كشف مصدر قيادي رفيع بحزب الرئيس السابق "صالح" عن فشل مشروع تحالف مع "المؤتمر الشعبي العام" تقدمت به قيادة "التجمع اليمني للاصلاح" منذ أواخر أغسطس الماضي، مؤكداً تهديد "الاصلاح" بإعادة تحريك الشارع ضد الزعيم صالح للضغط عليه للقبول بمشروع التحالف.

وأوضح المصدر لـ"نبأ نيوز":  أن قيادة الاصلاح طرحت "شفوياً" أواخر أغسطس المنصرم موضوع التحالف مع المؤتمر وناقشته مع عدد من أعضاء الأمانة العامة، ثم قدمت خطياً يوم 9 سبتمبر مشروع تحالف مؤلف من سبعة نقاط، وطلبت الترتيب للقاء مع "صالح" لمناقشة مشروعها، غير أن الزعيم صالح رد بالرفض القاطع لأي نقاش حول التحالف مع الإصلاح.

وكشف المصدر، وهو عضو أمانة عامة بالمؤتمر، عن توجهات إصلاحية لإعادة تحريك قواعدها في الشارع للتأليب والتحريض ضد الزعيم صالح واستهدافه بحملات اعلامية ايضاً بغية تشديد الضغوط على المؤتمر للقبول بمشروع التحالف، والذي وصفه المصدر بأنه "مشروع انقاذ" يحاول من خلاله الاصلاح انقاذ نفسه من "فضيحة فشل" تنتظره خلال الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 21 فبراير 2014م.

وبحسب التطورات الميدانية، فإن المواجهة السياسية المرتقبة بين الاصلاح والمؤتمر قد طفت عملياً الى السطح في وقت أسرع مما كان متوقعاً، حيث أطلق كل منهما يوم أمس الأحد الرصاصة الاولى للمعركة..

فحزب الاصلاح دشن صباح أمس حراكه الميداني من صنعاء بتظاهرة الى مكتب النائب العام تقدم خلالها المشاركون بشكوى تطالب برفع الحصانة عن الزعيم صالح ومحاكمته، في نفس الوقت الذي كشفت مصادر اصلاحية لـ"نبأ نيوز" عن تحضيرات واسعة لتنظيم مظاهرات مماثلة في العديد من المحافظات اليمنية تستمر لثلاثة أيام (من 18- 20 سبتمبر) والتي توافق ذكرى معارك "جولة كنتاكي" عام 2011م التي سقط فيها العديد من القتلى.

كما دشن الاصلاح حربه الاعلامية باطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) تدعو لإسقاط الحصانة عن صالح ومحاكمته، بجانب ما نشرته المواقع الالكترونية الاصلاحية والمناصرة من تقارير وأخبار تصب في نفس اتجاه تثوير الشارع ضد زعيم المؤتمر.

أما حزب المؤتمر، فهو الاخر استنفر أمس الأحد مكوناته التنظيمية عبر إجتماع موسع لقياداته واحزاب التحالف ترأسه الزعيم صالح..

وأكدت مصادر مشاركة في الاجتماع أن صالح هدد بفتح ملفات الاصلاح، ونقلت على لسانه قوله: ان "الاخوان يعرفون من علي عبدالله صالح".. وانه قال أيضاً إنه يعرف خفايا وملفات الاخوان، وانه كان ينتظر اللحظة المناسبة لفتحها وكشفها امام الشعب..!!

مصادر قيادية مؤتمرية متطابقة كشفت لـ"نبأ نيوز" أن موضوع التحالف مع الاصلاح خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة قد تم تداوله تنظيمياً في وقت مبكر وسابق للعرض الأخير الذي تقدم به الاصلاح، مؤكدة أن العديد من القيادات المؤتمرية المؤثرة هددت بتقديم استقالتها من المؤتمر إن حدث أي تحالف مع الاصلاح، وحذرت أيضاً من إنشقاقات واسعة في القواعد قد تقود الحزب الى نهايته!

لكن حزب الاصلاح ظل يعتد بمهاراته التنظيمية وقدراته الفائقة في التعبئة الاعلامية والحشد وتحريك الشارع، ويراهن على ذلك في إعادة خلط أوراق اللعبة السياسية وبلوغ غاياته؛ الأمر الذي يطلق أبواب اليمن أمام موسم سياسي ساخن جداً يتبارى فيه الجميع لاثبات الذات، وكل يعده جولته الحاسمة..!

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.