قال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي وحلفاءه عبده الجندي ان حزب المؤتمر الشعبي العام زادت قواعده وأن ملايين الناس الآن يتقدمون لطلب العضوية فيه.
واضاف الجندي في حوار مع صحيفة الجمهورية نشرته اليوم،" نحن لم نشعر أننا حزب له تواجد وله صوت وله مشاركة إلا في هذه الظروف". ونفى الجندي وجود تحالف بين المؤتمر والحوثي.
وفيما يلي نص الحوار:
>.. لو سألتك عن قراءتك لآخر مستجدات المشهد السياسي في الوقت الراهن؟
المشهد السياسي في الحقيقة، أننا لا زلنا نعيش في الماضي، وكان المفترض أنه منذ وقّعنا على المبادرة الخليجية وإلى اليوم أن تتغير خطاباتنا الإعلامية، وخطاباتنا السياسية بلغة المصالحة، بلغة الوفاق والاتفاق، الموضوع أصلاً هو السلطة، يعني كلنا مختلفون على السلطة، السلطة واقعة بين الخوف والطمع، الخوف ماذا يعني؟ يعني أني أمسكت بالسلطة، ولا أريد أن تفارقني. «شوف» العقلية العربية غير الديمقراطية، كيف تبدأ عند كل الأطراف، الطمع في السلطة بالنسبة للبعض أن تطمع بشيء هو أكبر من قدرتك وتأثيرك وحجمك، يعني لا تريد أن تصل إلى إرادة الناخب، وإنما تريد أن تختصر الطرق وتصل بالطمع وليس بالأسلوب الشرعي، الذي يعكس حجمك وثقلك.. فبين الخوف على السلطة والطمع فيها نحن في الحقيقة عندما وقعنا على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية طردنا الخوف منا، وقلنا: لنتشارك مع الآخر وبصدق، لأن المشكلة كبرت علينا، وجاء الاغتيال السياسي، وجاء، وجاء... إلخ.. البلد دخل في مصائب، ونحن نريد أن نقتصد في الدم، نريد أن نقتصد في الإمكانيات، نريد البلد أن يخرج من دوامة الفوضى، دخلنا ونحن متجهون إلى المستقبل بعقلية أكثر اطمئناناً، لم نعد خائفين على السلطة، لأن السلطة بنفسها لم تعد قضية بالنسبة لنا, لكن الذين دخلوا إلى السلطة، وطبعاً هم دخلوا باتفاقية وجدوا أنفسهم إنهم يحصدون أكثر مما طمعوا به سلفاً، فولد عندهم السكون في الماضي، في الوقت الذي يجب أن يطردوا هم الطمع مثلما نحن طردنا الخوف عن السلطة، ويكتفي بهذا الذي حصل عليه، ليحقق مصلحة للناس، إذا بهم يخلطون بين مصلحة الناس ومصالحهم الذاتية، ويجعل المصلحة الذاتية تطغى على مصلحة الناس، ويجعل وصولهم إلى السلطة لا من أجل أن يحقق للناس، إنما لكي يحصد المزيد منها، وهذا هو الطمع؛ وبالتالي أبقى خطابه السياسي وخطابه الإعلامي بنفس العقلية السابقة للتوقيع على المبادرة الخليجية، فظل خطابه متوتراً وهائجاً وغير صحيح. يا أخي نحن اتفقنا على حصانة وبرضاكم أنتم، ولو كنا دخلنا الوفاق بدون أن نأخذ هذا الاحتياط كانت انهالت علينا الدعاوى من كل اتجاه، وهي دعاوى كيدية في غالبها الأعم، بالتأكيد هم من اليوم الثاني للتوقيع على المبادرة الخليجية لعبوا لعبة الدورين، دور سيطر على المؤسسات وعلى الدولة وعملوا عملية إقصاء شامل للناس، ودور آخر إعلامي وسياسي ظل بنفس الخطاب السابق، يطالبون بإسقاط الحصانة ومحاكمة القتلة، وهم يعرفون أنه ما أحد قتل، كل الذي حصل فعل ورد فعل فقط. يعني حصلت مواجهات في الميدان خارج إطار إرادة الحاكم، عندما تخرج مسيرات كثيرة وكبيرة جداً، تريد الاعتداء على المؤسسات لابد أن تسيل الدماء، وهذه الدماء التي سالت ليست بأوامر فوقية أو سياسية.. يعني أحياناً، عندما تستفز العسكري في أية مؤسسة يمكن يقتل، هو وضع في هذا المكان أو المؤسسة من أجل أن يدافع عنها، يعني الأمور تختلط، وتحتاج إلى أن تحقق في هذه القضايا بأساليب هادئة، وبأساليب علمية.
>.. يا سيدي عما كنتم تدافعون في جمعة الكرامة حتى سقط اثنان وخمسون شهيداً أعزل؟
جمعة الكرامة هذه قصة ثانية. أنت لا تربط جمعة الكرامة بما نتج عنها. ولكن بما تلاها..
>.. هي مقدمة لأحداث تلتها؟
إذا نظرنا إلى جمعة الكرامة لم نكن نحن الذين استفدنا منها، نحن تضررنا منها. الطرف الآخر هو الذي استفاد منها وليس نحن.
>.. من الطبيعي.. ارتكبتم حماقة تاريخية وأرجو أن تسامحني على هذا اللفظ، لكن دماء الأبرياء أغلى، وبالتالي فمن الطبيعي أن يستفيد الآخر من هذه الحماقة، ومن هذا الفعل؟ ألم يقل الإمام علي قديماً لأصحابه: “قتل خارجي يخلق خارجين”؟!
