ألقى الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح، خطاباً مساء السبت، توجه به إلى قادة الدول العربية.
وقال الزعيم، في الخطاب الذي بثته فضائيتا "اليمن اليوم" و"آزال": اسمحوا لي أن استعرض معكم الأزمة الراهنة في اليمن منذ 2011 وحتى اليوم، بدأت هذه الأزمة منذ 2011 بما يسمى الربيع العربي، والذي عمت أكثر من قطر عربي، ليس باليمن فحسب، بل في عدد من الأقطار العربية.

وناشد الرئيس السابق قادة الدول العربية بأن يرحموا أطفالهم ونساءهم وإخوانهم وأشقاءهم في اليمن من الضربة البربرية على اليمن والتي ليس لها أي مبرر.

وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أتوجه بهذا الخطاب إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، قادة الدول العربية المحترمين بعد التحية
اسمحوا لي أيها الأخوة الأعزاء، ومؤتمر القمة العربية الذي ينعقد في مصر الكنانة في شرم الشيخ، وفي مقدمة جدول أعماله الوضع الراهن في اليمن، بلدكم الثاني، منبع العروبة، وموطن العرب الأول.

الأخوة الأشقاء قادة الدول العربية :
اسمحوا لي أن استعرض معكم الأزمة الراهنة في اليمن منذ 2011 وحتى اليوم.. بدأت هذه الأزمة منذ 2011 بما يسمى الربيع العربي والذي عمت أكثر من قطر عربي ليس باليمن فحسب، بل في عدد من الأقطار العربية.
إنني أتحدث معكم وقلبي يقطر دماً على ما يعانيه هذا الوطن من إراقة للدم وإزهاق للأرواح منذ 2011 وحتى اليوم، وعلى وجه الخصوص الغارات الجوية الأخيرة خلال الثلاثة الأيام الماضية على المواطنين العزل التي قتلت المئات من النساء والأطفال والشيوخ، لا لسبب إلا ذلك الرئيس المستقيل الذي لم يعرف أن يدير شئون الدولة، ويهمه السلطة والبقاء في السلطة على الرغم من أن المبادرة الخليجية حددت الفترة الانتقالية بسنتين وانتهت ولايته في 22 فبراير2014، إلا أنه أصر على البقاء في السلطة وحاول التمديد من خلال الحوار.

تعرض الوطن إلى متاعب كبيرة، وتحدثتا كثيراً أن هذه القيادة التي لن تستطيع أن تتحمل المسئولية وقيادة الوطن وإدارة دفة الحكم.
في العام 2011م وتجنباً للصراع وتجنباً لإراقة الدم، تبنى المؤتمر الشعبي العام، وأنا كنت على رأس القيادة، بصنع مبادرة تتبناها دول مجلس التعاون الخليجي، وذهبنا بهذه المبادرة إلى الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، وجزاهم الله خيراً تبنوا هذه المبادرة، وجاءت هذه المبادرة لنقل السلطة سلمياً دون أن تراق الدماء.. ونقلناها بالفعل سلمياً لا ضرر ولا ضرار.

انتقلت سلمياً، ولكنه لم يعرف أن يدير دفة الحكم.. تحالف مع حركة الاخوان المسلمين.. وتحالف مع اللقاء المشترك.. وتحالف مع الكثير من القوى السياسية لضرب كل مكون سياسي ضد الطرف الآخر، وفي المقدمة هو ضرب المؤتمر الشعبي العام وقيادته المجربة وكوادره المخلصة وكل الكفاءات في المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.

الأخوة الأعزاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية :
أتحدث معكم بمرارة، أن الأزمة الموجودة في اليمن منذ 2011م هو صراع على السلطة بين كل المكونات، وفي المقدمة حركة الإخوان المسلمين وبقية المكونات السياسية، أما نحن في المؤتمر الشعبي العام، فسلمنا السلطة طواعية دون إكراه، حرصاً منا على حقن الدم اليمني، وأن يتعلم الآخرون منا أننا لسنا محتكرين على السلطة ومتشبثين بكراسي السلطة.. فلتنتقل السلطة، ولدينا تجربة ونحن في المؤتمر الشعبي العام وأنا على رأس هذه القيادة 33 عاماً عانينا فيها كل الصعوبات، وعملنا ما استطعنا أن نعمله لشعبنا اليمني الذي دمروه الآن في 4 سنوات.

دمروا البنية التحتية.. دمروا المنشآت.. دمروا المؤسسة العسكرية والأمنية التي بنيت على أسس علمية وأوجدت الكفاءات؛ بحجة إعادة الهيكلة، وكأنها كانت مؤسسة محصورة في قرية أو منطقة بذاتها، لكنها مؤسسة وطنية وأستطيع أن أقول إنها مؤسسة وطنية شامخة ورائدة تضم كل أبناء الوطن الواحد.

ليس كما هو حاصل الآن، دمروا المؤسسة العسكرية، وهذا مشروع نعرفه، لماذا دمروا هذه المؤسسة العسكرية؛ لأن تتحرك الفوضى في المنطقة وعدم الاستقرار. تحرك الفوضى في البلد يعني لابنية تحتية.. لا اقتصاد.. لا أمن.. لا استقرار.. بل صراع على السلطة.

