كشفت مصادر أمنية لـ"مركز الاعلام التقدمي" عن تحركات عسكرية أمريكية في المياه الدولية اليمنية لخليج عدن، في نفس الوقت الذي أماطت اللثام عن حقائق جديدة عما كان يعتقد أنه "طائرات بدون طيار" بدأت التحليق في سماء العاصمة اليمنية صنعاء منذ بضعة أيام.

وأوضحت المصادر: أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت خلال الأيام القليلة الماضية بعدة سفن حربية جديدة الى مياه خليج عدن، وعززت وجودها أيضاً بالمئات من جنود البحرية، ونقلت جواً مجاميعاً من قوات "المارينز" الى مواقع برية داخل اليمن- رفضت المصادر تسميتها.

وأشارت المصادر الى أن الحشد الأمريكي في خليج عدن تزامن مع قيام فريق أمني أمريكي بعمليات مسح جوي للعاصمة صنعاء، مؤكداً أن الطائرات التي سمعت أصواتها تجوب سماء صنعاء هي ليست طائرات بدون طيار كما أشيع عنها، وإنما طائرات مسح جوي متقدمة تحمل عدداً من الخبراء الأمنيين وتقوم بمهام استخبارية "مريبة".

ورجحت المصادر- في تصريحها لـ"مركز الاعلام التقدمي"- أن عمليات المسح ربما تجري بموافقة رئاسية يمنية، حيث أنها بدأت بعد يومين فقط من وصول الرئيس عبد ربه منصور هادي الى الولايات المتحدة. ووصفت المصادر تلك العمليات بـ"انتهاك للسيادة الوطنية اليمنية".

وكانت مصادر عسكرية في عدن كشفت لـ"مركز الاعلام التقدمي" في وقت سابق عن قيام الاستخبارات الامريكية باستحداث مكتباً لها في عدن، يضاف الى مكتبها في صنعاء، مؤكداً تكثيف القوات الامريكية لتواجدها في قاعدة العند، والتي تحتفظ فيها بطائرات مروحية وأخرى بدون طيار وما يزيد عن 120 مدرعة، وكتيبة مكافحة إرهاب، ووحدة معلومات استخبارية.

هذه التطورات جاءت بالتزامن مع قيام الولايات المتحدة وبريطانيا وعدة سفارات أجنبية والسفارة السعودية بإغلاق سفارات في العاصمة صنعاء بعد تحذيرات أطلقتها واشنطن من تقارير تكشف عن تحضيرات لتنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات ارهابية كبيرة.

ورغم أن هذه الدول أعادت فتح سفاراتها في دول أخرى، إلاّ أنها استثنت اليمن وواصلت إغلاقها، في وقت تشهد الأجهزة الأمنية اليمنية حالة استنفار قصوى منذ نحو أسبوعين، وقد بلغ الاستنفار أوجه يوم عيد الفطر.

وفي قراءة تحليلية، رجح الاعلامي والمحلل السياسي "ياسر العبادي" أن قرار اغلاق السفارات والاستنفار الامني الامريكي والاوروبي قد يكون خطوة استباقية لمواقف أمريكية وأوروبية متوقعة بشأن حركة الأخوان المسلمون في مصر، مبيناً أن أي موقف أمريكي وأوروبي مؤيد للجيش المصري في فض اعتصامات الاخوان قد يدفع الجماعات الأخوانية في دول عربية أخرى لردود فعل صاخبة تستهدف من خلالها سفارات ومصالح غربية.

ولفت الى أن إنضمام السعودية الى الدول التي أغلقت سفاراتها يؤكد ما توقعه نظراً لموقفها المؤيد لثورة 30 يونيو 2013م، كما أن الولايات المتحدة لم تغلق سفارتها بالعراق رغم الانفلات الامني المتصاعد نظراً لغياب أي تواجد للأخوان في العراق، بينما جميع الدول التي تم اغلاق السفارات فيها تمثل مراكز ثقل وجود الأخوان.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.