يا أخي ليس نحن من ارتكب هذا الفعل.. هذا حدث ارتُكب ولكن باسمنا نحن للأسف. نحن لبسنا العمامة لأن السلطة بأيدينا، لكن الذي استفاد هو الطرف الآخر الذي قفز من عندنا إلى عند الثوار، وعمل لنفسه هالة من الدماء لكي يقول: نحن القتلة، وهو الحريص على أرواح الناس ودمائهم. يا أخي أنت لماذا وجدت في هذا المكان وظيفتك حمايتهم وحراستهم؟
 
>.. حراسة الناس على الأمن وليس على الجيش؟
لا. لا. الحراسة في مثل هذه المراحل الصعبة تختلط بين جندي الأمن والجيش. أنت لاحظت الجنود الذين حضروا ذلك اليوم، لم يكن لديهم أي سلاح. جاءوا بالعصي فقط..
>.. جنود الأمن حضروا بعد ثلاث ساعات من المعركة، وقد انتهت؟
كيف بعد ثلاث ساعات؟ يعني بعد القتل..
>.. نعم القتلة لم يكونوا جنودا بزي رسمي؟
القتلة ارتكبوا جريمتهم ومن الخلف هذا الكلام ليس نحن من نقوله.. ولكن من الذي سيجلي الحقائق؟ المحقق المحايد. كنت في ذلك اليوم في اجتماع لمجلس الوزراء مع رئيس الجمهورية..
>.. كان يوم جمعة.. أين حضرت؟!!
مقيل.. بعد ظهر ذلك اليوم..
>.. يوم الجمعة؟!!
المهم هو التقى برئيس الوزراء وحوّلهم إلى وزراء تصريف أعمال، في تلك الفترة أنا حضرت، قال لهم الرئيس: لقد قتل النظام في يوم جمعة الكرامة. قال لهم: قتل النظام، وقلب علينا المجتمع الدولي من جراء ما حدث. نحن لسنا من ارتكب هذا العمل. لكن ارتُكب باسمنا ونحن مسئولون. وبالتالي سنتحمل جزءاً من المسئولية، إذن أنتم يجب أن تتحولوا إلى حكومة تصريف أعمال، فحوّلهم إلى حكومة تصريف أعمال، لأنه كان هناك عملية قفز، كل واحد يرتكب الخطأ ويقفز إلى صفوف الثوار، ويعمل نفسه ثائراً.
>.. طيب.. هل عرفتم ـ وأنتم دولة طبعاً ـ من ارتكب هذا الخطأ؟
والله حتى الآن لا أستطيع أن أقول لك إننا عرفنا أو إننا نجهل.. يعني.. هناك إشارات تقول حصلت صدامات بين المناطق المحيطة، وأن البداية كانت بسور، وحدث ما حدث بعد ذلك، وأنا لا أكتفي بهذا، وما زلنا بحاجة إلى تحقيق..
>.. سأقول لك: شخصياً أنا حاضر من أولى لحظات الأحداث إلى نهايتها وأيضاً موثّق بعض تفاصيل أحداثها صوتاً وصورة.. لم يحدث أي صدام مع الأهالي مطلقاً؛ بل لقد شاهدت بعض القتلة بأم عيني!! بم ترد؟!
أنا والله لم أكن أعرف في البداية أنها حصلت جمعة الكرامة عندما اتصل بي ابني من تعز، وقال لي: هل لاحظت؟ فانتقدته، وقلت له: أنت تبالغ يا أبو ذر، وهو طبعاً من الإخوان المسلمين. فطبعاً احتد الكلام بيني وبينه وغلّق علي السماعة، قلت: أريد أن أعرف ما الذي حصل؟ فرأيت التلفزيون، ووجدت فعلاً أن هناك جريمة وجريمة بشعة جداً، يجب التحقيق فيها. ونحن طبعاً لا نستطيع أن نتقبّل ما يقوله علينا الثوار، ولا نستطيع أيضاً أن نبرر أنفسنا. يجب أن يكون هناك تحقيق محايد، التحقيق الدولي هو المطلوب.
هل تتوقع أن علي عبدالله صالح هو من وجّه بقتل هؤلاء الثوار؟
>.. لا أستطيع أن أحكم.. أنا الآن متسائل؟ لكنه في النهاية إن لم يكن من وجّه فهو يتحمل المسئولية؟ هو كان رئيس الدولة وممسك بزمام الأمور.. ومؤخراً لماذا لم يكشف الحقيقة؟
لم نختلف.. والحقيقة ليست بيده اليوم، الحقيقة بيد المجتمع الدولي هو الذي يجب أن يحقق في هذه الأحداث التي حدثت، وثقة المجتمع الدولي أكبر من عمل أو تحقيقات وزارة حقوق الإنسان.. نحن نطالب اليوم بلجنة محايدة تقوم بعملية التحقيق. وعلى أية حال يكفي أن نعرف أن علي عبدالله صالح اقتنع في هذا اليوم أن السلطة قد أصبحت خطراً إذا بقيت بأيدينا، وقد تولدت لديه رغبة حقيقية في التخلي عن السلطة، وكان يفترض بعد أن وقّعنا على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على الذي استفاد من هذه المعركة، والذي تحوّل من موقع المعارضة إلى موقع السلطة، وأصبح يمسك بسهم الأسد أن يغيّر خطابه.
>.. أيّ سهم أسد تشير إليه؟! كل ما في الأمر هو أن المشترك وشركاءه حصل على نصف الحكومة برأسها العلوي فقط، وبقية أجهزة الدولة بأيديكم كاملة؟!
لا. لا . أنت لا تحسبها بهذا الحساب. أنت الآن في نفسك شيء من التعاطف مع الثوار.
لكني أقول: لو أن الثوار أنفسهم هم من استفادوا من هذه السلطة لكنا نحن فعلاً حمدنا الله أننا قمنا بهذا العمل العظيم، لكن الذين استفادوا من السلطة هم الذين ركبوا الموجه! هم الذين خرجوا من بين صفوفنا.. أخذوا أجمل ما عندنا، وأجمل ما عند الثوار، وحكموا. التجمع اليمني للإصلاح، هم الإخوان المسلمون الذين قلبوا الدنيا كلها.
