برزت المسألة الخلافية الرئيسية حول عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المفترض قيامها في اليمن عقبة أساسية أمام استمرار جلسات الحوار الوطني النهائية التي دعا اليها الرئيس عبد ربه منصور هادي، خصوصاً مع إصرار الجنوبيين على إقليم جنوبي غير مُقسّم يستعيد في الشكل حدود دولة اليمن الجنوبي السابق.
وفيما توقع هادي الوصول الى حل لهذا الخلاف في غضون أيام في اللجنة الخاصة بالقضية الجنوبية، قرر ممثلو الحراك الجنوبي المشاركون في الحوار ومجموعة ممثلي المتمردين الحوثيين مقاطعة الجلسات الختامية.
وأكد بيان مشترك للمجموعتين أنهما قررتا مقاطعة الجلسات الختامية بسبب عقدها بالرغم من عدم التوصل الى توافق في اللجان المختصة على المسائل الرئيسة؛ وهي عدد الأقاليم وشكل الدولة ومسألة صعدة، معقل التمرد الحوثي في شمال غرب البلاد. واتهم البيان «القوى التقليدية» في اليمن بالسعي الى «تفريغ مؤتمر الحوار من محتواه ومضمونه، وتسليم أهم قضايا الوطن الى مراكز القوى التقليدية ليضعوا لها المخرجات بالمحاصصه السياسية في ما بينهم كما تحاصصوا الحكومة ومقدرات الوطن منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وحتى الآن». ونفذ ممثلو الحراك الجنوبي المشاركون في الحوار وممثلو الحوثيين اعتصاماً أمس، ونتج من ذلك إلغاء جلسة العمل الاولى، وهي جلسة عمومية كانت مخصصة لبحث تقارير اللجان واعتمادها. وقاد الاعتصام رئيس مؤتمر شعب الجنوب، محمد علي أحمد، الذي يمثل الحراك في المؤتمر، ورئيس فريق الحوثيين الى الحوار صالح حبرة.
وأُجّلت الجلسة الى اليوم الخميس، فيما تدخّل المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر لدى المعتصمين لإقناعهم بالعودة عن المقاطعة. وفي تصريحات إلى وكالة «فرانس برس»، قال أحمد إن قرار المقاطعة أتى بسبب تعطيل عمل لجنة الـ16 المؤلفة بالمناصفة بين شماليين وجنوبيين لحل القضية الجنوبية.
وأوضح أن عمل اللجنة كان يقوم على «حل المشاكل بالإجماع، وعندما وصلنا الى مسألة شكل الدولة وأيضاً توزيع الثروة، بدأ «المركز المقدس» يدافع عن بقائه واستمراره في السلطة مدى الدهر».
وعن تمسك الشماليين بدولة اتحادية من خمسة أقاليم أو أكثر، قال القيادي الجنوبي «نحن نرفض هذا العمل على اعتبار أن هذا سيفكّك البلد وسيخلق لنا أيضاً حرباً أهلية داخلية». وأضاف «نحن بالنسبة إلينا في الجنوب لا نقبل إلا إقليماً واحداً بحدود ما قبل الوحدة (1990). يعني أن يكون الجنوب موحّداً سياسياً وجغرافياً واقتصادياً، وإذا أرادوا أن يقيموا لهم أقاليم في المحافظات الشمالية، فمن حقهم أن يشكلوا حتى عشرات الأقاليم، ليس لنا علاقة».
ويقود أحمد الفصيل الجنوبي المشارك في الحوار، فيما تقاطع الحوار منذ بدايته في آذار فصائل الجناج المتشدد في الحراك، لا سيما تلك الموالية لنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، والزعيم الجنوبي حسن باعوم.
ويهدف الحوار الى التوصل الى دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عامة في شباط المقبل.
واتفق المتحاورون خصوصاً على أن يكون اليمن دولة فدرالية من عدة أقاليم، إلا أن الجنوبيين يريدون دولة من إقليمين، شمالي وجنوبي، الأمر الذي يرفضه الشماليون الذين يقولون إن هذه الصيغة تهدّد الوحدة.
أمنياً، أفاد مصدر أمني يمني أن مسلحين يُعتقد أنهما من تنظيم القاعدة قتلا شرطياً أمس في بلدة غيل باوزير، في محافظة حضرموت في جنوب شرق البلاد.
(أ ف ب)

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.