كشف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مقابلة تلفزيونية أذيعت أمس الأحد أنه تبادل الرسائل مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، وقال إن الجهود الدبلوماسية الخاصة بسوريا المدعومة بالتهديد العسكري قد تكون نموذجا للتفاوض بشأن طموحات طهران النووية.
ولم يكشف أوباما في المقابلة التي أجرتها معه قناة إيه.بي.سي عن تفاصيل الرسائل المتبادلة، ولكنه أوضح أن المخاوف الأميركية من الطموحات النووية الإيرانية تمثل "لنا قضية أكبر بكثير" من الأسلحة الكيمياوية السورية.
ومن المقرر أن يلقي كل من أوباما وروحاني كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لأسبوع المقبل في نفس اليوم رغم أنه ليست هناك نية لعقد اجتماع بينهما.
وقال أوباما إن على إيران ألا تظن أن الولايات المتحدة لن تشن ضربة عسكرية ردا على برنامج طهران النووي لأنها لم تهاجم سوريا.
وأضاف "يجب ألا يستنتج الإيرانيون أن عدم توجيه ضربة لسوريا يعني أننا لن نضرب إيران. من ناحية أخرى ما ينبغي أن يستخلصوه من هذا الدرس هو أن هناك إمكانية لحل هذه القضايا دبلوماسيا."
وأدلى روحاني الذي يعتبر معتدلا نسبيا بتصريحات تميل للتصالح مع واشنطن منذ وصوله للسلطة الشهر الماضي. ولكن أوباما قال إنه يشك في أن روحاني "سيسهل فجأة" التفاوض مع الإيرانيين.
وأضاف "رأيي هو أنه إذا كان لديك تهديد موثوق به باستخدام القوة ممزوج بجهد دبلوماسي قوي فبوسعك في حقيقة الأمر إبرام صفقة".
وقالت بيرناديت ميهان، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تأمل بمشاركة حقيقة من الحكومة الإيرانية من أجل التوصل لحل دبلوماسي للقضية النووية.
وأضافت "ما زلنا مستعدين للتحاور مع حكومة روحاني على أساس الاحترام المتبادل لتحقيق حل سلمي للمشكلة النووية."
وفي المقابلة رفض أوباما ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن مقاتلي المعارضة السورية مسؤولون عن الهجوم الكيمياوي الذي وقع في 21 أغسطس، لكنه رحب بالدور الدبلوماسي الذي يلعبه بوتين في هذه الأزمة.
وصار أوباما وبوتين حليفين على نحو غير متوقع في القضية السورية بعد أن دفعت لتهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا إلى طرح مبادرة دبلوماسية انتهت بالتوصل إلى اتفاق للتخلص من مخزونات الغاز السام في سوريا.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.