهم سيقومون بثورة ثانية شبيهة بثورة 30 يونيو في مصر لإسقاطها, وقاموا بطرد وزير الصحة أحمد العنسي عند وصوله إلى باحة مقر الحوار, احتجاجا على وفاة الكمالي.
وقال عضو الحوار أحد شباب الثورة مبارك البحار لـ"السياسة" "الكمالي استشهد بسبب إهمال الحكومة اليمنية له, فهذه الحكومة فاسدة وقررنا نحن شباب الثورة تعليق عضويتنا في مؤتمر الحوار ليوم واحد كرسالة إلى رئاسة مؤتمر الحوار والرئيس عبد ربه منصور هادي باتخاذ الإجراءات اللازمة, فهناك حالة سخط كبير على هذه الحكومة, لأنها مرتهنة للداخل والخارج ولا تمثل الشعب ولا الثورة بل تمثل بعض مراكز القوى التقليدية التي ثرنا ضدها".
وانتقد البحار رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه, قائلا إن "باسندوه رجل ضعيف وثورتنا قوية وهو لا يمثل الثورة بل يمثل الشيخ حميد الأحمر فقط ووجوده على كرسي رئاسة الوزراء من باب إرضاء المراكز التقليدية وليكون قناعا لهذه القوى".
من ناحية ثانية, سلم سبعة مكونات من بينها "الحراك الجنوبي" في مؤتمر الحوار الوطني, أمس, رؤاهم لحلول القضية الجنوبية, فيما تخلفت عن تقديم رؤاها سبعة مكونات أخرى بينها أحزاب "الإصلاح" و"المؤتمر الشعبي" و"الاشتراكي", حيث طلبت مهلة إلى السبت المقبل.
وقال مصدر جنوبي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"السياسة" إن رؤية "الحراك" لحل القضية الجنوبية تتضمن التشديد على استعادة الدولة الجنوبية إلى الحدود الشطرية قبل العام 1990 الذي أعلنت فيه الوحدة.
وأكد أن الوحدة فشلت بين الشطرين, وأن مقترح "الحراك" للحل سيرضي الشعب الجنوبي, في حين تساءل القيادي الجنوبي عضو مؤتمر الحوار عبد الحكيم درويش عن سبب عدم تقديم تلك الأحزاب لرؤاها أمس.
وقال "من عادة هذه الأحزاب أن لا تكون صادقة في وعودها فقد ضحكت على دولة وشعب وأوصلتنا إلى هذه المرحلة فلقد أضاعوا دولة فلا يجب أن يضيعوا الحوار, أما نحن فسنناضل من أجل القضية الجنوبية بما يرضي شعبنا ويحقق طموحاته".
في غضون ذلك, هددت عضوات المؤتمر بالانسحاب من الحوار والاعتصام أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي إذا لم يتم اعتماد "الكوتا النسائية" الـ"30 في المئة" لهن في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك الهيئات المنتخبة والهيئات المعينة.
وقالت عضو الحوار وفاء السيد أبو بكر إن "القضية الأساسية في مؤتمر الحوار هو التوافق فمنذ 20 سنة وأكثر كنا نطالب بنسبة الـ 30 في المئة, وبعض الأحزاب زايدت علينا وتخلت عن دعم مطالبنا.
واتهمت أبو بكر ممثلي حزبي "الإصلاح" التابع لـ"الإخوان" و"الرشاد" السلفي بأنهما يريدان إعطاء النساء تلك النسبة في الهيئات المنتخبة ورفضوا ذلك في الهيئات المعينة كـ"الحكومة" والسلك القضائي.
وأضافت أن "هناك نظرة قاصرة من الرجل للمرأة فهو يحكم على المرأة بأنها لن تكون قادرة في هيئة منتخبة في سلطة محلية في الريف مع أنه مستعد أن يأتي بشيخ قبلي لا يقرأ ولا يكتب في مجلس النواب".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.