قالت صحيفة الشارع اليمنية ، وجود أزمة غير معلنة حدثت، بشكل مفاجئ، الأيام الماضية، بين رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، والمملكة العربية السعودية؛ على خلفيات تطور الوضع في اليمن، والسماح لجماعة الحوثي بالتوسع والسيطرة على محافظات ومناطق كبيرة في اليمن، في ظل صمت ودعم غير معلن يُتهم الرئيس هادي بتقديمه للجماعة.
 
ونقلت يومية "الشارع" في عددها الصادر الأربعاء، عن مصدر سياسي مطلع توضيحه، أن هذه الأزمة تفجرت بين الجانبين، "بعد تلقي الرياض معلومات موثقة عن الدعم الذي قدمه ويقدمه الرئيس هادي لجماعة الحوثي، وتمكينها من التوسع للسيطرة على العاصمة صنعاء، ومدن ومناطق أخرى، مشيراً إلى أن السعودية تلقت – أيضاً – معلومات تتهم الرئيس هادي بـ"الوقوف خلف التصعيد الحاصل في الجنوب من قبل الحراك الجنوبي".
 
وقال المصدر السياسي: "إن الديوان الملكي السعودي أرسل، مطلع هذا الأسبوع، رسالة عبر الفاكس إلى رئاسة الجمهورية اليمنية، تضمنت غضباً سعودياً كبيراً من الرئيس هادي، وتطورات الوضع في اليمن"، مضيفاً: "تقول المعلومات المؤكدة أن السعودية أبلغت الرئيس هادي، في رسالة الديوان الملكي، استياءها من تناقض التطورات على أرض الواقع في اليمن مع ما أبلغهم ويبلغهم به الرئيس هادي. وإيصال هذه الرسالة عبر الفاكس بدون إرسال مبعوث بذلك هو أمر يُعبر عن مدى غضب الرياض من هادي".
 
وأفاد المصدر بأن "الرسالة السعودية عبرت عن أسف قيادة المملكة العربية السعودية لما وصلت إليه الأمور في اليمن، وما وصلت القيادة اليمنية، ممثلة بالرئيس هادي، من تضليل أدى إلى وصول الأوضاع في اليمن إلى ما وصلت إليه".
 
وذكر المصدر، أن "الرسالة قالت إن المعلومات التي كان ومازال يقدمها الرئيس هادي للسعودية، ورعاة عملية نقل السلطة في اليمن، عن معوقات العملية السياسية من قبل الحوثيين والنظام السابق، كانت مغايرة لما يجري في الواقع، وفقاً لتقارير ومعلومات مدعومة بالأدلة تؤكد ذلك، وأن تلك المعلومات كانت مضللة ومتناقضة".
 
وقال: "السعودية وبقية دول الخليج المتحالفة معها، أصبحت ترى أن الرئيس هادي صار يُشكل خطراً ليس على اليمن فحسب، بل عليها أيضاً، وهناك جهود للوصول إلى مبادرة خليجية ثانية تتضمن تحديد مدة زمنية لإنهاء الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية في اليمن، والمبادرة الخليجية الثانية تقودها سلطنة عمان، وسبق لوزير خارجيتها أن دعا إليها، وطرحت مبعوث عماني زار الرئيس هادي، مؤخراً".
 
وتابع المصدر: "تلقت السعودية معلومات موثوقة عن الدعم الذي قدمه الرئيس هادي لجماعة الحوثي، خاصة توجيهاته القاضية باستيعاب ممثلين للجماعة في الأمن والجيش، وفي الكليات العسكرية بشكل استثنائي مخالفاً للقانون والنظام".
 
وأضاف: "حسب المعلومات، فقد استطاعت أطراف يمنية إيصال رسائل إلى السعودية والإمارات اقنعتهما بأن ما تمر به اليمن، منذ ما بعد عام 2011م، هو من انتاج الرئيس هادي ونظام جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم في اليمن، وتقول المعلومات إن هذه الأطراف اليمنية طلبت من السعودية والإمارات التأكد من ذلك".
 
وأوضح المصدر، أن إعلان الرئيس هادي خلال لقائه بالقيادات العسكرية، مؤخراً، عن أن "الحوثيين شركاء وسيتم استيعابهم في المؤسسات الرسمية" ضاعف من غضب السعودية، مشيراً إلى أن "الغصب السعودي تصاعد أيضاً بعد إعلان وزير الدفاع، اللواء الركن محمود الصبيحي، الأيام الماضية، خلال زيارته لمعسكر قوات الشرطة العسكرية، في العاصمة صنعاء، أنه سيتم "استيعاب ودمج مجاميع من أنصار الله "الحوثيين" في الجيش والأمن، من أجل إحداث توازن".
 
وقال المصدر، إن الرئيس هادي أجرى اتصالات بالسعودية؛ إلا أنه فشل في احتواء الأزمة، ما دفعه إلى الاتصال بجمال بنعمر، ومطالبته بالقدوم إلى اليمن".
 
وأضاف: "كرد وفي محاولة للضغط على الرياض، وجه الرئيس هادي بإبلاغ إيران إعادة سفيرها إلى اليمن، والذي غادر صنعاء قبل أكثر من عام، إثر هجوم شنه هادي، وقتذاك، على إيران، واتهامها بالتدخل في شؤون اليمن وبالفعل عاد، الاثنين، السفير الإيراني إلى اليمن".
 
وأوضح المصدر، أن الرئيس هادي "مازال يعمل على إنها الأزمة مع الرياض، وإعادة العلاقة الجيدة بها، كي يضمن تقديمها الدعم المالي له، ومساندته الحكومة الجديدة".
 
وأفاد المصدر، بأن جمال بنعمر، المبعوث الأممي إلى اليمن وصل، الاثنين، إلى العاصمة صنعاء، بشكل مفاجئ تلبية لطلب من الرئيس هادي، بسبب تصاعد هذه الأزمة غير المعلنة والمفاجئة بين الأخير والسعودية.
 
وأشار المصدر إلى أن الرئيس هادي طلب من بنعمر القدوم إلى اليمن من أجل الإطلاع على تطورات الوضع، وبذل جهود دولية لإنهاء الأزمة المفاجئة بينه وبين السعودية وبقية دول الخليج المتحالفة معها.
 
وقال المصدر: "أتوقع أن يعمل بنعمر على دعم الرئيس هادي من قبل أمريكا وبريطانيا من أجل إنهاء الأزمة القائمة بينه وبين السعودية.. والأرجح أن بنعمر سيعمل على خلق أشياء بالجانب الداخلي مطمئنة للرياض، وإقناعها بأن الرئيس هادي ما زال صمام أمان هذه المرحلة في اليمن، ولا نعرف ما إذا كانت السعودية ستقتنع بذلك وسترضخ لضغوط أمريكا وبريطانيا وستغير موقفها من الرئيس هادي".
 
وقال المصدر: "إن استقبال الرئيس هادي، الثلاثاء، في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء لسفير المملكة العربية السعودية في اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، كان على خلفية هذه الأزمة غير المعلنة بين الجانبين"

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.