ها نحن والعالم من حولنا نستيقظ اليوم على جريمة جلد الناشط الليبرالي السعودي رائف بدوي في مدينة جده بعد صلاة الظهر أمس الجمعة ، جلد خمسين جلده في مكان عام خارج أحد المساجد وأمام المارة. هذه جريمه أخرى مضافه الى سلسلة الجرائم التي تنفذ تحت ستار الدين . جريمة تنفذ في جده في نفس الوقت الي كانت هناك جريمة أخرى تنفذ في باريس ، من ينفذ هاتين الجريمتين يأخذ مبرراته الشرعية من نفس المنبع، في الوقت لذي أدانة الحكومة السعودية ( نفاقاً) جريمة باريس كانت تنفذ جريمة أخرى لاتقل بشاعه عن جريمة باريس ألا وهي جريمة جلد رائف بدوي في نفس الوقت مستغله إنشغال العالم وصدمته بالعمل الارهابي ضد صحيفة شارلي إبدو ، ألا يثير هذا أسئلة عن توقيت الجريمتين في نفس الساعة ؟؟؟؟؟!!!!.

الجريمة التي بررت السلطات السعودية جلد رائف بدوي بسببهاوالتي أخذت عنوانها من إزدراء الدين الى انتهاك الرموز المقدسة . الجريمة التي أتحدث عنها لا تدخل في معايير الادانه فحسب بل تدخل في بشاعتها كفعل همجي وحشي تجد من يبرر له بنصوص دينية ملتبسه اكل الزمن عليها وشرب ، نصوص لا تمثل سوى عن همجية مفتعلة تتبناها دولة فشلت سياسياً وأقتصادياً وأجتماعياًلم تقدم أي شيء لشعوبها رغم إمتلا كها ثروات هائله ، بددتها في مفاسدها الخاصة وفي نشر الكراهية في العالم ( القاعدة وداعش وطالبان ،وبوكو حرام ،وحركة الشباب في الصومال ) من خلال تبنيها لعقيدة دينية متخلفه وهمجية تستمد منظومتها من رجل دين ( أبن تيمية ) مملوء خطابه بالقتل والدم والتي كانت توزع كتبه مجاناً حتى إمتلأ العالم بفكر التكفير . هذه الافعال التي تقوم بها هذه الدولة ( الفاشله) وتتبناها لهي نظم سياسية مفلسة ليس لها القدرة على الاستجابه لروح العصر وبدلاً من أن تندفع نحو الامام بتطوير منظومتها الدينية وتلبسها لبوس الحضارة والرقي وذلك لا يتم ألا بإزالة ما علق بها وترسب عبر الف وخمسمائة عام من التشويهات التي استغلها الكثير الاغراض شتى ،

نراها بالعكس تقوم بأحياء عقاب ديني وهو الجلد Flogged في لحظه العالم بأمس الحاجة الى خطاب وفعل ديني متسامح يقف بوجه ما تقوم به داعش والاسلام السياسي الرديكالي المبني على القتل والتدمير والذي يتخذ من الاسلام ونصوصه مبرر شرعي يبيح لاتباعه قتل الناس بدم بارد .

الشيء الملفت للنظر أنّ السعودية هي الهدف الرئيسي لداعش والقاعدة وخير دليل على ذلك الهجوم الذي حدث قبل أيام في عرعر والذي ذهب ضحيته أربعه من رجال الامن السعوديين احدهم برتبه كبيره والذي تبنته داعش.أليس عقوبة الجلد هي من أولويات ماتطالب به القاعدة وداعش لفرضه قسراً على المجتمع؟؟!!! ، وهنابدلاً من تخفيف حدة الخطاب الديني لاجل محاربة هذه الحركات نرى إنّ هذه الدوله هي من تقوم بذلك والسبب نوع من النفاق المكشوف من أجل التسابق على كسب تأييد المؤسسة الدينية والتي لها تأثير كبير على حركة الشارع السعودي من اجل ان يستمد النظام شرعيته وبقائه وديمومته من خلال الحلف التأريخي الطويل بين الأثنين.

الى متى تستمر هذه المهزلة المتمثله بأنتهاك حقوق الانسان في هذه الدوله ( وهي الموقعه عليه خداعاً للعالم ) والتي لازالت تشرع و تنفذ هذه الممارسات ، من رجم وقتل بالسيف وجلد ومنع نصف المجتمع المتمثل بالمرأة وأضطهادها ومصادرة ابسط حقوقها في الحياة وما منعها من قيادة السيارة إلا واحد من هذه الامثلة الصارخة( والعالم على ابواب الالفية الثالثة )التي هي ابسط حقوق الانسان الى عدم خروجها أو سفرها األا بمحرم ..الخ..

العالم مدعوا وخصوصاً الدول الكبرى الى وقف مثل هذه الجرائم وإدانتها بدلاً من غض الطرف عنها لأسباب إقتصادية متناسيه حقوق الانسان والتي تتشبث بهاهذه الدول ليل نهار ( تبعاً لمصالحها)، لان هذه الممارسات هي التي أوجدت الارضيه والبيئة لاستمرار ارهاب الحركات الرديكالية والتي أصبحت يقيناً إنه لا إحد سيكون بمعزل عن شرورها ،،،

من العار على العالم أن يجلد انسان او يحاكم ونحن على ابواب الالفية الثالثة ،في عصر يستعد الانسان بالنزول على سطح المريخ بعد أن استطاع ان يحط آلته على المذنبات.... الحريه لرائف بدوي ولكل إنسان يحمل فكر وتنتهك حقوقه بسببهه..

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.