لم تعد الادانه والتبرير تكفي المجتمع الدولي برفض الاسلام المعتدل للارهاب بل يجب على الاسلام المعتدل ان يقف وقفه جاده للتفكير من اجل التغير والقبول بالاخر المختلف والتنازل عن ما يدعيه بالثوابت الشرعيه التي لا تتغير بحسب تفكيره.فما كان يعتبر ثابتا وضروريا ايام نشؤ الدين والدعوه اليه قبل 1400 عام لم يعد قائما اليوم وكل الممارسات والحروب والقتل ان وجدت لها ما يبررها في الماضي لا يمكن استنساخها اليوم واستحضارها على واقعنا الحالي.

ان جريمة شارل ابيدو لم يحتمل صدمتها العالم الحر والتي استوجبت الوقوف بمفترق طرق للاسلام المعتدل وان لا يقف مكتوف الايادي مكتفيا بالادانه وايجاد التبريرات اذ ان ذلك لم يعد كافيا... فالدين الاسلامي على المحك ووجود المسلمين في الغرب على المحك والصوره العامه بشكل او باخر اهتزت واعطت الغرب مصداقيه ان الاسلاموفوبيا لم تكن وهما بل حقيقه يجب التعامل معها بحزم وشده واعادة الحسابات.

فقبل الجريمه البشعه بأيام التي راح ضحيتها الابرياء من مختلف الاديان وتحت اصوات التهليل والتكبير باسم الله صرح الرئيس التركي اردوغان ان على اوربا ان تعالج وتهتم بمسألة الاسلاموفوبيا التي تجتاحها وان لا تتدخل في شؤون تركيا.

ما رايك يا سيد اردوغان بالذي يحدث في فرنسا الان وهل الاسلاموفوبيا هو وهم ام حقيقه وكم من الابرياء يجب ان يقتلوا حتى نؤكد بوهم هذه الفوبيا.

ما الذي فعلتموه يا سيد اردوغان في سبيل القضاء على داعش واخواتها والارهاب من هذه التنظيمات سوى فتح الابواب على مصرعيها لتغذية كل هذه التنظيمات من تسهيلات العبور من الاراضي التركيه الى سوريا والعراق والى اوروبا ايضا ... هل منعتم دخول الاسلحه والاموال والرجال للالتحاق بالمنظمات الارهابيه جميعها دون استثناء؟هل حرصتم للدفاع عن الحريات في بلادكم بدل ان تطلبوها من الغرب.

تركيا اليوم اصبحت ملاذا للاسلام المتشدد , وعندما طلب البابا من حكومتها ومن اردغان شخصيا الدعوه الى التسامح الديني والاعتدال وجد اذانا صماء هناك وتجاهل لدعوته.

ان وجود الاسلام في الغرب اليوم في خطر ان لم يدافع الاسلام عن نفسه ويرفض الارهاب بشكل صريح بفعاليات ومظاهرات وتغير مناهج ومفاهيم ويقبل بالتعدديه وينبذ الارهاب ويدينه بعنف لا بخجل وتواطئ والبحث عن مبررات.
معظم الذين ادانوا الاعتداء والجريمه في فرنسا من مدعي الاعتدال وجدوا كلمات مثل لكن وفقط وبسب ولانه اي المبررات التي اعتدنا عليها.

لو لم يكن هناك رسومات مسيئه للاسلام لما قتلوا.لو لم تستعمر فرنسا بلاد المغرب العربي لما تعرضت للاعتداء.لو لاتتدخل فرنسا والغرب بشؤون المسلمين لما تعرضوا لهاكذا هجوم .لو لم يكن هناك تهميش للمسلمين في فرنسا لكنوا سلموا من الاعتداء.
هل استعمرت استراليا اي من الدول العربيه؟

هل تدخلت بلجيكا بشؤون المسلمين؟هل قامت سويسرا بالمأمرات على العرب والمسلمين؟
كم هو عدد الضحايا من المسلمين الذين ماتوا من الاسلحه السويديه والدنمركيه والنروجيه؟

كل هذه المبررات ومئات غيرها لا تغير حقيقة وجود الكراهيه للاخر المختلف ولن تغير الثوابت الشرعيه التي يؤمن بها الاسلام المتشدد والمتطرف والسلفي والارهابي و و .
سيتقبل العالم الاسلام عندما يتخلى عن شئ اسمه الجهاد في سبيل الله بقتل وتغيب وتحجيب الاخر المختلف.

سيتقبل العالم الاسلام عندما يتخلى عن حلم اعادة الخلافه وعلى كل بقاع الارض بالعالم.
سيتقبل العالم الاسلام عندما يقر ويوافق على التعدديه واحترام حقوق الانسان.

سيتقبل الغرب وجود المسلمين هناك عندما تحترم القوانين والحريات وحقوق الانسان والاندماج وتقبل الاخر المختلف.
سيتقبل الغرب المسلمين عندما يتخلوا عن الكراهيه .

ان وجود اكثرمن 2500مسجد في المانيا يدل على تقبل الالمان بوجود الجاليه الاسلاميه اذ ان بناء ووجود هذا الكم الكبير من المساجد استغرق عدة سنوات ولم يقم بين ليلة وضحاها وهذا يدل على التسامح الديني والتعديه هناك والتي نفتقرها في بلاد المسلمين تجاه الاقليات الموجوده اصلا في بلادها والتي كانت حتى قبل مجئ الاسلام.
ما الذي جعل قسم كبير من الالمان يقاموا ويرفضو الوجود الاسلامي هناك ورفض اسلمة المجتمع اليوم لولا تجاوز البعض من المتشددين الاسلامين هناك الخطوط الحمر.

ما الذي اكتسب المظاهرات هناك هذا الزخم والرفض سوى كثرة التجاوزات والاملأت والتشدد وبلطجة متشددي الاسلام الوافدين هناك.
ان كل الدول الغربيه مرشحه للانفجار ورفض اسلمة مجتمعاتها والدليل حراك احزابها الوطنيه واليمنيه والقوميه هناك.من فرنسا الى بريطانيا والمانيا واسبانيا واليونان وغيرها في الدول الاسكندنافيه.

الاسلام يحتاج الى وقفه شجاعه ترفض التغيب والاقصاءللاخر المختلف ورفض مشروع الجهاد والخلافه اذ انه اليوم دين موجود على ارض الواقع ويدين به اكثر من مليار وربع مسلم والارهاب لا يكسبه ويدفع بالانضواء تحت رايته بل يجعل النفور والهروب من تحت مظلته واقع ومبرر.
الاسلام لا يحتاج الى اثبات نفسه لانه موجود بل يحتاج الى ان يتصالح مع نفسه وعندها سيتصالح مع الاخرين.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.