تشهد أحياء حمص الآمنة هذه الأيام توتراً يتمثل في قذائف الغدر التي تطول عدداً من المدنيين والمواطنين الأبرياء فيقضي بعضهم شهيداً، ويتعرض آخرون للأذى بشتى أنواعه، عدا عن السيارات المفخخة التي تعبّر عن حقد التكفيريين الذين يعملون على استمرارية الأزمة خدمة لأسيادهم في عدد من دول الخليج ولفكر التفرقة الذي يستمدون تعاليمه من قادة دول الاستعمار القديم، بعد أن أصبحوا أدواتهم الجديدة، ولينفذوا ما أوكل إليهم ببربرية قلّ نظيرها، منطلقين من أقبيتهم المعتمة، ولينشروا الفوضى التي خططوا لها منذ أمد بعيد وصولاً إلى إضعاف بلد المقاومة والصمود في وجه المخطط الصهيوني التوسعي، وهاهي سورية تثبت اليوم قدرتها على مواجهة أعتى مؤامرة كونية تستهدف أساس وجودها.

حمص التي عاشت في بحبوحة من الطمأنينة لعام مضى، يعود التكفيريون ليداهموا الآمنين في بيوتهم ويرشقوا المناطق الآمنة بوابل من القذائف الحاقدة، من دون تفريق بين طفل صغير أو شيخ كبير وحسبما قال محافظ حمص السيد طلال البرازي فإن القوات المسلحة تخوض هذه الأيام أشرس المعارك ضد الإرهاب والظلاميين في حمص القديمة لتطهيرها وإعادتها إلى حضن الوطن.

جيشنا يحسم المعركة

تحدث محافظ حمص عن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش العربي السوري في عدد من أحياء حمص القديمة،  وقد تشكلت قناعة لدى المسلحين بأن الجيش سوف يحسم المعركة، وبدأ بعضهم يستغيث ويطلب النجدة من هنا وهناك لكون ميزان القوى يميل إلى الجيش بشكل مطلق، ولم يعد هناك من مجال لأن تترك الأمور مفتوحة إلى مالانهاية، وتوقع المحافظ أن تحسم الأمور في حمص خلال فترة قريبة فالجيش يحقق تقدماً في الحميدية وباب هود، وهناك مكاسب على جميع الجبهات، وأضاف: لا ندري فلحظات الانهيار تتشكل بسرعة، وفي الحصن على سبيل المثال كان من المتوقع إعادتها في أربعة أيام فتم حسمها في أربع ساعات.

وفيما يخص المسلحين الذين يسلمون أنفسهم، أو قاموا بذلك خلال الأسابيع والأشهر الماضية قال: إن ثمة ترتيباً معيناً يخص هؤلاء, وهناك نقاط متفق عليها وهم استسلموا والتسوية طالت 900 مسلح، وحين يسلم عدد من المسلحين أنفسهم إلى الدولة فهذا يعني أن انشقاقات تتم في صفوف المسلحين أياً كانت الفصائل التي ينتمون إليها والآن نصفهم في مركز الأندلس يخضعون للرعاية وهناك أشخاص منهم تتم دراسة أوضاعهم قضائياً وآخرون متعلقة أمورهم بالتخلف عن الخدمة الإلزامية وسبق أن شاهدتم 57 شخصاً كانوا في عداد المسلحين استفادوا من تسوية أوضاعهم فيما يتعلق بالتخلف عن الخدمة العسكرية وعودتهم إلى حضن الوطن تم بشكل كامل، وقد التحقوا بشعب التجنيد تمهيداً لأداء واجبهم الوطني.

وعن رأيه بتلك التسويات قال البرازي: إن المسلح الذي يعود إلى حضن الوطن هو شخص شجاع، لأنه من الجبن بمكان أن يبقى مع مجموعات مسلحة تكفيرية تحارب أبناء الوطن وتسعى إلى تخريب البنى التحتية وكل مظاهر الحياة في بلد كان يشع بالنور والمعرفة.
وأضاف: إذا كانت الفئة العمرية لهؤلاء هي بين 18 عاماً و23 عاماً فبإمكاننا أن نقدر أعمارهم في بدء الأزمة، وكيف أن هؤلاء الشبان غرر بهم واستغلوا في معركة تصب في خدمة أعداء الوطن

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.