>.. في اليمن هناك حزب سياسي اسمه التجمع اليمني للإصلاح معروف ببرامجه وأدبياته السياسية؟
لا. لا. وأقول لك من المرشد في اليمن..
>.. من؟
هل تعرف الأستاذ ياسين عبد العزيز؟
>.. نعم.
ذاك هو أهم من اليدومي.
>.. هو عضو الهيئة العليا، واليدومي الرئيس!
هو عضو لكنه لا يظهر ولا يتصدّر الاجتماعات ولا شيء من ذلك، لكن هو الذي يديرها من الخلف، مثل المرجعية أو المرشد عند الشيعة.
>.. مثل لجنة السياسات الخاصة في المؤتمر الشعبي العام؟
لا توجد لجنة سياسات خاصة في المؤتمر الشعبي العام. نحن في المؤتمر الشعبي العام ليس لدينا سر، أنا أطمئنك أننا في المؤتمر الشعبي العام ما نقوله على ألسنتنا نقرأه في الصحف. من الذي أخرج الكلام؟ لا ندري. كل واحد عنده مساحة من الحرية، مساحة من الشفافية.. ليس لنا شيء نخفيه، أو نخاف عليه، الظاهر والباطن عندنا سواء.
>.. صرّحت مؤخراً أن المؤتمر الشعبي العام “فلّس” فألقيتم بأعضائكم إلى الحوثيين “يدبّروا أنفسهم”؟!
لا. المؤتمر الشعبي العام زادت قواعده. هل تعرف أن ملايين الناس الآن يتقدمون لطلب العضوية داخل المؤتمر الشعبي العام؟
>.. ملايين؟!!!
نعم. ملايين. المؤتمر الشعبي العام كم فيه أعضاء؟ أعضاء المؤتمر الشعبي العام كانوا إلى ما قبل الأزمة ثلاثة ملايين عضو، موثّقة باستماراتهم ووثائقهم، خلال الأزمة الأخيرة حصل نوع من الركود، أي لم ننشط تنظيمياً، لأننا في موقع الدفاع. فجأة بدأ الناس يطلبون استمارات. شباب وشيء من هذا القبيل، تأخرت الاستمارات فترة طويلة والآن بدأوا يوزّعونها، إذا كان المؤتمر لم يستطع أن يخرج الاستمارات العضوية للشباب، الآن الإقبال شديد جداً.
طبعاً حصلت متغيرات.
>.. ما هي هذه المتغيرات؟
إذا قلت أنا مؤتمري فكل الأضواء مسلّطة عليك.. خالفت التسوية السياسية.
والمجتمع الدولي يقلب عليك، والاستهداف موجود، ورغم أن رئيس الجمهورية سلّم السلطة واستخلف نائبه، لكنهم يريدون أيضاً أن يوجدوا مشكلة ما بين رئيس المؤتمر ورئيس الجمهورية..
>.. من هذا الذي يريد؟
أنت تعرف من الذي يريد، الذي يريد هم المستفيدون من السلطة، الذين يريدون أن يسيطروا على رئاسة الدولة.
الأيام هذه طبعاً ليسوا مرتاحين لرئيس الجمهورية لأنهم وصلوا إلى مرحلة الإخفاق، رئيس الجمهورية ـ كما يريدون ـ لابد أن يدخل في حملة الانتقادات.. حملة الاستنكارات.. حملة الشجب.. حملة التنديد، لأنه لم يحارب نيابة عنهم ضد الحوثي، هذه الجماعة والقوى الجديدة التي ظهرت ليس نحن الذين أدخلناهم إلى صنعاء.. هؤلاء كانوا محصورين في نقعة ومطرة.. هل تعرف نقعة ومطرة في صعدة؟ أطراف محافظة صعدة. لا يستطيع أحد أن يصل إليها. فحاربناهم نحن ست حروب باسم الدولة، وكنا نريد أن نخضعهم للنظام والقانون، وهم فعلاً كانت لهم رؤية، وكانت قوى المعارضة تقف معهم وتقول: نحن ظلمة وهم مظلومون، وبعد أن سلّمنا السلطة، ودخل هؤلاء الإخوة كمعارضة إلى صنعاء وعملوا لهم خياماً في الشوارع، ماذا تريد أن تقول؟ هل نستبعدهم من حساباتنا السياسية؟ أصبحوا قوة سياسية، وهذه القوة السياسية كان من المفروض أن يصبحوا معنا قوى مشاركة في السلطة، لكن لأن المشترك وشركاءه، شوف الحوثيين من شركاء المشترك، كانوا ممثلين في المجلس الوطني، استبعدوهم من هذا التمثيل وأخذوا نصف الحكومة، وجعلوا هؤلاء يبقون حيث كانوا.
>.. الحوثيون هم من رفض المشاركة في الحكومة من أساسها، كما رفضوا من قبل المبادرة الخليجية؟
كان يفترض أنهم اتخذوا قراراً بشكل جماعي، لأنهم شيء واحد، وكذلك الحراك، كانوا يقولون: لا يوجد حراك، هذا حراك علي عبدالله صالح، وهذه مشكلة أوجدها علي عبدالله صالح. حتى القاعدة، قالوا: لا توجد قاعدة، هذه قاعدة علي عبدالله صالح يحركها متى ما شاء، وينهيها متى شاء.
>.. سنأتي على ذكر القاعدة لاحقاً.. خضتم مع الحوثيين ست حروب واليوم تتحالفون معهم؟!
ـ الديمقراطية ماهي؟ أغلبية تحكم وأقلية تعارض. كانت المعارضة تقول إننا كذابون، وأننا لا توجد لدينا مصداقية، وأنه لا توجد مشكلة في صعدة، ولا توجد مشكلة في الجنوب، ولا توجد قاعدة، وإن علي عبدالله هو الذي أوجد كل هذه المشكلات، وأنه بمجرد أن يذهب علي عبدالله صالح سوف تنتهي كل هذه المشكلات، فلبينا النداء واستجبنا.
>.. علي عبدالله صالح لم ينته حتى الآن. لا يزال حيّاً يرزق..!
