طالب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح زيد الشامي بدور خليجي أقوى وأسرع في اليمن لمواجهة قوى إقليمية تريد جر اليمن لصراع طائفي.


وكشف الشامي في حوار لـ “الشرق” عن أن الاصلاح قرر الانسحاب من مواجهة جماعة الحوثي لإيمانه بأنه لن يكون بديلاً عن الدولة التي من المفترض أن تواجههم وأن تتصدي لهم.

نص الحوار:

* كيف تقيمون علاقة اليمن حاليا بدول مجلس التعاون الخليجي الآن بعد صعود جماعة الحوثي واستيلائها على الدولة؟

– نحن دائماً ننظر الى كل دول الخليج نظرة الاشقاء واليمن لا يستطيع الاستغناء عن اخوانه واشقائه، ولكن في ظل المتغيرات التي حدثت في اليمن يبدو لي أن هناك غياب رؤية خليجية واضحا تجاه اليمن، خاصة هذه المستجدات وما يجب أن يكون عليه الوضع في ظل تغيرات واضحة للعيان، وتمدد دول اقليمية تختلف معنا، الامر الذي أوجد نوعاً من انحسار الدور الخليجي إلى حد ما ونحن كيمنيين نأمل أن لا تُترك اليمن في هذه الفترة الحرجة حتى لا تزداد معاناة الشعب اليمني ويذهب الى مزيد من الصراع، من الممكن لا قدر الله أن يصل إلى الفشل، وبالتالي سوف يؤثر هذا الفشل على جميع الدول المجاورة ونحن ايضا نقدر الدور الخليجي لكن نحتاج إلى جهد أكبر وأوسع مما هو حالياً.

 * كيف تنظرون إلى الدور الخليجي بعد وصول جماعة الحوثي إلى العاصمة صنعاء هل هو نوع من الاخفاق أم حسابات خاطئة؟

– لا.. هو يبدو نوعا من الاخفاق ونظرة لم تكن موفقة للوضع اليمني، بل وتم الاعتماد على رؤية الدول الكبرى التي لها مصالحها الخاصة في المنطقة، والتي ربما تتعارض بشكل كبير مع مصالحنا ومصالح اشقائنا في الخليج في شئون اخرى لكنها تتقاطع في مسألة محاربة الارهاب، وهذا الأمر هام جداً بالنسبة للدول الكبرى لأنه متعلق بأمنهم الخاص وأي شيء لا يؤدي الى هذا الهدف لا يهم على رغم ان هذا الاهتمام ربما يؤدي الى تفكيك الدول وتفتيتها.

* إذن هناك تعاطٍ خليجي مع أهداف الدول الكبرى في محاربة الارهاب وانعكس هذا التعاطي على الملف اليمني؟

– بالضبط هذا ما حدث.. برغم ان جميع الاطراف في اليمن سارت في مسار الحل السياسي واعتبرت الحوار الوطني البوتقة الجامعة لكل القوى السياسية اليمنية، لكن ما حدث الان على الارض يناقض جميع الاتفاقات التي تم التوافق عليها ويتضاد مع مخرجات الحوار السياسي، في ظل وضع القوة التي تقود الآخرين خلفها، وربما يكون هذا الوضع وضعا مُضطرباً ولن يقود إلى استقرار لأن القوة ستواجه بعنف وهذا ما يخلق تداعيات لا تحمد عقباها على الجميع سواء رضينا أم أبينا.

* البعض يتساءل كيف تترك دول الخليج اليمن لصعود الحوثيين الذين هم امتداد لإيران والوصول إلى العاصمة صنعاء؟

– الحقيقة أن دول الخليج مهتمة جداً باليمن وتواصلها لايزال مستمراً لكن يبدو لي تقدير حجم المخاطر لم يصل إلى الدرجة التي يجب أن يكون عليها.

الحوثيون وعلي عبدالله صالح

*  يقال إن هناك تحالفاً حدث بين الحوثيين ونظام علي عبدالله صالح مما مكنهم من دخول العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.. برأيك هل هذا التحالف لو لم يكن لما استطاع الحوثيون أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه؟

– اعتقد هذا.. اضافة الى استغلال الصراع الموجود في الداخل بين القوى السياسية الذي اوجد نوعا من الفراغ مكن الاخوة الحوثيين من الاستفادة منه والتحرك فيه، لكن على الرغم من ذلك لايزال بالإمكان تلافي تدهور الدولة وتلاشيها دون الغاء اي طرف، حتى الحوثيون انفسهم من الممكن ان يسهموا بجزء كبير في المنظومة السياسية وليس كجهة متحكمة في الجميع وتلغي باقي الاطراف.

