أحيا، السبت، المصريون في مختلف مناطق البلاد ذكرى "ثورة 25 يناير"، على الرغم من التوتر الأمني الذي سبق وترافق مع الاحتفال بالذكرى الثالثة للانتفاضة التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وفي حين احتشد عشرات الآلاف في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة لإحياء الذكرى، أسفرت مواجهات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن في بعض المناطق عن مقتل 49 شخصا.

ولم تقتصر أعمال العنف على المواجهات التي اندلعت بعد قيام عدد من أنصار الإخوان بمسيرات مناهضة للعملية السياسية في البلاد، بل استهدف اعتداء بسيارة مفخخة مركزا لقوات الشرطة في مدينة السويس.
إلا أن أعمال العنف لم تغيب الأجواء الاحتفالية عن ميدان التحرير، مهد ثورة 25 يناير، حيث عزفت فرقة موسيقية عسكرية وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لإقدام أنصار الإخوان على اقتحام الميدان.

كما عبر عدد من الأشخاص في التحرير عن تأييدهم للقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، إذ شوهدت لافتات ضخمة وملصقات عليها صور الفريق أول يظهر فيها مرتديا نظارته السوداء.
وهنأ الجيش المصريين بذكرى انتفاضة 2011، وقال في بيان إنه سيساعد الشعب في الحفاظ على مكتسبات "ثورة" 30 يونيو، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي دفعت الجيش لعزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وكان الجيش عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو الماضي ووضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة، وذلك على أثر احتجاجات شعبية حاشدة ضد ما وصفه معارضوه بسوء الإدارة والحكم الاستبدادي المتزايد.
غير أن الإخوان، التي صنفتها السلطات جماعة إرهابية، وتيارات إسلامية حليفة على غرار الجماعة الإسلامية رفضت هذا الإجراء والخطوات التي أعقبته لاسيما تعيين عدلي منصور رئيسا مؤقت للبلاد وتشكيل حكومة جديدة وإقرار دستور جديد.

وبعد عزل مرسي تصاعدت حدة أعمال العنف التي تستهدف خصوصا الأجهزة الأمنية، كان آخرها تفجير انتحاري استهدف الجمعة مبنى مديرية أمن القاهرة، مما أدى الى مقتل أربعة على الأقل وإصابة 76 آخرين.
وأدان رئيس مجلس الوزراء، حازم الببلاوي، الهجوم، قائلا إنه محاولة من "القوى الإرهابية" لإفساد خريطة الطريق لكنها تطبق "بكل ثبات"، في إشارة إلى استكمال هذه الخريطة بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.