علي عبدالله صالح لم يتدخل في القرار السياسي للدولة.
>.. علي عبدالله صالح سُحبت منه فقط سلطة الرئاسة وبقيت له سلطات أخرى؟
أية سلطات أخرى؟
>.. على الأقل المؤتمر الشعبي العام.. سلطات اجتماعية أخرى؟
المؤتمر الشعبي العام هو من يقرّر من يكون رئيسه، وبالتالي هو موجود داخل الحوش حقه.
>.. من يسمعك تتكلّم الآن سيظن أن عندكم مؤسسات تنظيمية وأطر فاعلة ومنتظمة؟!
هاااا. عندنا الحد الأدنى من المؤسسية داخل المؤتمر الشعبي العام. صحيح إننا لسنا مثل الآخرين متشددين، لكن عندنا مؤسسات. ما الذي يحافظ لنا على هذه الملايين إلا هذه المؤسسات.
>.. قلت لي قبل قليل: إن الناس ينضمون إليكم اليوم بالملايين، كنتم سابقاً ثلاثة ملايين، واليوم كم؟
يعني.. حتى الآن ما عندنا إحصائية.
>.. ألا ترى أن شعبيتكم تراجعت على الأقل بعد الثورة؟
لا. لم تتراجع. لا تزال قائمة وشعبيتنا تزداد يوماً بعد يوم، إذن هذا العدد الذي حصل عليه الرئيس عبد ربه منصور في الانتخابات الرئاسية هي أصوات المؤتمر..
>.. عفواً وأصوات الشعب أين ذهبت؟
المؤتمر هو حزب الأغلبية، وليست أية أغلبية، بل والأغلبية الساحقة، هذه الأصوات التي حصل عليها الرئيس هي أصوات المؤتمر أو أنصار المؤتمر، أو المتعاطفين مع المؤتمر..
>.. طيب وأصوات المشترك وأنصارهم والمتعاطفين معهم؟
لنقل أن المشترك معهم مليونان من هذا العدد، وقس الساحات هذه كلها كم تستوعب؟.. إذن الأصوات التي حصل عليها الرئيس عبد ربه منصور هادي هي أصوات المؤتمر.
>.. طيب.. خرج إلى الساحة أكثر من ثلاثة ملايين ثائر، أين ذهبت أصواتهم؟
يا أخي.. لا.. ليكن معهم ثلاثة ملايين. الرئيس عبد ربه حصل على ستة. هؤلاء الذين خرجوا فيهم شباب، وفيهم من لا يحق لهم الانتخابات، لنقل مليونان من الذين خرجوا صوّتوا ومليون لا يحق لهم الانتخاب. فمن أين حصل الرئيس عبد ربه على الستة الملايين؟ حصل عليها من أصوات المؤتمر ومناصريه ومن المستقلين الذين يميلون للمؤتمر، ويرون أن المؤتمر حزب غير متشدد، وليس حزباً عقدياً، يعني حزب تقدر تعيش معه.
>.. أي حزب يا عم عبده؟! أنتم حزب حشدوي.. موسمي.. انتخابي؟
هذه طبيعة الأحزاب الليبرالية. البقية عندهم حزبية بأسلوب السرية. نفّذ ثم ناقش. المعرفة بقدر الحاجة. هذه أحزاب انتهى أوانها، الأحزاب اليومية لابد أن تكون أحزاباً ليبرالية، تقيسها بالكم والكيف معاً، لأن هذه الأصوات هي التي تحسم الأمر عند الانتخابات. وكيف العالم يحكم؟ في أمريكا الناس يتحولون إلى الحزب الديمقراطي مثلاً إذا لم يعجبهم الحزب الجمهوري في سياسته. هذه أحزاب متحولة، مشكلتنا ناصريين، أو بعثيين، أو اشتراكيين، أو إخوان مسلمين أنها محصورة في إطار النوع، ولم تستطع أن توسّعها إلى الكم، ولذا تدخل أية عملية انتخابية وتخرج منها خاسرة.
>.. تخرج خاسرة بحكم البنك المركزي والجيش والإعلام الرسمي؟ هذا معروف!
لاااااااااااااا.. لا تصدّق هذا الكلام. اليوم البنك المركزي بأيديهم، والجيش بأيديهم، ليعملوا انتخابات بكرة، نحن موافقون أن نسلّم ما تبقت لدينا من سلطة، ونتحول إلى معارضة.
>.. ذاك ليس بعيداً.. «ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد»!
نعم.. إذا جاءت عن طريق الصناديق فهي مقبولة، نحن قد حكمنا طويلاً، واليوم نحن بحاجة إلى أن نجرّب المعارضة، لنكون حزباً، نحن لم نشعر أننا حزب له تواجد وله صوت وله مشاركة إلا في هذه الظروف، أما من قبل فكما قال الشيخ ياسر العواضي كانوا خمسة يحكمون فقط.
>.. من هم؟
علي عبدالله صالح. الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. علي محسن صالح، والإصلاح، والذين معهم.. هؤلاء هم الحاكمون.. الإصلاح معه يحكم من زمان.
>.. حكم خمسة..؟؟ طيب سمعنا علي عبدالله صالح عشرات المرات يخطب ويقول: إنه باني اليمن الجديد وأنه بنى دولة المؤسسات؟ ودولة النظام والقانون، وأنه أتى بما لم تأتِ به الأوائل.. وكذا وسائل إعلامه وصحفه رددت هذا مراراً وتكراراً ولا تزال.. هل هؤلاء الخمسة هم دولة المؤسسات؟!!
والله رغم هؤلاء الطواهيش الذين كانوا جنبه، لكنه بنى..
>.. بنى طواهيش أو دولة الخمسة؟ ما رأيك؟
الطرقات من أيام علي عبدالله صالح، المدراس والجامعات في معظمها من أيام علي عبدالله صالح. المطارات والهيئات والمنظمات..
كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والجيش من أيام علي عبدالله صالح. قل لي ما هو الجديد الذي تحقق في هذه الثلاث السنوات؟
>.. يا سيدي هذا رئيس دولة يحكم لما يقارب أربعة وثلاثين سنة، إذا لم ينجز ذلك فما الذي سينجز؟
هو لم يحكم لوحده. ثلاثة وثلاثون سنة كان الحزب الاشتراكي يحكم الجنوب وعلي عبدالله صالح يحكم الشمال، وبالتالي كانت الدولة إلى نقطة الأزرقين وانتهت الدولة. الدولة كانت محصورة في إطار صنعاء فقط، لكن في إطار علي عبدالله امتدت الدولة، النفط الذين نحن معتمدون عليه بما نسبته 70% لم يُستخرج إلا في عهد علي عبدالله صالح. وحصل شيء من الاستقرار والاطمئنان..
>.. صحيح استخرج النفط، لكن أين هي مخرجاته؟!
مخرجاته كنا نصرفها على الدولة، ولم نكن نعمل عجزاً في الموازنة مثلما هو حاصل اليوم.
>.. أين هي الدولة سيد عبده؟ أنت اليوم لا تجد أمنك الشخصي ولا أمنك العام؟
الآن نعم.
>.. ومن سابق أيضاً.. الأمور لم تكن سمناً على عسل؟
لا. لا. في السابق كانت الأمور أحسن، أنت رجل موضوعي، وأنا قرأت كتابك، كتاب جميل وبحثت في قضايا كثيرة جداً... لا تستطيع أن تقول أن ما هو كائن أفضل مما كان. مع اعتزازنا الكبير أن عبد ربه منصور هادي أميننا العام ونائب رئيس المؤتمر. وسنقاتل عليه، لكن ما تركوا له فرصة يشتغل..
>.. أستاذ عبده بعيداً عن أسلوب الاستطراد، والجميل أحياناً؛ لكن أنا أريد إجابة شافية لسؤال خرجنا كثيراً عنه يتعلّق بتحالفكم مع الحوثي؟
يا عزيزي أنا قلت: لا يوجد تحالف بين المؤتمر والحوثي.
>.. تقول لي الآن عكس ما صرحت به!!
لا. إرجع إلى تصريحي ودقّق، وارجع إلى المؤتمر الصحفي الأول والثاني، قلت بالحرف: نحن كنا نريد أن نقيم تحالفاً مع الحوثي..
>.. عفواً على المقاطعة.. قلت بالنص: «المؤتمر الشعبي العام نسّق مع الحوثي بسبب ضغوط الإصلاح “الإخوان المسلمين” وأنكم عجزتم عن دفع الرواتب...»؟!
أنا أوضحت هذا الكلام وصدر بيان يوضّحه..
 
>.. أنا أسألك الآن عن كلامك أنت، ولا أسألك عن البيان الاستدراكي الذي لحقه؟
سأوضح لك أن الذي عارض التحالف مع الحوثيين هو علي عبدالله صالح، قال: حاربناهم ستة أعوام، ولا يمكن أن نتحالف معهم.
>.. هذا الكلام في البيان الاستدراكي؟
لا لا لا .. هذا الكلام قلته في المؤتمر الصحفي.
>.. يا أستاذ عبده أنا نقلت لك الكلام الأول بالنص ومن مصادره؟
لااااا.. هذا أخذته من أحد المواقع.
قوّلوني ما لم أقله. أنت سمعت البخيتي ماذا قال لهم؟ قال له: اعترف عبده الجندي. قال له: لم يعترف. قال: تعاون. في ظلم واكتُشف أن هذا الظلم سببه المحسوبون على أحد الأحزاب.
>.. ظُلم على من؟
على المواطنين، جاء الحوثي بمثابة منقذ. أين تتوقع يذهب الكثير ممن تضررت مصالحهم؟، ماذا تريد الناس أن تعمل؟ لم نستطع أن نتحكّم بهم، نحن في المؤتمر بقرار، ولا.. من الذي خذل أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر؟ حاشد هي التي خذلتهم. وقرّرت ألا تقاتل معهم.
>.. في هذه أتفق معك.
وهم الذين أدخلوا الحوثيين.
>.. في هذه الجزئية نظر..
لا. لا. هذا الكلام 100% مؤكد. نحن تعاطفنا مع أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. برغم إننا متضرّرون مما قاموا به ضدنا. وشعرنا أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سيقول لنا يوماً ما: الله المستعااااااان!! لم تكونوا أوفياء مثلما كنت أنا وفياً معكم. لم نستغل هذه الأزمة, ولم نحاول أن نتشفّى، حتى إعلامنا كان أكثر تماسكاً، لأننا لا يكمن أن نلجأ إلى مثل هذه الصغائر، بل نحن نكبر في الصغائر، كنا في أعماق أنفسنا «زعلانين» لما حصل لأولاد الشيخ، ولم نكن مقتنعين بموقف مسئول في أحد الأحزاب الذي قال: إنه ليس على كل شيء قدير. وأن هذه مهمة الدولة. لماذا يا أخي لم ترجع لمهمة الدولة إلا الآن؟ وأنت من سنة 2011م وأنت تنظّم المليشيات والمسلّحين..
>.. من ينظّم؟
يا عزيزي ما الذي حصل للحرس الجمهوري في أرحب؟
>.. القبائل تواجهوا هناك مع الحرس الجمهوري.
القبائل هم حق الإصلاح.
>.. بل قبائل فيهم من المؤتمر الشعبي العام المناصرين للثورة؟
لا. لا . لا. و ليس فيهم واحد من المؤتمر الشعبي العام معهم عناصر تتبع أحزاباً أخرى هم الذين قاتلوا الجيش، حتى دخلوا له من المواسير، وقتلوا القائد، أخذوا السلاح، نهبوا الطرقات وقطعوها، المعسكر الذي كان «رايح مدري فين مسكوه».
