أصيب عدد من الأشخاص بجروح في صدامات اندلعت مساء السبت في العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، بين قوات الأمن المغربية ومئات المتظاهرين على هامش زيارة للموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، حسبما أفاد مصدر رسمي وآخر حقوقي.
وفي إطار جولته الإقليمية الجديدة، وصل روس مساء الجمعة إلى المستعمرة الإسبانية السابقة التي يسيطر عليها المغرب ويطالب انفصاليو جبهة البوليساريو باستقلالها.
ومساء السبت اندلعت صدامات في المدينة، إلا أن الروايات تضاربت بشأن ما حصل، ففي حين وصفت الرباط ما حدث "بأعمال شغب" أدت إلى إصابة خمسة من عناصر الأمن بجروح، قال مصدر حقوقي إن عشرات المتظاهرين أصيبوا في الصدامات مع قوات الأمن.
ونقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية إن "حوالي 400 شخص، موزعين على مجموعات تضم ما بين 20 و 80 فردا، قاموا في أماكن متفرقة بمدينة العيون بمحاولة التجمهر في الشارع العام بدون ترخيص وشرعوا في رشق القوات العمومية بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في إطارات السيارات كما أقاموا متاريس في بعض الأزقة، معرقلين بذلك حركة السير والجولان".
واتهمت الرباط المتظاهرين بمحاولة التشويش على زيارة المبعوث الدولي.
وأكد البيان أن "القوات العمومية تعاملت مع هذه الاستفزازات وأعمال الشغب بمسؤولية ورزانة وضبط النفس".
لكن  وكالة فرانس برس نقلت عن حمود أكليد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة) بالعيون قوله إن "عشرات الأشخاص" أصيبوا بجروح وأدخلوا المستشفيات نتيجة الصدامات.
وأجرى مباحثات مع شخصيات محلية مؤيدة للانفصال وأخرى مناهضة له. ولم يدل الموفد الخاص للأمم المتحدة بأي تصريح علني منذ بداية هذه الجولة.
وقد أجرى الثلاثاء في الرباط محادثات مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران قبل أن يتوجه إلى الجزائر، ولا سيما إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب شرق).
وتلك هي الزيارة الميدانية الثالثة فقط للموفد الدولي منذ 2009. والعام الماضي، سحب المغرب لفترة ثقته منه متهما إياه بـ"الانحياز".  لكن عاد إلى مهمته بدعم من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العام الماضي.
ومن المتوقع إجراء مشاورات حول الصحراء الغربية في الثلاثين من أكتوبر في مجلس الأمن الدولي.
وفي مارس، اعتبر روس أن حل هذا النزاع "أكثر إلحاحا من أي وقت مضى" انطلاقا من حالة عدم الاستقرار المتنامية في الساحل.
وضم المغرب الصحراء الغربية العام 1975 بعد رحيل المستعمر الإسباني. وحملت جبهة البوليساريو السلاح من أجل الحصول على الاستقلال حتى فرضت الأمم المتحدة وقفا لإطلاق النار في العام 1991.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا واسعا للصحراء الغربية لحل النزاع، وهو ما ترفضه جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر، مطالبة بإجراء استفتاء لتقرير المصير.
وتنتشر بعثة للأمم المتحدة منذ 1991. وفي أبريل 2013 مدد مجلس الأمن الدولي ولايتها وحث المغرب على احترام حقوق الإنسان بشكل أفضل في الصحراء الغربية بدون أن يكلف بعثة الأمم المتحدة بالتحقيق في هذا المجال كما ترغب واشنطن.

* سكاي نيوز

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.