كشف موقع "الدايلي بيست" ان زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري عين قائد فرع القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي نائبا له خلال مؤتمر عبر الهاتف ضم عددا من ممثلي فروع التنظيم المتطرف في العالم.
وقال الموقع التابع لمجموعة "نيوزويك" ان اغلاق السفارات الاميركية في الشرق الاوسط وافريقيا تقرر بعد اعتراض المؤتمر الهاتفي من قبل المخابرات الأميركية.
وخلال هذا المؤتمر عين الظواهري الوحيشي ومقره اليمن "مديرا عاما" للتنظيم والرجل الثاني فيه.
واكد مسؤول اميركي طالبا عدم كشف اسمه ترقية زعيم الفرع اليمني للقاعدة.
وتعتبر واشنطن فرع القاعدة في جزيرة العرب الاكثر نشاطا في التنظيم.
وتم اعتراض اتصال سابق بين الظواهري والوحيشي الشهر الماضي لكن هذا المؤتمر عبر الهاتف هو ما "حمل الحكومة الاميركية على القلق" حسب ما ذكر الدايلي بيست.
وشارك في المؤتمر عبر الهاتف ممثلون عن القاعدة في المغرب الاسلامي والدولة الاسلامية في العراق والشام وحركة اوزبكستان الاسلامية وحركة طالبان الباكستانية وبوكو حرام واسلاميون من سيناء بحسب الدايلي بيست نقلا عن ثلاثة مسؤولين اميركيين في الاستخبارات طلبوا عدم كشف هوياتهم.
وقال احدهم "يكفي ان نرى قائمة الاماكن التي قررنا اغلاقها لتكوين فكرة عن المخطط".
واضاف الموقع ان وجود اسلاميين ناشطين في شبه جزيرة سيناء يبرر قرار اغلاق السفارة الاميركية في تل ابيب.
وتابع المصدر انه خلال المؤتمر تم الحديث بعبارات غير واضحة عن مخطط لتنفيذ اعتداءات وعن نشر مجموعات لتنفيذها.
واكدت السلطات اليمنية الاربعاء انها افشلت السبت خطة للقاعدة للاستيلاء على مدن في جنوب البلاد وجنوب شرقها ومنشآت نفطية ولتخريب خط انابيب لنقل الغاز واحتجاز اجانب رهائن.
والوحيشي الذي يتحصن في اليمن، كان في السابق مساعدا لاسامة بن لادن وقد شارك في عملية هرب مثيرة من سجن للمخابرات اليمنية في 2006.
وسبق ان تبنى التنظيم الذي يتزعمه الوحيشي عددا كبيرا من الهجمات، ابرزها محاولة تفجير طائرة مدنية اميركية يوم عيد الميلاد عام 2009. ويبلغ الوحيشي الملقب بابي بصير، 35 عاما بحسب المعلومات المتداولة عنه.
والتحق هذا اليمني بمعسكر الفاروق الذي ادارته القاعدة في افغانستان لتدريب منتسبيها، وذلك في نهاية التسعينات.
واصبح الوحيشي بعد ذلك مقربا من بن لادن وكان يساعده في ادارة شؤونه المالية وشؤون ممتلكاته، بحسب سيث جي جونز الذي الف كتابا عن القاعدة.
وبحسب هذا الكاتب، فان الوحيشي فر بعد ذلك من افغانستان عام 2002 وتوجه الى ايران حيث تم توقيفه ثم ابعد الى اليمن.
وتم وضع الوحيشي في السجن في اليمن من دون توجيه تهمة له.
وفي شباط/فبراير 2006، تمكن من الفرار مع 22 عنصرا آخرين من القاعدة في واحدة من اكثر عمليات الفرار اثارة، اذ تمكن الفارون من حفر نفق بطول 44 مترا الى مسجد مجاور.
واتاحت عملية الفرار تنشيط تنظيم القاعدة في المنطقة بعد ضربات متكررة تلقاها لاسيما مقتل القيادي البارز قائد سالم سنان الحارثي عام 2002 بضربة طائرة اميركية من دون طيار.
ويعتقد ان الحارثي كان العقل المدبر للهجوم على المدمرة يو اس اس كول في ميناء عدن عام 2000 ما اسفر عن مقتل 17 بحارا اميركيا.
وعام 2007، بات الوحيشي زعيم القاعدة في اليمن.
