فيما يدخل العدوان على اليمن بقيادة السعودية يومه الـ12، برزت إلى السطح، ملامح جهود دولية، جاءت بموازاة تحركات محلية لوقف العدوان، الذي خلف ما يربوا عن 3 آلاف بين شهيد وجريح، من المدنيين، بالإضافة إلى خسائر مادية هائلة، في البنية التحتية والمنشآت الحيوية ومعسكرات الجيش ومخازن الأسلحة، وممتلكات المواطنين.

وقالت مصادر يمنية في صنعاء، لوكالة "خبر" الاثنين 6 أبريل 2015، إن رؤية وطنية باتت تتشكل من جميع الأطراف والمكونات السياسية بعيداً عن المواقف الحزبية، يجمعها هدف واحد حماية اليمن ورفض العدوان، مشيرةً إلى أن جهوداً حثيثة تبذل في هذا المسار.

وارتفعت وتيرة التفاعل الدولي، جراء الأحداث المتعلقة بالعمليات العسكرية السعودية في اليمن، ليبرز ذلك من خلال موقف لافت لأنصار الله "الحوثيين" من خلال تصريح رئيس المكتب السياسي، صالح الصماد، الذي نشرته وكالة "رويترز" الأحد، وأكد فيه استعداد جماعته الدخول في محادثات سلام، حال توقفت الضربات الجوية التي تقودها السعودية، وأشرفت عليها أطراف ليس لها مواقف عدائية.

وقال الصماد، الذي كان مستشاراً لعبدربه هادي، أثناء فترة رئاسته، "إن اليمنيين يرفضون عودة هادي، الذي فر إلى السعودية بعد أن اقترب المقاتلون الحوثيون من قاعدته الجنوبية عدن الشهر الماضي".

وأضاف: "نحن ما زلنا على موقفنا من الحوار، ونطالب باستمراره رغم كل ما حصل على أساس الاحترام والاعتراف بالآخر، ولا نشترط سوى وقف العدوان والجلوس على طاولة الحوار للشعب اليمني، ليعرف من هو المعرقل، وبإمكان أي أطراف دولية أو إقليمية ليس لها مواقف عدائية من الشعب اليمني أن تشرف على هذا الحوار".

وتقول تقارير صحافية، إن إيران تسعى لإنجاز وساطة عن طريق سلطنة عمان لوقف الحرب في اليمن. وقالت وسائل إعلامية إيرانية رسمية، إن الرئيس حسن روحاني وجه رسالة إلى سلطان عمان قابوس بن سعيد، يحثه فيها على المساعدة في وقف الحرب.

وكانت الخارجية البريطانية، تحدثت في بيان لها السبت 4 أبريل، عن اتصال أجراه السلطان قابوس بن سعيد برئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، لبحث الأوضاع في اليمن، وأكدت أنهما اتفقا على الحل السياسي، وضرورة إيجاد سبيل للتوصل لتسوية سلمية.
وأكدت الخارجية، أن الطرفين اتفقا "على ضرورة انخراط كافة الأطراف بحوار بناء، مؤكداً استعداد بريطانيا المساعدة لتحقيق ذلك".

وفي السياق، انتقدت السلطات الروسية، الاتهامات الموجهة لها من وزير خارجية هادي، رياض ياسين، حول نقلها أسلحة للحوثيين عبر طائرات روسية، قامت بإجلاء مواطنين روس وأجانب ووصف المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش، تلك التصريحات بـ"سخيفة واستفزازية".

وقال الدبلوماسي الروسي، يوم الأحد 5 أبريل/نيسان: "إذا كانت تلك التقارير صحيحة فهي سخيفة واستفزازية وتفتقر للمسؤولية ولا تحتاج إلى أي تعليق".

وأكد أن "روسيا تقوم بإجلاء مواطنيها، إلى جانب رعايا دول أخرى كثيرة، بما فيها الدول الأعضاء في التحالف ضد الحوثيين.. إننا لا نقبل، كما يفعل كثيرون، أي تدخل في الأزمة اليمنية الداخلية".

وتابع لوكاشيفيتش قائلاً: "وزير الخارجية اليمني، الذي يتواجد حالياً، كما نفهم، في الخارج، يجب أن تسدى له النصيحة بعدم ممارسة التصريحات الخطيرة، ويجب عليه أن يهتم بمعاناة المدنيين في اليمن، الذين أصبحت أعداد ضحاياهم بالمئات".

وشدد الدبلوماسي الروسي أن موسكو "تجدد تأكيدها على ضرورة تنفيذ المبادرة الروسية لفرض وقفات إنسانية في اليمن، والتي تجري مناقشتها حالياً في مجلس الأمن الدولي".

وعقد مجلس الأمن الدولي، مشاورات مغلقة بعد تقديم مقترح روسي، يقضي بهدنة إنسانية لإجلاء المدنيين الأجانب والدبلوماسيين، وإدخال مساعدات طبية، بشكل سريع وآمن ودون تعطيل. وقالت السفيرة الأردنية ورئيسة المجلس دينا قعوار، إن أعضاء مجلس الأمن قرروا إعطاءهم مزيداً من الوقت لدراسة المقترح الروسي.

ويؤكد القرار الذي قدمته روسيا على أن أي تعويق للمساعدات الإنسانية وعمليات الإجلاء إنما يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني.

وأكدت رئيسة المجلس، أن آراء الأعضاء جاءت على أهمية التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن بشأن اليمن وخصوصاً القرار 2201. وعلاوة على ذلك، عبر أعضاء المجلس عن قلقهم إزاء الحالة الانسانية الخطيرة التي يواجها اليمن منذ فترة.

* هادي الشامي وكالة خبر للأنباء

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.