تتواصل لليوم الرابع على التوالي لقاءات لجنة الوساطة المكلفة رئاسياً بتهدئة الأوضاع بين قبائل المخلاف تعز ومراد مأرب المشتعلة على خلفية مقتل الدكتور فيصل المخلافي شقيق الشيخ حمود سعيد المخلافي، برصاص مسلحين من أبناء قبيلة مراد، في قضية ثأر قديمة، وإقدام مسلحين من أتباع المخلافي على إحراق منازل وممتلكات تابعة لأبناء مراد في تعز عقب مقتل المخلافي.
والتقت اللجنة يوم أمس الأول الشيخ حمود سعيد المخلافي ومعه أعضاء لجنة الـ20 المكلفة من عدد من مشايخ وأعيان محافظتي تعز وإب.
وعلمت صحيفة "اليمن اليوم" من مصادر مقربة من اللجنة والشيخ حمود المخلافي أن الأخير أعاد قضية مقتل شقيقه إلى لجنة العشرين، وأن ما ستقره اللجنة هو موقفه، ما دفع باللجنة الرئاسية إلى إجراء حوارات متعددة أمس مع عدد من أعضاء لجنة العشرين بهدف بلورة موقف محدد يتم من خلاله البدء في الخطوات العملية لوضع الحلول للقضية.
إلى ذلك قالت مصادر قبلية في محافظة مأرب لصحيفة "اليمن اليوم" إن فيصل المخلافي شقيق حمود سعيد المخلافي الذي قتل في تعز مؤخرا هو المتهم بقتل (حسين الأعوش) من أبناء أحد آل الأعوش قبيلة مراد مأرب في تعز قبل عدة سنوات.
وكانت مشادات كلامية بين أعضاء اللجنة الرئاسية قد حدثت أمس في فندق السعيد بتعز أدت إلى انسحاب أحد أعضاء اللجنة.
وقال مصدر لـ"اليمن اليوم" إن الشيخ بكيل الصوفي انسحب من اللجنة أمس على خلفية منعه من الدخول بالسلاح في حين سمح لعضو آخر في اللجنة (عبدالكريم المقدشي) بالدخول بالسلاح مما أثار حفيظة الصوفي فانسحب على الفور.
وكان لقاء قد عقد في 21 من الشهر الجاري في محافظة مأرب حضره وزيرا الدفاع والداخلية وأعضاء المجلس المحلي وعدد من الشخصيات الاجتماعية لمناقشة قضية مقتل الدكتور المخلافي واعتداء أبناء شرعب على منازل أبناء مأرب في تعز وإحراق منازلهم وسياراتهم، عقب مقتل المخلافي.
وقال مصدر لـ"اليمن اليوم" حضر اللقاء إن وزير الداخلية أثار غضب الحاضرين من أبناء محافظة مأرب وأحرج وزير الدفاع بردوده التي وُصفت بـ"الاستفزازية والبعيدة عن الحصافة".
وأضاف المصدر أن وزير الداخلية قال إن الاعتداء على أبناء مأرب وإحراق منازلهم وسياراتهم في تعز يعتبر "رد فعل طبيعيا ومقبولا وحالة انفعالية متوقعة بعد اغتيال فيصل المخلافي".
وأشار المصدر إلى أن أحد الحاضرين قاطع الوزير متسائلاً: "رد فعل طبيعي ومقبول وفقا لأي عرف أو قيم أو أخلاق يا وزير الداخلية؟".
وأوضح المصدر أن شخصاً آخر من أبناء مراد اتهم الدكتور فيصل المخلافي بقتل أحد أبناء قبيلة مراد قبل سنوات.
وقال مخاطبا قحطان: "أنت كنت مدير أمن تعز عندما قتل حسين الأعوش وتعرف أن القاتل هو فيصل المخلافي والمطلوب الأول في القضية، وإذا أردت أن نفتح ملف تآمرك في القضية من بدايتها فسوف نفتحه".
وقال الشيخ حمود سعيد المخلافي لـ"اليمن اليوم" إن قضية شقيقه قضية جنائية وعلى أجهزة الدولة إلقاء القبض على الجناة وإحالتهم للعدالة، مؤكداً على أن شرع الله هو مطلبه والقانون والقضاء هو الحكم والفيصل بينه وبين غرمائه، مشيراً إلى أنه سيتم تسليم كشف بأسماء قتلة الدكتور فيصل المخلافي من بيت الأعوش لرئيس اللجنة الرئاسية الشيخ محمد حسن دماج حال وصوله إلى تعز خلال الأسبوع الجاري ليتم تسليمه رئيس الجمهورية للتوجيه بموجبه بضبط الجناة لينالوا جزاءهم الرادع.
ومن جهته قال عضو اللجنة الرئاسية الشيخ نائف أحمد عباد شريف لـ"اليمن اليوم" إن أعمال اللجنة الرئاسية تتواصل يومياً من خلال عقد لقاءات مع كل المعنيين، مشيراً إلى أن اللجنة لا تمثل أي طرف سياسي ويجب أن لا تسيس القضية وعلى الجميع وضعها في إطارها الجنائي والقبلي. وأضاف أن جهود الوساطة بدأت منذ اليوم الأول للحادث من خلال الدور الذي لعبه الشيخ أحمد عباد شريف وتواصله مع مشايخ قبيلة مراد والتفاهم معهم حقناً للدماء وتم وضع سيارة لدى مشايخ مراد "صُبرة" والاتفاق على هدنة لمدة خمسة أيام تم تمديدها فيما بعد خمسة أيام أخرى، مؤكداً أن اللجنة ستنظر في القضية كاملة بدءاً بمقتل الأعوش قبل سنوات وانتهاء بمقتل الدكتور فيصل المخلافي وما ترتب عليها من اعتداء وإحراق لبعض منازل أبناء مأرب وممتلكاتهم في تعز.

* براقش نت

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.