أصحاب الجلالة.. أصحاب الفخامة.. أصحاب السمو:
أتحدث معكم، وأتمنى لانعقاد مؤتمركم التوفيق والسداد والنجاح، وأن تعمل هذه القمة على وقف الضربات العسكرية على الجمهورية اليمنية، وطنكم الثاني، وأن تتدخلوا على الفور للأخذ بأيدي كل اليمنيين إلى طاولة المفاوضات لاستكمال المفاوضات واستكمال الحوار الذي بدأناه منذ أشهر.

استكمال هذا الحوار هو الحل الأمثل لحل المشكلة، وليست الضربات العسكرية، وأتمنى على الأشقاء أن لا يكابروا وأن لا يراهنوا على جواد خاسر، لقد راهنوا على هذا الجواد 4 سنوات، والآن يراهنون عليه ولم يوصلهم إلى طريق.

الأخوة الأشقاء :
قودونا إلى طاولة الحوار والحكم صناديق الاقتراع، وقودونا وقودوا كل المكونات السياسية وسنكون معكم إلى طاولة الحوار، ونحتكم لصناديق الاقتراع في إطار التبادل السلمي للسلطة.

الإخوة الأشقاء في القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ:
أنا أناشدكم وأناشد ضمائركم أن ترحموا أطفالكم ونساءكم وإخوانكم وأشقاءكم في اليمن من هذه الضربة البربرية التي ليس لها أي مبرر.

الإخوة الأعزاء قادة الدول العربية:
مأساة كبيرة في اليمن لاتزيدونا مأساة فوق ما نحن نعاني من أربع سنوات من الصراع.. أربع سنوات من الجفاف.. أربع سنوات من التجويع.. أربع سنوات من إقلاق الأمن.

نحن نقبل بأي رئيس يطلع من أي مكون سياسي، وأنا أعدكم، وأنا في المؤتمر الشعبي، لا أنا ولا أقربائي نترشح لهذه الرئاسة، لا نترشح لهذه الرئاسة، رغم أنه من حقنا دستورياً وقانونياً.

لكن نعدكم من أجل أن تحل هذه المشكلة، يترشح أي مواطن، ونحن نصوت مثلما صوتنا لهادي، وأنا كنت في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية 2012م دعوت الشعب اليمني للتوجه إلى صناديق الاقتراع وذلك لينتخب عبدربه منصور هادي.

ونطلب من الأشقاء، وفي المقدمة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وهي الجارة الكبرى، أن تأخذ بأيدي اليمنيين، ونحن نقدر لها تقديراً عالياً لأكثر من مليون و700 مواطن يمني يعيشون في المملكة، وهذا نقدره تقديراً عالياً إذا أوقفت ضرباته الجوية وساعدت على الحوار لينتقل الحوار إلى أي مكان آخر غير اليمن تحت رعاية الجامعة العربية أو الأمم المتحدة لحل المشكلة سلمياً.

لن تحل بالضربات، ولن تزيدها إلا مأساة، ولا تزيدها إلا جراحاً فوق الجراح السابقة.. خلونا نعالج الجراح.. نعالج جراح الماضي.. ونعالج جراح الحاضر.

أنا آمل من أشقائنا في المملكة العربية السعودية، وكذلك أشقاءنا في مجلس التعاون الخليجي، التعاون من أجل إخراج اليمن من هذه المحنة التي يعيشها خلال هذه السنوات الأربع التي مضت، لانعلق أملاً إلا على الله سبحانه وتعالى، وعلى أشقائنا، ونقول للأمم المتحدة أن تتحمل مسئولياتها كمؤسسة دولية وألا تتحول إلى طرف، ونطلب رفع الحصار عن الشعب اليمني.
أصحاب الفخامة والجلالة والسمو:
أتكلم معكم وأحملكم كامل المسئولية عن إراقة أي قطرة دم بعد اليوم أنا أناشدكم باسم المؤتمر الشعبي العام وباسم أبناء الشعب اليمني العظيم.

وأتوجه إلى أبناء الشعب اليمني الصامد.. الشعب اليمني الصابر.. الشعب اليمني المناضل.. الشعب اليمني الجسور.. أن يتحمل وألا ينفعل وأن يتماسك وأن يوقف أعمال العنف في أي محافظة وأن لاينجر إلى أعمال العنف ضد أي مكون سياسي على الإطلاق.. أوقفوا إطلاق النار في أي مكان في أي منطقة وفي أي قرية..

إن شاء الله تكون هذه القمة معكم، ومع أمنكم، ومع استقراركم، وليس مع ضرب منشآتكم ولا ضرب مساكنكم ولا قتل أطفالكم.

تقبلوا خالص التحية والتقدير أيها الأشقاء قادة الأمة العربية، وإلى شعبنا اليمني العظيم الصابر والصامد أن يتحمل كل هذه الأعباء.
وأتمنى لهذه القمة التوفيق والنجاح، وأتمنى مرة أخرى لأشقائنا لمجلس التعاون الخليجي أن يأخذوا بأيدي اليمنيين إلى ما فيه الخير والأمن والاستقرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.