التضليل الإعلامي كانت من أكثر المحاور التي صاحبت المواجهات المسلحة في مديرية أرحب والتي أنتهت بسيطرة كاملة للحوثين على هذه المنطقة ، فيما قاله الحوثيين وخصومهم وطابور الوسائل الإعلامية المحلية والدولية في شأن المواجهات الأخيرة ونتائجها ومعطياتها الميدانية لم يعكس الواقع تماماً .

كثيرون لم يتحدثوا عن خطر داهم بدأ يطل بقرونه من هذه المنطقة الملغومة بجيوب الإخوان والجماعات المتشددة ، وخصوصا بعدما أتخذها الشيخ المطلوب دولياً في قضايا الإرهاب عبد المجيد الزنداني ونجله ومعهما قادة كبار من الإخوان، وكراً لإنتاج الكتائب الإرهابية والتكفيرية وصنع أدوات الموت الجماعي وكتائب الإغتيالات .

ليس غريباً التلاقي بيت الإخوان والتكفيريين والقاعدة في هذه المنطقة ، فأرحب في الجغرافيا المنسية التي أخضعتها المصالح ذراعاً قبلية للإخوان وفي أحيان كانت الظهير المساند لذراعه العسكرية بقيادة الجنرال الهارب علي محسن .

أرحب هي الجغرافيا التي جمعت كذلك أكثر رموز التيارات السلفية المتطرفة بزعامة الشيتخ الزنداني ونجله علي ومعهم رؤوس القبال الذين طلما احتفظت يهم السعودية مراكز نفوذ لها في البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، شهدنا عياناً في إحتجاجات 2011م  كيف باشرت هذه الجيوب الدفع برجال القبائل الي ساحات الإعتصام وقوداً لمواجهات مسلحة مع قوات الجيش والأمن، وشهدنا دورها في الحصار والهجمات التي شنتها على معسكر الصمع التابع لقوات الحرس الجمهوري بتهمة الولاء للرئيس السابق .

كما شهدنا محاولات محمومة في الدفع بالقبائل لضعضعة هذه القوات سعياً لإحلالها بقوات خاضفة لنفوذه ، قبل ذلك كله شهدنا كيف كانت بعض الجيوب القبلية في أرحب تتصدر قوات الجيش الشعبي التي كان يحشد فيها الجنرال محسن في الحروب الست التي شنها في صعده ثم في عمران .

بعد الإنهيار المريع لمراكز نفوذ الإخوان في العاصمة مثلي أرحب الملاذ للجيوب المسلحة للأخوان بالإفادة من إتفاقات الصلح والسلام الموقعة مع الحوثيين سابقاً برعاية رسمية ، وتالياً كانت الملاذ للشيخ الزنداني وكتائبة الإرهابية ومصانعه لإنتاج أدوات الموت الجماعي التي كانت سابقاً تسرح وتمرح في دهاليز جامعة الإيمان ونقلها إلى مسقط راسه بعد فراره من العاصمة .

الزنداني وإن كان ظهر منذ إعلان دولة الوحدة في ثوب سياسي ديني بعضويته بمجلس الرئاسة ورئاسته لمجلس شورى التجميع اليمني للإصلاح ثم رئاسته لجامعة الإيمان ثم هيئة علماء اليمن المشروع السعودي سيء الصيت في اليمن، إلا أنه لم يكف يوماً عن قيادة الكتائب الإرهابية من العائدين من أفغانسان ثم كتائب الإرهاب من اليمنيين والأجانب في الفروع الناشئة للقاعدة، ولم يكف عن خطاب التحريض وإنتاج الفتاوى التي تبيح القتل الجماعي والفردي في هذا البلد .

أدرج أسمه في قائمة المطلوبين دولياً لكنه ظل يصول ويجول في العاصمة وسائر المدن اليمنية و وصل به الحال إلى إدارة معامل لصنع المتفجرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخه بداخل جامعة الإيمان .
 رأي اليمنييون صوتاً وصورة معامل صناعة الموت هذه في دهاليز الجامعة بعد إقتحامها من مسلحي اللجان الشعبية التابعة للحوثيين ، استمر السيناريو ذاته في أرحب لكن حلقاته لم تكشف بعد والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت .

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.