>.. كان ذاهباً لسحق الثوّار في صنعاء؟
لا.. نهبوا حقه الأسلحة وسلحوا القبائل. أخذوا السلاح حق المعسكر ، ثقيل ومتوسط وخفيف، في نهم أخذوا السلاح حق المعسكرات. في الجوف كذلك وقالوا للعسكر «روحوا» لكم..
>.. أستاذ عبده سأقول لك: رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام هناك في الجوف قاتل جنباً إلى جنب مع القبائل ضد الحوثي.. هل رئيس فرع المؤتمر في الجوف إخوان مسلمين؟!
قاتل نعم، لكن لم يعد ينفع قتاله. سيطروا على الجيش ونهبوه..
>.. حصلت سيطرة على السلاح من قبل القبائل والثوار بشكل عام ثم سلّم مؤخراً للدولة، بل لم تخرج من ثكناتها؟
نهبوه، يا أحمدي أنت رجل صادق، وكتابك يشهد أنك بحثت عن الحكم والأمثال، شوف هذا الكلام ليس للاستهلاك، أنا لا أدافع عن الحوثيين، لكن أقول: من الذي سلّم لهم هذه الأسلحة الثقيلة والدبابات؟
>.. خلاصة هذا المحور.. تستطيع أن تنفي أي تنسيق بين المؤتمر والحوثي على وضوحه؟
 
لا يوجد أي تنسيق. يا رجل «عاد الحوثي متشقر بتولقة». «عادو» غير راضٍ أن يمد يده، الحوثي يتهمنا أننا القتلة، وأننا قاتلناهم وحاربناهم، وأنه ثوري.
أنظر التغيير لابد أن يكون ثورياً، قرأوا هذا الكلام، لكن ماذا يفترض أن يكون في عملية التغيير؟
>.. الحوثي قبل الثورة كان مظلوماً؟
ظلم. ولا يزال مظلوماً، من الذي يظلمه؟ نحن لم نشركه في السلطة، يا أخي «ندي له» التربية والتعليم «مو يقع؟»، «ندي له» وزارة العدل.
>.. هو رفض الحكومة من أساسها؛ بل ورفض المبادرة الخليجية من يومها؟
لا، هو يريد حكومة يكون رئيسها شخصية من الإصلاح.
>.. الحوثي يريد رئيس وزراء من الإصلاح؟
نعم. هذا كلام وأنا مسئول عنه، أنا تناقشت مع البخيتي، وقال: نريد رئيس وزراء من الإصلاح. يتحمّل مسئوليته أمام الآخرين.
>.. ليعمل في إطار حزب سياسي ويلقي السلاح جانباً ويعمل.. ما الذي يمنع؟
هو «قدو» حزب سياسي، تريده يقدم لك ورقة الآن؟ قد اعترفت به، ودخلته مؤتمر الحوار الوطني وأصبحت كلمته كلمة نافذة، وحتى قياداته تستهدف، ونحن نقول إنه غير حزب سياسي؟ هذا كلام.
أما إننا نقزّمه اليوم ونقول له: اذهب إلى لجنة الأحزاب لاستخراج تصريح بحزب سياسي لا يُقبل هذا الكلام..
>.. لماذا؟!!
يا أخي الحوثي أصبح قوة في البلاد. والمهم أنه قد أصبح قوة سياسية وحزباً سياسياً معروفاً ومعترفاً به.
>.. طيّب والحراك دخل مؤتمر الحوار الوطني، فهل تعتبرهم حزباً سياسياً؟
لا، هؤلاء دخلوا يمثّلون أنفسهم، أما هؤلاء فدخلوا يمثّلون جماعة أنصار الله. في الماضي كنا نقول الحوثيين لكن عندما دخّلناهم مؤتمر الحوار الوطني قبلنا التسمية الجديدة حقهم أنصار الله.
>.. لماذا هذه الأيديولوجية؟
نحن بحاجة إلى أن نتحرّر من هذه الأيديولوجيات الشمولية، أنت تقول: إنك أنصار الله. العالم كلّه أنصار الله، أنت تقول: أنك “إخوان مسلمين”.. العالم كله مسلمون، هذه تسميات شمولية يجب أن نتحرر منها تماماً، ويجب أن نطرح رؤية سياسية بعيدة عن التمترس خلف الدين، ولو واحد قال كلمة ما، تقوم تخرج له حديث وتحاكمه!
>.. أستاذ عبده، هل لا تزال تعتقد أن ضحايا الاحتجاجات السلمية جثث استُقدمت من أرحب؟
يا عزيزي هذا كلام ليس فيه مجازفة، في ناس قُتلوا في الساحات كانوا يتصادمون مع الشرطة، يتصادمون مع مواطنين، هؤلاء شهداء، وأنا اعتذرت لأمهات الشهداء. يا عزيزي كانوا يخلطون ما بين الشهداء.. الشهداء المدنيون، الذي يواجه وهو أعزل من السلاح، وما بين شهداء كانوا يسقطون في حرب، في الحصبة، كان يسقط ناس كثير جداً، هذه حرب، حرب بكل ما تعني الكلمة، نُهبت المؤسسات والوزارات، شُلّحت، الكمبيوتر بيع بألف ريال، هؤلاء ضحايا كانوا يأخذونهم ويعرضونهم، ويخلطون بين شهداء الاحتجاجات السلمية وضحايا الحرب. في أرحب حرب بيننا وبينهم. نحن نحتج على الأرقام التي كانوا يعرضونها، هم كانوا يريدون أن يهيجوا المجتمع الدولي علينا، يخلطون بين ضحايا الاحتجاجات السلمية وضحايا الحرب..
>.. طيب معك.. ولنتفق على أن من قُتل في الحصبة أو أرحب قتلى حروب أرادوا أن يخرّبوا مؤسسات الدولة؛ لكن ضحايا الاحتجاجات السلمية لماذا تقتلونهم وهم سلميون؟
 
هل نحن خرجنا لهم بالدبابات؟ يا أخي ناس خرجوا يقتحمون مجلس الوزراء، وهناك حراسة، هذه الحراسة تدافع عن هذه المؤسسات..
