كشفت صحيفة محلية، تفاصيل اجتماع عُقد، الجمعة الماضي، في العاصمة صنعاء واستمر لأربع ساعات متواصلة بين قيادات الأطراف الرئيسية في البلاد، بحضور رئيس الوزراء، خالد بحاح والمبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر.

ونقلت صحيفة "الشارع" في عددها الصادر الأحد عن مصادر سياسية رفيعة المستوى حضرت هذا الاجتماع قولها: "إن رئيس الوزراء والمبعوث الأممي أبلغا حاضري الاجتماع، بينهم رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد، أن دول الخليج وجميع الدول المانحة، أوقفت جميع المساعدات المالية لليمن حتى ينسحب مسلحو الحوثي من العاصمة صنعاء، والمؤسسات الحكومية التي يسيطرون عليها".

وقال قيادي حزبي كبير إن الاجتماع، الذي حضره مع ممثلين عن الأطراف والأحزاب السياسية، على رأسها الأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة، فشل في التوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثي من أجل سحب مسلحيها من العاصمة والمحافظات التي استولوا عليها منذ اقتحامهم للعاصمة صنعاء والسيطرة عليها، عصر 21 سبتمبر الفائت.

وأضاف: "عقد هذا الاجتماع بحضور رئيس الوزراء خالد بحاح، وفي اللقاء أبلغ جمال بنعمر المجتمعين أن اليمن ستكون عرضة لحصار مالي دولي؛ إذ أن جميع الدول ستوقف المساعدات التي تقدمها لليمن إذ لم ينسحب الحوثيون من العاصمة، ومطارها الدولي والموانئ".

القيادي الحزبي، قال إن "جميع الحاضرين رفضوا مطلب ضم مليشيات مسلحة حزبية ودينية في قوات الجيش والأمن"، مشيراً إلى أن "اللقاء خرج بدون نتيجة؛ لأن ممثل الحوثيين تمسك بموقف جماعته، وقال إنهم بحاجة لتجنيد ألفين من مسلحيهم في قوات الأمن لحماية مقراتهم وقياداتهم في العاصمة صنعاء".

وقال قيادي حزبي ثان، للصحيفة: "عُقد هذا الاجتماع في فندق موفمبيك من العاشرة من صباح الجمعة الماضي، واستمر حتى الثانية من بعد الظهر، وبدأ الاجتماع بحديث لشخص حضر كممثل للحراك الجنوبي وقال إنه مر، في الجهة الجنوبية للعاصمة صنعاء، على عدد كبير من نقاط التفتيش التي يقال إنها تابعة لمسلحي الحوثي، وإنه استفسر مسلحاً في إحدى تلك النقاط عما الذي يؤكد أنهم يتبعون جماعة الحوثي، فقال هذا المسلح إن الرصاص هي من ستجعله يتأكد من ذلك".

وأضاف: "انتقد ممثل الحراك تواجد مسلحي الحوثي في العاصمة وبقية المحافظات، ثم تحدّث أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني، عبد الله عوبل، ثم تحدّث آخرون، وتحدّث أمين عام التنظيم الناصري المحامي عبد الله نعمان، وكان حديثه قوياً جداً ضد تواجد مسلحي الحوثي في العاصمة، وسيطرتهم عليها وعلى مؤسسات الدولة، وقال عبد الله نعمان إن ذلك يعني أن من حق الجماعات والأطراف الأخرى السيطرة على مؤسسات الدولة بالمسلحين".

وتابع: "كان الاجتماع ساخناً ضد تواجد مسلحي الحوثي في العاصمة ومؤسسات الدولة، ورئيس الوزراء خالد بحاح، قال، في اللقاء: أنا وجهت الوزراء ألا يسمحوا لأي شخص أو جهة أو جماعة غير رسمية بالتدخل في أعمالهم، ونحن الآن في طور التباحث مع أنصار الله "الحوثيين" لإنهاء هذه المظاهر...".

واستطرد المصدر: "رئيس الوزراء قال أيضاً: من الأشياء التي يجب أن أقولها لكم إن معدل وصول البواخر إلى ميناء الحديدة نقص 45 في المائة في الشهر، بسبب سيطرة الحوثيين على الميناء وطلوعهم إلى السفن لتفتيشها. ومن الأشياء التي يجب أن أقولها لكم أيضاً إن دول الخليج لن تسلم اليمن أي مساعدات حتى تتأكد من موقف جماعة الحوثي من الحكومة الحالية، وحتى امتناع مسلحي الحوثي عن التدخل في شؤون الدولة".

وقال: "المبعوث الأممي جمال بنعمر، قال في الاجتماع: إذا استمر أنصار الله مسيطرين على مطار صنعاء الدولي ومتحكمين به، وقيامهم بعملية التفتيش، ومضايقة الطيران والدبلوماسيين، فالطيران الدولي سيمتنع عن الوصول إلى اليمن نهائياً. وقال بنعمر: إن المجتمع الدولي سيتوقف عن تقديم أي مساعدات لليمن مالم يكن هناك وضوح وعدم تدخل من أي جهة في شؤون الحكومة والمؤسسات الحكومية".

وقال المصدر: "بعمر قال إن مؤسستي الجيش والأمن يجب أن تكونا مؤسستين وطنيتين دون السماح للمليشيات بدخولهما؛ وهذا حسب مخرجات الحوار، ومخرجات فريق بناء الجيش والأمن، والتي وقعت عليها جماعة الحوثي. وقال رئيس الوزراء رداً على سؤال بهذا الخصوص: أنا لن أقبل بدخول أي فئة أو مجموعة إلى مؤسستي الجيش والأمن خارج المتعارف عليه".

وأضاف: "تحدث في اللقاء، رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد، وقال: هذا الاجتماع قد هوه محاكمة لأنصار الله. وقال الصماد في معرض تبرير تواجد مسلحي جماعته في العاصمة وسيطرتهم على المؤسسات فيها، انهم شعروا عند اقتحامهم لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة، يوم 21 سبتمبر الماضي، أن هناك مؤامرة لإحداث فوضى ونهب في العاصمة، فتدخلوا للحفاظ على الممتلكات ومن أجل عدم إحداث فوضى. وقال الصماد إنهم دخلوا باللجان الثورية إلى المؤسسات الحكومية؛ لأن حكومة باسندوة كانت سترتكب عمليات فساد".

وتابع: "صالح الصماد أبدى استعداد جماعته سحب مسلحيها من العاصمة صنعاء والمؤسسات الحكومية، وطلب من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، أن يلتقيا بقيادات اللجان الشعبية ويشكروهم على ما قدموه في حماية العاصمة. ونفى الصماد أن تكون جماعته قد طلبت تجنيد آلاف من مسلحيها في الجيش والأمن، وقال إنهم طلبوا فتح تجنيد ألفين من مسلحيهم في قوات الأمن لحماية مقراتهم وقياداتهم في العاصمة".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.