عاد الأمريكيون مؤخراً لتقديم عرضاً جديداً للرئيس اليمني السابق الزعيم علي عبدالله صالح بالمغادرة خارج اليمن حتى ولو شهراً واحدا، إلا أنهم حصلوا على نفس الإجابة والموقف السابق من الزعيم صالح بإلغاء العقوبات التي فرضها مجلس الأمن مؤخراً مضيفاً "ضرورة إلغاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2041 والذي ينص على وضع اليمن تحت الفصل السابع، قبل الحديث عن أي شيء أخر .
وكان صالح قد قال لـقناة (سي بي سي) أنه أبلغ الأمريكيين الذين يطالبون بالخروج لأشهر، بضرورة إلغاء قرار العقوبات الدولية وقرار العقوبات الأمريكية، وكافة قرارات وإجراءات هادي التي تستهدف أو استهدفت بالفعل المؤتمر وقياداته وأمواله .

الأمر المثير للدهشة هو أن تكون أمريكا عرضة للتناقض والتخبط الواضح في السياسات تجاه الملف اليمني، خصوصا وأنها هي من وقف وراء تمرير طلب هادي بفرض عقوبات دولية وهي أيضا الوحيدة التي تبنت قرار بفرض عقوبات أمريكية، تشمل منع السفر !!

فمن ناحية يرى بعض المحللين أن ما يقوم به صالح هو عباره عن مناورة ذكية هو من يتحكم بخيوطها ويلعب أدوارها، حيث أنه يفرض شروطه لتنفيذ الرغبة الأمريكية وكذلك رغبة الرئيس الحالي لليمن في الخروج من وطنه مقابل إلغاء كل العقوبات ليظهر ان المجتمع الدولي فعلاً لم يعد يملك أي قيم أو أخلاق في تعامله مع الدول والأشخاص، وأن فرض العقوبات مزاجيه وكيديه أكثر منها واقعيه وعقابيه منصفه .

ومن جهة أخرى ليظهر الحقيقة التي يعرفها الجميع أن أمريكا تعاني من قصور واضح وفاضح في سياستها تجاه الملف اليمني، وهو قصور يراكم الفشل والعجز وبالتالي يضاعف من حجم المشاكل والنفاق الدولي الذي يتواطأ مع سبق الإصرار والترصد ضد مفهوم الرعاية الإيجابية للعملية السياسية السلمية في اليمن، والأخطاء المتراكمة هنا تعدد بتقويض ما تحقق من نجاحات في الحالة اليمنية بفضل نقل السلطة سلمياً والمبادرة الخليجية المغدورة ، وبالتالي تجازف أمريكا وأخرون معها بالأمن الهش في منطقة حبلى بالتوترات والصراعات تتهدد المحيط بأكمله إقليمياً وبالتأكيد دولياً .

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.