>.. ضحايا جمعة الكرامة؟
هؤلاء قلنا: إنها لغز يجب التحقيق فيه من جهة محايدة، وسنكون متقبّلين لنتائج التحقيق التي ستخرج بها.
>.. وضحايا كنتاكي؟
وكنتاكي، كلهم من الضحايا.. وأنا أقول: من قتل يجب أن يحاكم. سواء كان من أبناء القوات المسلحة والأمن التابعة لنا، أو من الميليشيات المسلحة، يعني القتلة يجب أن يُحاكموا.
>.. ما هي حجم المصالح التي تربطك بالرئيس السابق؟
والله تربطني به علاقة احترام لا أقل ولا أكثر، وبالتأكيد هناك أناس كانت لهم مصالح مع علي عبدالله صالح في تلك المرحلة، لكن علاقتي به سياسية أقمتها في فترة من الفترات واستمرت علاقة طبيعية، ولم يكن لنا إمكانيات سابقة نستطيع التواصل معه. لكن في اللحظة التي رأيته يحمله البعض كل شيء، والظلمة يتحوّلون إلى ثوار، قلت: هذا عيب، أننا نتخلّى عنه.
والواحد يعمل بضميره، ومن العيب أن نتخلّى عنه.
>.. الأستاذ عبده الجندي الذي تربّى على القيم الثورية والعروبية، وعلى قيم اليسار والتقدمية وهو أيضاً الكاتب والمثقف الكبير يتخلّى عن ثورة شعب منحازاً لشخص في النهاية؟
لا تزال هي هي نفسها.. لو تسألني الآن ما هو هدفي في الحياة؟ سأقول لك: هو المساواة بين الأغنياء والفقراء، لكن أن نخلق غنى جديداً بأساليب جديدة وغير مشروعة فأنا ضد هذا، الفاسد يجب أن نحاكمه، القاتل يجب أن نحاكمه. العدل يجب أن يستتب، وعلي عبدالله صالح واحد من هؤلاء. من الذي أعطاه الحصانة؟ أليس هو الإصلاح مقابل أن يتنازل لهم عن السلطة؟ مع أنهم كانوا شركاء، واليوم أنكروا أنهم شركاء.
>.. المؤتمر الشعبي العام يتعامل مع الرأي العام كما لو كان في المعارضة وبقية الأحزاب في الحكم، مع أنه ممسك بأغلب مفاصل السلطة.. ما هذه الازدواجية في الخطاب؟
هذه تعلّمناها من الإصلاح، كان شريكاً معنا في السلطة ويعارض، وتعلّمناها من الاشتراكي كان شريكاً معنا ويعارض، هذه عادة ليست مستحبة، لكننا تعلّمناها منهم.
>.. ألم تفكّر بالاستقالة من المؤتمر الشعبي العام؟
حتى الآن لا. أشعر إن المؤتمر الشعبي العام قياساً إلى بقية الأحزاب والتنظيمات الشمولية ليس ذلك الحزب الشمولي الذي يجعل الكلام كلّه بمقاييس محددة، أنا رجل ما عندي فرامل، بعض الأوقات أدري وقد قلت كلاماً خارج نطاق التوجيهات. فأيّ حزب سيتحمّل تجاوزاتي هذه؟
>.. تُرى من هو الذي يوجّه القامة الثقافية والسياسية، الأستاذ عبده الجندي؟!
أنا أقول لك: لا أحد يوجّهني..
>.. عفواً أنت الان تقول لي ذلك!!
«شوف».. المؤتمر الشعبي العام «يدي لي» خطط عامة، أما الكلام الذي لست مقتنعاً به فلا يمكن أن أطرحه. المؤتمر الشعبي العام هو الوحيد الذي لا يُحاسبك على رأيك، ويقول لك: يللا تمام.. أصلاً في داخل المؤتمر الشعبي العام اشتراكيون، فيه ناصريون، فيه بعثيون، هو عبارة عن قنطرة..
>.. وإخوان مسلمون أيضاً؟
«يضحك» وإخوان مسلمون.. هم مكانهم إخواننا هؤلاء، «شوف» أنا لا أحقد على الإخوان المسلمين، أنا كنت حليفاً لهم..
>.. قلت المؤتمر الشعبي العام لا يضيق بالرأي.. وأنت كنت ناصرياً من قبل، فهل الناصريون يضيقون بالرأي؟
الأحزاب الشمولية كلّها. وإلا ما الذي جعلنا نختلف داخل الحزب الناصري؟ قُل كذا، ولا تقُل كذا.
اقرأ كذا، ولا تقرأ كذا. يا إخواني أنا لست طفلاً، الإنسان لابد أن يطّلع على الماركسية ويعرف ما هي عيوبها وما هي إيجابياتها. «لازم يشوف» فكر الإخوان المسلمين، يعني تطوّر نفسك، للأسف الشديد لا يوجد تطوير، هناك مثقفون لكنهم ليسوا مرنين، داخل الحزب الناصري يوجد نوع من الأرثوذكسية المتخلّفة، يعني مثلاً قرأ الميثاق، ولا يمكن يزوّد عليه أيّ حرف! حتى لم يعد يقرأ صحيفة الجمهورية، ويريد يحاكمك على قضايا تريد أن تطرحها. طيب ليس إلى هذه الدرجة. أنا ألزمتك ووصلتك إلى هذه الدرجة وهذا التنظيم، واليوم تعمل نفسك أستاذاً عليّ!