* صف لنا السبب الذي أدى إلى الفراغ في اليمن مما مكن الحوثيين من الاستيلاء على الدولة؟

– الدولة قصرت في ادائها وتركت واجباتها وهو ما وضح في تخلي الجيش عن مواقعه وترك معداته واسلحته وسلمها بكل سهولة للحوثيين بدون مواجهة وبدون حرب.. هذا الفراغ في مقابله هناك اطراف كانت هناك تريد السيطرة، مؤملين ان يحدث صراع بين التجمع الوطني للإصلاح وجماعة الحوثي يستطيع الاصلاح ان يضعف الحوثي او يضعف الحوثي الاصلاح او ينهي كل منهما الاخر بعدها يصل هذا الطرف كي يقطف الثمرة والحمد لله لم يحدث هذا بفضل ان الاصلاح فهم المخطط ولم يبلع الطُعم الذي وضع له وانسحب من المواجهة واعتبر نفسه حزبا سياسيا لا يقوم بواجب الدولة في مواجهة اي طرف.

*  إذن كان المخطط ان تحدث مواجهة بين الحوثيين والإصلاح وينهي كل منهما الاخر بعدها يصعد نظام علي عبدالله صالح؟

– نعم.. وانسحاب الاصلاح اوقع الجميع في اشكال وجعلهم يغيرون البرامج وقد لمست اندهاش جميع الاطراف وفقدان توازنهم من حكمة الاصلاح وعدم اندفاعه لمواجهة الحوثي.

* ولكن لماذا انسحب الاصلاح من المواجهة؟

– لان الاصلاح لا يمكن ان يكون بديلاً عن الدولة ولا ان يكون في مقدمة القوى السياسية لأنه يؤمن بانه فصيل من ضمن الفصائل السياسية التي يجب ان تسهم في حل مشكلة البلد من خلال تعاون الجميع وليس بصراعه مع طرف سياسي معين.

* من هو الذي يتحمل ما حدث الأن في اليمن؟

– في المقدمة الدولة تتحمل ما حدث ثم جميع القوى السياسية التي تقول اننا على الحياد معتبرين ان المشكلة مشكلة الاصلاح والحوثيين فقط ولا يدركون ان المشكلة هي مشكلة بلد ووطن.

* في الشهر الماضي عقدتم لقاء مع جماعة الحوثي بقيادة زعيمهم كيف أسفرت النتائج التي خرجتم بها من اللقاء؟

– نعم التقينا بهم من اجل ايجاد قاعدة مشتركة يلتقي عليها الجميع برغم ان هناك اطرافا اخرى غضبت من اللقاء، لانهم يريدون الاصلاح والحوثيين في قتال وليس في لقاء، ونحن بوجهة نظرنا يكفي ما حدث في سوريا والعراق وما أصاب الوطن العربي، ولا نريده ان يتكرر في اليمن من صراع مذهبي او طائفي.. ونحن في الاصلاح مستعدون لتقديم كل التنازلات من اجل الا يحدث اي اقتتال في اليمن ولو على مصالحنا ومصالح اتباعنا، على الرغم من اننا نتيجة توسع الحوثيين دفعنا ثمنا باهظا اكبر من اي طرف اخر وهذا ادراكا منا ان البديل سيكون اسوأ.

* هل كانت هذه المقابلة هي الأولى من نوعها منذ الاستيلاء على صنعاء وباقي مناطق الدولة؟

– نحن لم تنقطع اتصالاتنا أبدا بالأخوة الحوثيين طوال الفترة الماضية وفى احلك الظروف وفى الحروب الستة التي قام بها النظام ضدهم كنا متعاطفين معهم باعتبار انهم اصحاب مظلومية ورفضنا ان نشارك في الحرب ضدهم وبعدما وضعت الحرب اوزارها تواصلنا معهم وطلبنا منهم ان يشكلوا حزبا سياسيا وان يدخلوا ضمن الاطار العام لتسوية السياسية ورحبنا بدخولهم مؤتمر الحوار.