وتمكن التنظيم من تعزيز انتشاره في هذا البلد مستفيدا من ضعف السلطة المركزية ومن الطبيعة الوعرة.
وفي 2009، اندمج الفرعان اليمني والسعودي وتاسس "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، وبات الوحيشي زعيما لهذا التنظيم.
وقد انضم اليه عدد من القياديين السعوديين، لاسيما سعيد الشهري العائد من غوانتانامو والذي قتل في غارة لطائرة من دون طيار، وقد اكدت القاعدة ذلك في تموز/يوليو الماضي.
وبعد مقتل أسامة بن لادن في عملية اميركية في باكستان في ايار/مايو 2011، حذر الوحيشي الغرب من ان "المشكلة" لن تنتهي مع موت بن لادن.
وفي تموز/يوليو 2011، اعلن الوحيشي ولاءه للظواهري.

* قاعدة اليمن وراء التهديدات:

- من جهتها نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع أن المخطط الذي دفع الولايات المتحدة إلى إغلاق 19 مكتباً دبلوماسياً يقف خلفه فرع القاعدة في اليمن، وليس زعيم التنظيم، أيمن الظواهري.
وقال المسؤول الرفيع الذي لم يكشف عن اسمه إن الظواهري لا يدير المخطط الذي يقلقنا، والذي مصدره اليمن، غير أن أشار إلى أن الأخير وفّر الدعم والوحي له، معتبراً أن إعطاء الظواهري بركته للمخطط يختلف جداً عن إصداره بنفسه أمراً بتنفيذه، أو عن قدرته على شن هجوم شبيه بهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر" 2011.
وكان مسؤولون أميركييون حاليون وسابقون قالوا إن الاتصالات التي تم رصدها بين الظواهري وزعيم فرع القاعدة في اليمن، ناصر الوهيشي، أظهرت الوهيشي وهو يعرض مخططه للهجوم، بحثاً منه عن موافقة ضمنية من جانب الظواهري، وهو ما حصل عليه. وحاول المسؤول توضيح العلاقة بين الاتصالات المرصودة والمخطط الذي قدمته القاعدة وفروعها، وبخاصة فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأضاف أن فكرة أن الظواهري يدير فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية في تنفيذ هذا المخطط أمر غير دقيق، غير أنه لفت إلى أنه لا يخفى على أحد أنه (الظواهري) سيدعم أي جهد لمهاجمة الأميركيين.
غير أن المسؤول أكّد أن واشنطن لا تزال تعتقد أن الظواهري لا يزال يشكّل خطراً، في إشارة منه إلى العمليات التي يتم تنفيذها في المناطق القبلية في باكستان، إلا أنه أشار إلى أن القيادة الباكستانية للقاعدة لا تمتلك القدرة في الوقت الحالي، مثل القدرة التي كانت تمتلكها منذ عام، على شن هجوم واسع النطاق.
ومن جهته، وصف بروس هوفمان، البروفسور المتخصص بتنظيم القاعدة، العلاقة بين قيادتها وفروعها بالطريقة عينها، مشيراً إلى أن الظواهري يريد إرشادها (الفروع) وتشجيعها، لا إدارتها.
ويتماشى هذا الوصف للعلاقات بين قيادة القاعدة وفروعها مع تحذيرات حالية وسابقة من مسؤولين رفيعين آخرين يقولون إن فرع القاعدة في اليمن أصبح يشكل التهديد الإرهابي الأكبر على الأراضي الأميركية.
وعلّق هوفمان على ترقية الظواهري للوهيشي إلى منصب المدير العام للتنظيم، معتبراً أن هذه الخطوة تشير إلى ثقة كبيرة بفروع القاعدة، وهي دليل على أن قيادة القاعدة ستعمل من خلال فروعها وجماعات تابعة لها".
يذكر أن الظواهري رقى الوهيشي إلى منصب المدير العام للتنظيم، ما دفع بعض المسؤولين الأميركيين إلى اعتباره الرجل الثاني في التنظيم.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أمرت بإغلاق 19 سفارة لها بسبب خطر الهجمات الإرهابية على أهداف ومصالح غربية، كما دعت رعاياها إلى مغادرة اليمن فوراً، وأصدرت تحذيراً عالمياً لمواطنيها من السفر، بخاصة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يو بي أي + وكالات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.