بدو الحكومة الأميركية أمام خطر داعش الداهم، وكأنها تعمل ببطء وتضع ثقلها في المسار السياسي.
الأميركيون وكردستان
عبّرت الإدارة الأميركية عن موقفها من مطالبات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بأن الواقع تغير، وربما يجب النظر في موضوع الاستقلال الآن بالقول إن توحيد العراقيين وجهودهم شرط ضروري لمواجهة خطر داعش، وهو خطر وجودي بحسب تصريح أدلت به لـ"العربية" المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان.
يؤكّد الأميركيون أن سياستهم لم تتغيّر ويريدون المحافظة على العراق موحّداً، ويبدو بحسب مصادر الاجتماع بين الوزير كيري ومسعود بارزاني ان الوزير الأميركي حاول بكل دبلوماسيته إفهام بارزاني أن للأكراد دوراً جوهرياً في هذه اللحظة التاريخية والأميركيون ينتظرون من الأكراد أن يكونوا على هذا المستوى.
ويتجادل الأميركيون مع الاكراد بالقول أيضاً إن لا أهمية لمن يسيطر على حقول النفط أو المصافي، وأن السيطرة على كركوك لا يجب ان تعني ان الأكراد يملكون نفط المدينة، بل إن نفط البصرة وكركوك لكل العراقيين. وقد خرج الوزير الأميركي بانطباع بعد محادثاتهم مع بارزاني أن الزعيم الكردي لا يدعو إلى انفصال واستقلال بقدر ما يريد "أخذ الأمر الواقع الجديد بعين الاعتبار".
المالكي
من الواضح أن الودّ مفقود بين رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي والإدارة الأميركية، ويعتبر الأميركيون أن المالكي حاز على بعض التأييد الإضافي من قبل الشيعة مباشرة بعد بدء هجمات داعش، لكن قسماً آخر فقد الثقة به وبدأ يحاسبه على مسؤوليته في الانهيار، ويعتبر الأميركيون أن المالكي لم يعد في موقع القوة كما كان مباشرة بعد الانتخابات النيابية الأخيرة.
لكن الأميركيين وفي إطار سعيهم للالتفاف على المالكي يضعون المسؤولية الأكبر على الأكراد والسنة.
وبحسب معلومات العربية.نت فإن الأميركيين أبلغوا زعماء السنّة أن عليهم أولاً الاتفاق في ما بينهم على من يكون رئيس البرلمان المقبل، وهو بالعادة من أهل السنة. كما أبلغوا الأكراد أن عليهم أن يتفقوا على من يكون خليفة رئيس الجمهورية جلال الطالباني خصوصاً أن المسيرة الدستورية تحتّم أن يجتمع البرلمان لانتخاب رئيسه، ثم رئيس الجمهورية وسيكون على رئيس الجمهورية أن يختار شخصية مكلفة برئاسة الحكومة.
تبدو هذه المسألة السياسية معقدة وسيلجأ وزير الخارجية الأميركي إلى الضغط على الأطراف المحليين من خلال الأطراف الإقليميين وبعد محادثات وليم بيرنز مع الوفد الإيراني في فيينا الأسبوع الماضي سيسعى وزير الخارجية جون كيري مع الاردن والسعودية والامارات وسيطلب منها ممارسة كل ما تستطيعه مع السنّة العراقيين لتوحيد موقفهم أولاً ضد داعش كتنظيم إرهابي يهدد العراق السنّة كما يهدد أمن دول المنطقة.
كيري في المنطقة
ويبدو دور الأميركيين والأطراف العربية محورياً مع السنّة العراقيين وهم في هذا الوقت موزّعون بين معادين للتنظيم الارهابي ولكن لديهم مشاكل كبيرة مع المالكي وسطوته وهناك قسم آخر ما زال يقف بالانتظار، فيما يستغل بعض التنظيمات من البعثيين القدماء الوضع لدعم داعش من باب رفض كل نتائج ما بعد الغزو. وقد استغل التنظيم الإرهابي هذه المواقف وهو يهدد بغداد ووجود العراق ويستعين بأكثر من 95 بالمئة من العناصر غير العراقيين، لبسط سيطرته على الأراضي الشاسعة من العراق وتطبيق أفكار راديكالية عليه.
وبحسب معلومات "العربية.نت فيحمل وزير الخارجية رسائل متعددة في جولته، ومنها أن خطر داعش لا يمكن احتواؤه، بل يجب القضاء عليه ويجب القضاء على أي مصدر لتمويل التنظيمات الاإهابية في العراق وطبعاً سوريا.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.