* إذاً كنتم على تواصل معهم إلى أن حضروا مؤتمر الحوار الوطني؟

– بالطبع لكن هم لم يستجيبوا لمخرجات الحوار الوطني وشنوا حربهم هذه على الدولة وقاموا بالاستيلاء عليها وعلى مؤسساتها ونحن مازلنا على الرغم من كل ذلك على استعداد لنتواصل معهم ومع غيرهم حتى لا نسمح بانهيار الدولة فانهيار الدولة هو خسارة لكل الأطراف.

* وماذا كانت نتيجة لقائكم بالحوثيين هل كانت إيجابية أم ماذا؟

– في الحقيقة هم كانوا اكثر حرصا على هذا اللقاء وهم من طالبوا به.

* لكن التجمع بقيادتكم هو الذى ذهب إليهم؟

– نعم هذا صحيح لكنهم ابلغونا ان الظروف الامنية لو كانت تسمح لنا لكنا حضرنا اليكم ونحن نعتبر ذهابنا او اتيانهم ليست هي المشكلة انما المشكلة ان نخرج البلد من محنتها.

* وماذا طلبتم منهم في اللقاء؟

– طالبناهم بالتوقف عن الانتهاكات بمحاولة كسر شرف الدولة وهيبتها امام الاخرين واقتحام المؤسسات ومضايقة الموظفين وان لم يستجيبوا لهذه المطالب نعتبر الامر مضيعة للوقت.

*منذ وقت قريب كانت هناك اقتحامات للجامعات اليمنية من قبل الحوثيين وهو ما يعنى انهم ماضون فى كسر سيادة الدولة والاستيلاء على المؤسسات وفى المقابل انتم تتحاورون معهم فكيف يبررون هذه الافعال؟

– بالفعل الانتهاكات مستمرة وعندما نتحدث اليهم يقولون هذه جماعات غير تابعة لنا وربما يكون هذا صحيحا لكن العبرة ان يخرجوا ويعلنوا ان هذه الجماعات غير تابعة لهم.

* وماذا طالبتم انتم كإصلاح من الحوثيين؟

– طالبناهم بتسليم المقرات التى استولوا عليها والمؤسسات وهم وعدونا بتسليمها فى اقرب وقت ممكن لكن إلى الآن لم يحدث شيء.

* ما هى أبرز النقاط التي التقيتم بها مع الحوثيين وابرز نقاط الاختلاف؟

– نحن اتفقنا على مواصلة الحوار والتفاهم معهم واتفقنا ايضا على عمل لجان لحل المشكلات اولا بأول واتفقنا ان نغرس فى اتباعنا واتباعهم ثقافة التعايش وهذا الامر مهم جدا وخاصة فيما يخص الامور الفكرية والعقائدية، وقد اكدنا على موضوع التعايش وقبول الاخر بحيث يُقبل كل طرف بشكله ووضعه واتفقنا ايضا على تنفيذ الاتفاقات التى تمت مع القوى السياسية الاخرى حتى لا يعتبر اتفاقنا معهم تهميشا لقوى سياسية اخرى ولكى لا يقال ان الاصلاح و الحوثي هما القوتان الوحيدتان وهذا عكس ما نعتقد، فنحن شركاء مع اللقاء المشترك ولقاؤنا تم بمعرفتهم وهم كانوا متحمسين لهذا الحوار ونحن نعتبر أن هذا الاتفاق لا يهمش أي فصيل آخر.

* وما هي أبرز نقاط الاختلاف بينكم؟

– نحن عندما نلتقى معهم لا يُظهرون أي خلاف ويقولون اننا مثلكم نريد بناء دولة ونريد امن واستقرار ومحاربة الفساد لكن على الواقع ما يتم عكس ما يقال.

* وهل تعتبرون ما حدث خرقاً من قبل الحوثيين للحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة؟

– بالطبع هو كذلك وليس هناك تفسير لما حدث من الاستيلاء على الدولة بقوة السلاح سوى أن هذا إخلال بجميع الاتفاقات.

*  وماذا عن الجماعات المسلحة الاخرى مثل تنظيم القاعدة.. هل تحاورتم معها؟

– لقد اتفقنا مع جماعة الحوثي على التحاور مع التنظيمات المسلحة الأخرى وخاصة اليمنيين حتى لا يزداد العنف، ونجنب البلاد شبح الحرب، أمّا القادمون من دول اخرى من الصعب التفاهم معهم حول القضية اليمنية.

