على مداخل القاهرة، وفور الخروج من مطارها الدولي، يعرف الزائر للعاصمة المصرية أن استحقاقا انتخابيا ستشهده البلاد خلال الأيام المقبلة.
فعلى طول الشارع الذي يربط مطار القاهرة بوسط المدينة، والجسور التي تربط ضفتي النيل، تلفت الانتباه ملصقات إعلانية تقول "نعم للدستور".

كما تظهر عبارات مماثلة على جدران المؤسسات الحكومية والعسكرية والأمنية، تدعو جميعها المصريين إلى التصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية التي سيتم الاستفتاء عليها في 14 و15 يناير الحالي.
معارضو الدستور أيضا وجدوا في الجدران وسيلة لإيصال صوتهم، فكتبوا عبارات تطالب بالتصويت عليه بـ"لا"، وعبارات أخرى تعارض المرحلة الانتقالية الحالية، وتظهر هذه العبارات من تحت الطلاء الذي حاول طمسها.

حديث الدستور كان متداولا بشكل ملفت بين الناس في القاهرة، فحتى الأسواق الشعبية لم تخل من حوارات تلونها الفكاهة بشأن مشروع الدستور الجديد.
ففي شارع تكسو البضائع المفروشة جانبيه، ينادي أحد الباعة زبائنه لشراء بضاعته والتصويت بـ"نعم" على مشروع الدستور، فيرد عليه بائع آخر مانحا زبائنه فرصة الشراء والتصويت بـ"لا".

وفي مكان آخر، يرى جمعة، سائق سيارة أجرة، في مواد الدستور تعزيزا للرعاية الطبية والتأمين الصحي وحقوق الفلاحين قائلا إن مثل هذه النقاط ستدفعه للتصويت بالموافقة.
أما أحمد، وهو أحد الباعة المتجولين، فيبدو غير مهتم بهذا الدستور أو سابقه قائلا "في النهاية لن يتعدى الأمر كونه حبرا على ورق".
وبين المؤيدين والمعارضين، هناك طرف ثالث فضل الحياد في هذه المسألة ومنهم الشاب كريم غندور الذي يعمل في مجال الصرافة والذي قال "لن أخرج من البيت في يومي الاستفتاء" مبررا ذلك بالابتعاد عن "دوامة السياسة".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.