تجاهلت حكومة الكفاءات في برنامجها المقدم إلى مجلس النواب لنيل الثقة، أطفال اليمن، وذلك في الوقت الذي يتردى الوضع الإنساني للمواطن عموماً ووضع الطفولة يشكل خاص.

وفي الوقت الذي استعرض البرنامج ملامح انهيار الدولة وغياب القانون والتردي الاقتصادي والأمني والسياسي غاب الوضع الإنساني المتهالك والذي يعد الأخطر في العالم عن برنامج الحكومة.

ونقلا عن مهتمين فان البرنامج الحكومي أغفل شريحة هامة هي الاطفال في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشونه ولم يرد ذكرهم في البرنامج إلا مرة واحدة في الفقرة التي تنص على تعزيز نظم حماية حقوق الإنسان وحرياته وتحريم انتهاكها وبالأخص المتعلقة بحقوق الطفل والمرأة والفئات المهمشة وذلك ضمن المحور الثالث من البرنامج والمتعلق بالإصلاحات السياسية والبناء المؤسسي للدولة .

وكانت إحصائية أممية قد ذكرت أن اليمن تحتل المرتبة الأولى عالميا في معدلات سوء التغذية المزمن لدى الأطفال دون سن الخامسة، ونوهت الى أن معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم أنحائه كما ارتفعت نسبتها في بعض المناطق لتصل إلى حد ضرورة التدخل العاجل.

وكان تحليل وضع الاطفال في اليمن للعام 2014م والذي أعدته منظمة اليونيسيف بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الوفاق قد أشار أن هناك توجه متدهور في تنفيذ مُختلف القوانين والسياسات المتعلقة بالأطفال الأمر الذي يؤثر سلباً على وضع الفتيات في المجتمع مثل الأطفال خارج المدارس والأطفال المتسربين.

وتتفاقم ظاهرة زواج الأطفال حيث تبلغ نسبة الزواج المبكر حوالي 10 % من الإناث دون سن 15 عاماً، كما تنتشر ظاهرة التسرب من المدارس بين أوساط الاطفال كما أن 36 % من الطلاب الذين يدخلون الصف الأول لا يصلون إلى الصف السادس.

وتشير التقديرات إلى 600,000 طفل دون سن 18 عاماً أيتام الأب أو الأم أو كليهما وخُمس هؤلاء الأطفال يعيشون في أسر تحصل على معونات من صندوق الرعاية الاجتماعية.

ويعد الأطفال أكثر عرضة لتفشي الأوبئة وعلى الأخص في بعض المناطق بسبب ضعف التغطية بالتحصين وبسبب نزوح أو حركة السكان.

وأشار تحليل وضع الأطفال أن 43 %منهم دون سن الخامسة يعانون من نقص الوزن، ويعاني 19% من الأطفال من نقص شديد في الوزن وهي النسبة الأعلى في العالم، كما أن 42 % من وفيات الأطفال دون سن الخامسة تحدث في الشهر الأول (وعلى الأخص في اليومين الأولى) من حياة الطفل، كما إن ما يفوق 50 % من وفيات الأطفال دون سن الخامسة تحدث بسبب الالتهابات التنفسية والإسهال وهي أسباب يمكن الوقاية منها بسهولة وترتبط بضعف التغذية وضعف جودة المياه.

وقال القائم بأعمال ممثل اليونيسف فى اليمن جيريمى هوبكنز في وقت سابق: "لا يزال الأطفال أشد فئات السكان تضررا نتيجة انعدام الأمن الغذائى وانتشار سوء التغذية في اليمن حيث يعانى أكثر من طفلين من كل 5 أطفال من التقزم في حين أن 13 %تقريباً يعانون نقص التغذية الشديد وذلك من بين قرابة 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة."

وطبقا للمسح الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بلغت معدلات التقزم مستويات حرجة في اثنتي عشر محافظة يمنية نتيجة سوء التغذية المزمن، حيث يعجز الأطفال عن النمو بشكل صحيح مع مرور الوقت مما لا يمكنهم من تطور إمكاناتهم البدنية والذهنية.

وعد المسح محافظة المحويت، الواقعة غرب صنعاء، أشد المحافظات تضررا حيث يعانى ما يزيد عن 60 %من الأطفال من التقزم أو قصر القامة في حال المقارنة بمعدلات النمو الطبيعية لمن هم في مثل أعمارهم، وتصل معدلات التقزم مستويات خطيرة في ثمان محافظات متراوحة بين 30 % و39.9 %، بينما تنخفض النسبة بمحافظتين متراوحة بين 20% و29.9 % .

وفي الوقت الذي تتحدث تقارير أممية عن قرابة 15 مليون يمني يحتاجون للمساعدات الانسانية، يوجد أكثر من 10 ملايين يمنى – أى ما يزيد عن 40 %من السكان - لا يعرفون كيف يدبرون وجبتهم التالية.

وكان برنامج حكومة الوفاق الوطني قد تضمن العديد من البنود منها العناية بثقافة الأطفال وإبداعاتهم وتأهيلهم وتبني منهجية التأهيل المجتمعي لمواجهة حاجات الأطفال ذوي الإعاقة وبالذات في المناطق الريفية، واستحداث مراكز لخدمات الكشف المبكر للإعاقة واتخاذ الوسائل القانونية وغيرها من الوسائل التي من شأنها تعزيز حماية الفئات الضعيفة وحقوقها، بما في ذلك الأطفال والنهوض بالمرأة ومواصلة الاهتمام بتنفيذ كافة التشريعات المحلية وموائمتها مع التشريعات الدولية من أجل حماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، وعدم إشراكهم في ذلك من خلال تجنيدهم وبيعهم واستغلالهم ومكافحة تهريبهم.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.