* بماذا تعتبرون تسليم مؤسسات الدولة للحوثيين؟

– نحن نعتبر هذا الاجراء خيانة للدولة وواجب المحاسبة في هذا الامر ومن فعل ذلك ومن قصر فى واجبه وحماية بلده يستحق العقاب.

* الكثير يستغرب كيف لجماعة لا يصل تعدادها لـ 1% من الشعب اليمنى تستطيع ان تسيطر على الدولة هل لك ان تصف لنا كيف استطاعوا الاستيلاء على كل هذه المناطق والمؤسسات بهذه السهولة؟

– هم كانوا يذهبون الى أي منطقة فيقوم التابعون للدولة بالانسحاب وهذا في كل منطقة حتى وصلوا الى العاصمة.

* وكيف تقيمون موقف الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادى مما يحدث؟

– هو يبدى تبرماً مما يحدث لكن هذا لا يكفى لأن لديه صلاحيات دستورية تكفى ان يحافظ على الدولة وان يطبق الدستور والقانون وان يقوم الجيش بواجبه ومن يريد إحداث تغيير فى الدولة فليكن عبر المسار الديمقراطي وليس قوة السلاح.

* وكيف التقى النظام القديم مع الحوثيين برغم وجود خلافات سابقة وصلت إلى حد الحروب؟

– هم التقوا واتفقوا على كل من شارك في ثورة 11 فبراير فكل من شارك فيها لابد ان ينتقموا منه على الرغم من ان الثورة لم تعاد الحوثيين انما ارادت التخلص من نظام على عبدالله صالح ومن المفترض ان الاخوة الحوثيين لا يكونوا أداة فى يد النظام القديم يتخلص بهم من خصومه والمتابع للوضع اليمنى الحالي سيكتشف بانه لم يمس احد بأذى سوى خصوم الرئيس السابق ومن ثاروا عليه.

* فى بداية استيلاء جماعة الحوثي على الدولة كانوا يرفعون شعارات اجتماعية مثل خفض الغلاء ومحاربة الفساد.. برأيك هل كانت شعارات حقيقة ام هي نوع من دغدغة مشاعر الشارع اليمني؟

– هذا نوع من الذكاء السياسي واستغلال حاجة الناس لكن عملياً هي مجرد شعارات فقط رفعوها ولم ينفذوا منها شيئاً.

* ما تقيمكم لدور الأمم المتحدة في اليمن المتمثل في اتفاقية الشراكة والسلم المقترح من قبل مبعوث الأمين العام جمال بن عمر؟

– للأسف فدور الامم المتحدة غير إيجابي بالمرة فهي تعلق الصراع فقط ولا تحسمه وتعلن مبادرة من جانبها على الرغم من وجود المبادرة الخليجية من أجل إطالة أمد الصراع.

* وهل الأمم المتحدة منحازة لطرف دون الأخر؟

– الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في النهاية خاضعين لنفوذ امريكا وأمريكا يعنيها الان محاربة الارهاب فقط وبالتالي إذا أعلنت جماعة الحوثيين عن استعدادها لذلك فإن أمريكا والأمم المتحدة سيقفون فى صف الحوثي.

* لكن بن عمر يعلن دائماً أن مبادرة السلم والشراكة هى المخرج للأزمة اليمنية؟

– لا اعتقد ذلك ونحن لسنا بحاجة لمبادرات جديدة، فالحل للازمة اليمنية بان يجلس جميع الاطراف والقوى السياسية مع بعضهم البعض وان يطرحوا جميع المشاكل وهذا ربما تمثل فى الحوار الوطني الذى تم من قبل وانقلب عليه الحوثيين.

* هل رصدتم دعماً إيرانياً لجماعة الحوثي؟

– ربما لم نرصد لكن على الأقل هناك تصريحات واضحة من قبل قادة ايران تعطينا هذا المعنى ونحن كإصلاح وكشعب يمنى لا نود ان نفتح صراعا مع احد ونعتبر الجميع أخوة لنا.

* هل تقصد بالتصريحات الإيرانية ما قاله أحد قادتها إن اليمن أصبح ولاية تابعة لإيران؟

– نعم هذا ما اقصده.

* وهل بالمفهوم الحركي الحوثيون يتبعون إيران؟

– هكذا يفضلون أن يكونوا مثل جماعة حزب الله في لبنان وبعضهم يقول نحن غير ذلك.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.