>.. عفواً.. هناك تصريح للدكتور عبدالملك المخلافي قال: إن فلاناً وفلاناً وسمّى أشخاصاً بعينهم من ضمنهم عبده الجندي تم فصلهم من التنظيم؟
أولاً لولا أنا لما كان قبل التنظيم عبد الملك المخلافي، أنا الذي ألزمته وهو لا يستطيع أن ينكر هذا.. لا أريد أن أقول ماذا كان؟ لكن أنا أصررت عليه؛ لأنه تربطني به علاقة جيدة، لأننا من مديرية واحدة، مديرية التعزية، وأنا الذي أوصلته إلى التنظيم الناصري، وأنا الذي دفعته حتى أوصلته إلى القيادة. وبعد ذلك يرجع يتأستذ عليك؟ هذه هي الأرثوذكسية، هو ليس مفكراً الدكتور عبد الملك المخلافي، ليس دكتوراً.
يا أخي لماذا تقدّم نفسك دكتوراً؟ نحن اتفقنا إنك أنت «تروح» الخارج وتجلس. والقذافي يعجبه كلمة دكتور فقدّم نفسك على أنك دكتور، لكن أنك ترجع وتقلبها من صدق علينا.. هذا ليس صحيحاً! «يضحك» هو خريج من جامعة صنعاء بتقدير مقبول، خريج شريعة وقانون، وعاد هو أخذها بالانتساب. وبصرف النظر عن هذه المخلافي يدّعي أشياء وبطولات أكبر من حجمه، وتاريخه وقدراته، يوهم الآخرين إنه مؤسس الحركة الناصرية، عندما قام الانقلاب عام 78م كان لا يزال في التنظيم الغطاء...
>.. على صعيد المؤتمر الشعبي العام.. قناة اليمن وصحيفة اليمن اليوم، وأيضاً قناة آزال.. هل هذه تمثّل المؤتمر الشعبي العام؟
نحن قلنا: من يمثّل المؤتمر الشعبي العام هي صحيفة الميثاق، المؤتمر نت، هذه أشياء محسوبة، لكن قناة اليمن والصحيفة محسوبة على المؤتمر الشعبي العام لكن لها مساحة، أغلب ما يأتي فيها لا يمثّل المؤتمر الشعبي العام، الصحيفة والقناة أردناها هكذا، ليس مؤتمر شعبي بطريقة يملّها الناس، هذه وسائل لها طريقتها، هناك مجلس إدارة وفيه شركاء؛ لكن في نفس الوقت هي قناة مهنية، أكثر مما هي سياسية تابعة لحزب. ولذلك فيها رأي ورأي آخر.
ـ>.. مستقبل المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة القادمة؟
المؤتمر الشعبي العام، نحن نفكر الآن في كيفية تفعيله، نحن نفكر في كيفية أن ينتقل إلى استغراق أكثر جهداً في المجال التنظيمي أكثر من المجال السياسي. الفروع اليوم جامدة وهي تحتاج إلى تفعيل، وسيكون لنا لقاء مع الأمين العام قريباً إن شاء الله. وسينصرف هذا اللقاء إلى كيفية تفعيل فروع المؤتمر.
>.. لماذا تهاجم صحفكم الرئيس هادي أحياناً؟
لا لا .. هذا غير موجود، وإذا حصل من اليمن اليوم الصحيفة أو القناة فالكتّاب فيهما من أحزاب أخرى، يقولون رأيهم فيها، لكن هذا لا يمثّلنا.
>.. أنا أسألك الآن عما نقرأه في الميثاق؟
أنا أنتقد هذا تماماً أننا ننتقد رئيس الجمهورية، وممكن ننتقده في الصح، لكن أن نتهجّم عليه مثلما يفعل الذين يبتزّونه هذا ليس موجوداً عندنا، نحن في صف رئيس الجمهورية ونستنكر الحملات التي تقوم عليه اليوم، حتى وزير الدفاع هو محسوب علينا وكانت لنا ملاحظات عليه بعد أن غيّر قيادات بشكل كامل كانت محسوبة علينا، إلا أننا ضد الحملة التي يشنّها البعض ضد شخص وزير الدفاع وتستهدفه بشكل شخصي، وتحاول التقليل من قدرته أو مكانته أو ما يقوم به.
>.. متى سنسمع عن المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي العام؟
نحن في حاجة إليه كحاجة الطاعنين في السن للعكاز، نحن بحاجة ماسة لعقد مؤتمر، إنما في انتظار لملمة أمورنا وإنهاء التباينات الموجودة، نريد أن ندخل المؤتمر ونحن فريق واحد، وبالتأكيد فالمؤتمر سيحسم قضايا كثيرة..
>.. من بينها مصير علي عبدالله صالح نفسه؟
والله هذا بيد الناس، نحن طبعاً نتطلّع إلى التجديد، أيّ نتراجع كلنا الذين في الصف الأول، وندع المؤتمر ينتخب له قيادة جديدة.
>.. نت قلت ذات مرة: إنه إذا خرج علي عبدالله صالح ستخسرون؟
فرق بين أن نُخرجه، وبين أن يخرج، إذا خرج بقناعته، سيبقى محاطاً بالاحترام والتقدير داخل المؤتمر الشعبي العام؛ لأنه يُراد اليوم لعلي عبدالله صالح أن يُخرج، وهذا أسلوب استفزازي، وأسلوب غير تنظيمي، وأسلوب غير أخلاقي حتى. تخيّل أننا نقول لهم: أخرجوا عيال الشيخ أو علي محسن من عندكم، ماذا سيكون الرد؟ هذا يُعتبر تدخّلاً في شئونهم الداخلية.
>.. ما علاقة سؤالي السابق بما تقوله لي الآن؟ علي محسن وأولاد الأحمر كيف حشرتهم في الأمر؟
لا.. نحن نعرف أن هناك صراعات وهناك حساسيات، أحياناً يختلط الذاتي بالموضوعي..
>.. الكلمة الأخيرة مفتوحة؟
أرجو أن نغيّر من خطاباتنا إذا أردنا أن نغادر الماضي وننتقل إلى المستقبل، يجب أن نركّز على قضايا الحاضر والمستقبل، نتبادل التنازلات، ونحلّ المشكلات، نحقق في القضايا الغامضة، يجب أن نبتعد عن الكراهية والحقد لكي نمارس عملاً سياسياً صحيحاً.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.